الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بتقديس وتكريس كنيسة الشهداء الجديدة السريانية الكاثوليكية في أكالا - ستوكهولم، السويد

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 1 أيّار 2022، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، رتبة تقديس وتكريس كنيسة الشهداء الجديدة السريانية الكاثوليكية في أكالا – ستوكهولم، السويد. ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي على مذبح الكنيسة الجديدة.

    دخل غبطة أبينا البطريرك بزيّاح حبري مهيب إلى الكنيسة، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة. ثمّ ترأّس غبطته رتبة تقديس وتكريس الكنيسة، يعاونه فيها أصحاب السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والخوراسقف إدريس حنّا كاهن الرعية.

    شارك في الرتبة صاحب النيافة الكردينال أندريش أربوريليوس مطران الأبرشية اللاتينية في السويد، وصاحب السيادة مطران الكنيسة الأوكرانية في ألمانيا، وصاحب السيادة المطران سعد سيروب الزائر الرسولي للكنيسة الكلدانية في أوروبا، والأب Giuseppe COMMISSO القائم بأعمال السفارة البابوية في السويد، وحضرة الأب الربّان أفرام لحدو ممثّلاً صاحب النيافة مار يوليوس عبد الأحد شابو مطران أبرشية السويد والدول الإسكندنافية للسريان الأرثوذكس. كما شارك عدد من الآباء الخوارنة والكهنة من كنيستنا والكنائس الشقيقة في ستوكهولم، وعدد من الرهبان والراهبات من مختلف الرهبانيات، وخدم القداس شمامسة الكنيسة والجوق.

    وحضرت هذه المناسبة جماهير غفيرة من المؤمنين الذين احتشدوا داخل الكنيسة وفي ساحاتها، معبّرين عن فرحهم وسرورهم بهذا الحفل الروحي، وطالبين نيل بركة غبطة أبينا البطريرك.

    تلا غبطته الصلوات الخاصة برتبة تقديس وتكريس الكنيسة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، وخلالها قام غبطته بمسح المذبح المقدس بالميرون، وكذلك الواجهة الخلفية للمذبح، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة. ثمّ مسح غبطته جهات الكنيسة وأبوابها بالميرون المقدس، وسط جوٍّ من الخشوع والفرح الروحي العابق، مع التصفيق والتهليل والزغاريد.

    وبعد أن قام غبطته بإكساء المذبح الرئيسي الكبير بالحلّة الكنسية البهيّة، احتفل غبطته بالقداس الإلهي، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة الأحبار الأجلاء.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، رحّب غبطة أبينا البطريرك بصاحب النيافة الكردينال أندرش، شاكراً إيّاه "على مشاركته معنا في تكريس كنيستنا السريانية الكاثوليكية هذه، كنيسة الشهداء"، معرباً عن عميق فرحه وسروره بترؤّس هذه المناسبة الروحية المباركة، مصلّياً وراجياً "أن تكون هذه الكنيسة دائماً بيت الله، بيت الوحدة والسلام"، وشاكراً حضور أصحاب السيادة والإكليروس من مختلف الكنائس.

    وتوجّه غبطته إلى المؤمنين الحاضرين بالقول: "نعم، كنيستكم، كنيسة الشهداء هذه، هي فخر واعتزاز لنا جميعاً، لأنّكم حملتم هذه الشهادة من مشرقنا المعذَّب، وأنتم تعرفون كم تعذّب شرقنا، كي تقولوا لهذا الشعب الذي استقبلكم في السويد إنّكم أبناء وبنات كنيسة المسيح التي تأسّست على المحبّة والسلام وفي الوحدة".

    ولفت غبطته إلى أنّ "الخوراسقف إدريس حنّا تحمّل كثيراً كي يستطيع أن يجدّد هذه الكنيسة ويرمّمها ويجمّلها ويعطيها الصبغة الجميلة التي ترونها اليوم. لا شيء بدون تعب وبدون تضحية، لكنّ أبونا إدريس يعرف جيّداً أنّنا نحن بفضل الله وبنعمته نستطيع أن نتحمّل مسؤولياتنا وأن نبدع بخدمتنا، عاملين بقول يسوع: مهما عملتم قولوا نحن عبيدٌ بطّالون، والفضل هو لله وللنعمة الإلهية".

    وأكّد غبطته على أنّنا "سنبقى دوماً فخورين بالرب يسوع الذي فدانا على الصليب، ونتذكّر أنّ الصليب هو فخرنا وعزّنا ووسيلة وأداة خلاصنا. لا يجب أن نخجل أبداً من القول بأنّنا مسيحيون، ليس فقط بالكلام أو بالمظاهر، إنّما بالحياة المسيحية الصالحة".

    وشكر غبطته جميع المؤمنين المشاركين "لأنّكم حضرتم معنا وجعلتم من هذا الاحتفال حقيقةً عرساً وفرحاً ومدعاة اعتزازٍ بإيماننا وبتراثنا الكنسي السرياني الأصيل"، سائلاً "الرب يسوع أن يبارككم جميعاً وعائلاتكم، بشفاعة أمّه مريم العذراء في هذا الشهر المكرَّس لتكريمها، وبشفاعة شهدائنا الأبرار"، ضارعاً إليه "كي يجعل هذه الكنيسة دائماً مليئةً بالمؤمنين في الصلوات والاحتفالات، وعلامةً وإشعاعاً لحضوره في وسط شعبه، ويستجيب الصلوات التي يرفعونها من هذه الكنيسة المقدسة".

    وتلا سيادة المطران رامي قبلان، النص الإيطالي لرسالة التهنئة التي وجّهها نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية في الفاتيكان، إلى غبطته بهذه المناسبة. ثمّ تلا سيادة المطران يوسف عبّا الترجمة العربية لرسالة نيافته. وفي هذه الرسالة، أعرب نيافته عن فرحه وسروره بهذا الحدث الكنسي الهامّ الذي يساهم في تعزيز رباط أبناء الكنيسة السريانية المنتشرين في بلاد الاغتراب بكنيستهم الأمّ في الشرق، مهنّئاً غبطتَه والرعيةَ السريانية في ستوكهولم بهذا الإنجاز.

    وقبل نهاية القداس، ألقى الخوراسقف إدريس حنّا كلمة شكر فيها غبطته على ترؤّسه هذه المناسبة ومباركته للكنيسة والرعية، داعياً لغبطته بالصحّة والعافية والنجاح الدائم في رعاية الكنيسة السريانية المقدسة في كلّ مكان شرقاً وغرباً، مستذكراً الشهداء الأبرار الذين على اسمهم كُرِّست هذه الكنيسة، من شهداء مذابح سيفو عام 1915، وصولاً إلى شهداء حادث تفجير باصات الطلاب الجامعيين من أهل قره قوش – العراق عام 2010، ومذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد في العام نفسه، وجميع الشهداء الأبرار، ليكونوا قدوةً للمؤمنين باتّباع يسوع وبذل الذات.

    كما شكر الخوراسقف إدريس صاحبَ النيافة الكردينال أندريش أربوريليوس على ثقته ودعمه، وسائر اللجان الكنسية التي ساعدَتْه، وجميع المتبرّعين للكنيسة والذين تعبوا في إنجاز الأعمال والإعداد لهذه المناسبة، سائلاً الرب يسوع أن يكافئكم أضعاف أتعابهم ويباركهم وعائلاتهم.

    وقدّم الخوراسقف إدريس درعاً تكريمياً لغبطة أبينا البطريرك تخليداً لهذه المناسبة، وكذلك هدية تذكارية إلى كلٍّ من أصحاب النيافة والسيادة والكهنة المشاركين.

    وفي ختام الرتبة، منح غبطة أبينا البطريرك بركته الرسولية للمؤمنين الذين تقاطروا لنيل بركته، في جوٍّ من الفرح والبهجة بهذا الحدث التاريخي المبارك. فشكراً لله على عطيته التي لا يعبَّر عنها.

 

إضغط للطباعة