الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد العنصرة

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 5 حزيران 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد العنصرة، وهو حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد القيامة، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، بمشاركة الشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    خلال القداس، أقام غبطته رتبة السجدة واستدعاء حلول الروح القدس، والتي تقام في هذا العيد، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. وخلالها جثا غبطته ثلاث مرّات طالباً حلول الروح القدس، ثمّ رشّ غبطته المؤمنين وباركهم بالماء المقدس.

    وفي موعظته بعد الرتبة، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن عيد العنصرة، والمسمّى "الفنطيقوسطي"، وهو عيد حلول الروح القدس على التلاميذ في اليوم الخمسين بعد قيامة الرب يسوع من بين الأموات، مشيراً إلى أنّ لفظة العنصرة "مأخوذة من اللغة العبرية، وتعني الاجتماع، حيث كان الشعب العبراني يحتفل به، فيجتمع في اليوم الخمسين بعد عيد الفصح". أمّا لفظة الفنطيقوسطي فهي "مأخوذة من اللغة اليونانية، وتعني عيد الأسابيع"، مذكّراً "أنّ المؤمنين من اليهود حتّى في بلاد الانتشار، كانوا يأتون إلى الهيكل كي يعيّدوا هذا العيد الهامّ، ويسمّونه عيد الأسابيع، وله علاقة بعيد الحصاد".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "هذه الرتبة، رتبة عيد حلول الروح القدس، تمَّمْناها حسب طقسنا السرياني الأنطاكي بثلاث سجدات، نسجد للروح القدس حتّى يحلّ علينا كما حلّ على الرسل بعد قيامة الرب يسوع بخمسين يوماً. من هنا نحتفل بعيد العنصرة بعد عيد القيامة بخمسين يوماً، بمعنى أنّ الروح القدس حلّ على التلاميذ وجعلهم يشهدون ليسوع بين كلّ الأمم الذين كانوا ممثَّلين بكثيرٍ من الوفود القادمة من بلاد مختلفة ومن شعوب متعدّدة، كما سمعنا من سفر أعمال الرسل. وقام بطرس وأخذ دوره كرئيس الرسل، فتكلّم أمام هذه الجموع الغفيرة، مؤكّداً لهم بأنّهم ليسوا سكارى، بل حلّ عليهم الروح القدس حتّى يبشّروا العالم بالرب يسوع المخلّص".

    ولفت غبطته إلى أنّ "مار بولس رسول الأمم يعلّمنا أنّ الله - الثالوث يرسل الروح القدس كي يوزّع على المؤمنين المواهب المختلفة. ومن الإنجيل بحسب يوحنّا الرسول، سمعنا أنّ يسوع يقول بأنّه "يجب أن أصعد إلى أبي كي يأتيكم الروح القدس". من هنا نفهم أنّ الكنيسة عيّنت هذا العيد بعد خمسين يوماً، وحثَّتْنا أن نؤمن بالإله الواحد المثلَّث الأقانيم: الآب والابن والروح القدس".

    وشدّد غبطته على أنّنا "نحتاج اليوم إلى مواهب الروح القدس بشكل خاص هنا في لبنان بعد الأزمات المخيفة التي حلّت بنا. نحتاج إلى روح الحقّ كي نَصدُق مع بعضنا البعض، ونطالب المسؤولين أن يكونوا صادقين ونزيهين. نحتاج إلى روح القوّة كي نكون أقوياء بإيماننا، حتّى وإن كانت الصعوبات والأزمات عديدة حولنا. نحتاج إلى روح المحبّة والسلام، ونحن ندرك أنه للأسف في هذه الأيّام يتخلّى الإنسان عن عالم الروح ويتمسّك كثيراً بالمادّة".

    وأكّد غبطته على أنّه "صحيح أنّ هناك مَن يحتاجون إلى هذه المادّة كي يعيشوا بكرامتهم، لكن هناك من لا يتبعون الرب يسوع أبداً، ويركضون وراء المادّة، كما حدث هنا في لبنان. فقد هرّبوا الأموال لأنّ هؤلاء الناس لا يؤمنون بالله النزاهة والحقّ والمحبّة التي يجب أن تكون للجميع، ولا سيّما للمعوزين".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الروح القدس أن يقوّينا بالإيمان والرجاء مهما عصفت الزوابع، زوابع الخطيئة، فنظلّ أمناء للرب يسوع، وننشر حولنا بشرى السلام والحقّ والمحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء وجميع القديسين، ولا سيّما بشفاعة الطوباويين الشهيدين الجديدين ليونار عويس ملكي وتوما صالح، وبشفاعة شفيع هذه الكنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي الشهيد، كي نتمّم دائماً إرادة الرب بالروح والحقّ".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته المؤمنين البركة الرسولية، مستمطراً عليهم غنى وغزارة مواهب الروح القدس.

 

 

إضغط للطباعة