يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النصّ الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها صاحب السيادة المطران الجديد مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، في نهاية قداس ورتبة سيامته الأسقفية، والتي تمّت بوضع يد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وذلك في الكنيسة الكبرى في دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، صباح يوم السبت 18 حزيران 2022:

    صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى

    آباء السينودس المقدس الجزيلي الاحترام

Excellences, Eminences

    أصحاب النيافة والسيادة والسعادة والمقامات الروحية والمدنية

    أهلي وأحبّائي بالرب يسوع الكرام

    سمعتُ الرب يسوع  في الإنجيل يقول لي: اتبعني، فتركتُ كلّ شيء، فتبعتُه، وجعل أمّه مريم العذراء أمّاً لي لتعتني بي في كلّ مسيرة حياتي.

    في هذه اللحظات، أستطلع  مسيرة حياتي منذ نعومة أظفاري إلى يومنا هذا، وأتأمّل في عناية الرب التي رافقَتْني في كلّ محطّات حياتي، من خلال عناية والديَّ المرحومَين بي وعائلتي وأقاربي ورفاقي في حياتي المدنية. فكان لكلّ فرد تأثير في دعوتي، لا بل طبع تشجيعاً ونحفيزاً.

    وفي حياتي الإكليريكية والرعائية والخدماتية، كان كلّ من تقاسمتُ معه رسالتي يترك فيَّ بصمة لا تُمحَى وكأنّ الله يضعهم في طريقي ليوصلوا إليّ إرادته ومشيئته.

    بعد سيامتي الكهنوتية في هذه الكنيسة الحبيبة منذ 35 سنة، خدمتُ في هذا الدير المبارك، دير سيّدة النجاة - الشرفة، وتنقّلتُ بين رعايا أبرشية بيروت البطريركية، من زحلة، إلى بيروت، إلى جونيه، إلى الفنار – المتن. ولمستُ من جميع أبنائنا الطيبة والمحبّة والجدّية في العمل والخدمة. فتركوا في قلبي الأثر الطيّب والذكريات التي لا تُنسى من الفرح والحياة العائلية والكنسية.

    دعاني صاحب الغبطة لتدبير أبرشية الحسكة ونصيبين، حيث جذورنا والشعب الطيّب والأصيل والمتمسّك بأرضه رغم المعاناة وكلّ الظروف الصعبة، والذي استقبلني بكلّ حفاوة ومحبّة. وعملنا في حقل الرب معاً بكلّ فرح، وسوف نكمل المسيرة، ثابتين بالإيمان والرجاء والمحبّة حيث العدالة الإلهية.

    اسمحوا لي:

    أن أشكر الروح القدس الذي دعاني لهذه الخدمة، وأسأله أن يزيدني من نِعَمِه حتّى أُحسِن الخدمة والرعاية في الأبرشية التي ائتمنني عليها.

    أن أشكر لله دائماً على كلّ ما أعطاني ويعطيني لخدمة كنيسته، وأشكر أمّنا مريم العذراء على رعايتها لي وحضورها الدائم في حياتي.

    وأشكر رئيسي الروحي غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى، بطريرك السريان الأنطاكي، ومعه آباء السينودس المقدس الأساقفة الجزيلي الاحترام، على الثقة التي أولوني إيّاها، وأدعو لغبطته بالصحّة والعافية، وأسأل الله أن يديمه ويوفّقه في رعايته لكنيستنا السريانية.

    أشكر قداسة البابا فرنسيس الذي ثبّت انتخابي ومنحني الشركة الكنسية.

    أشكر جميع الأحبّاء في أبرشية بيروت البطريركية على تعاونهم معي في حقل الرب.

    أشكر أحبّائي في أبرشية الحسكة ونصيبين، والذين سنستمرّ في مسيرتنا، عاملين معاً لما فيه خير الأبرشية وخلاص نفوس المؤمنين. ولا أنسى أن أترحّم على نفس المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو الذي رعى الأبرشية بمحبّة وتفانٍ.

    وأشكر أهلي وأقاربي وأصدقائي وأحبّائي وكلّ المؤمنين، ومن عملنا وخدمنا معاً، والمشاركين معنا اليوم في هذه المناسبة المباركة.

    ولروح والديّ والذين سبقونا إلى الحياة الثانية أرفع صلاتي.

    لجميع هؤلاء ولكم الشكر مع المحبّة والتقدير، وبركة ونعمة ربّنا يسوع المسيح معنا أجمعين، آمين.