الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص كلمة الشكر للمطران الجديد مار أفرام إيلي وردة

 

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النصّ الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها صاحب السيادة المطران الجديد مار أفرام إيلي وردة، مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، في نهاية قداس ورتبة سيامته الأسقفية، والتي تمّت بوضع يد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وذلك في الكنيسة الكبرى في دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا، لبنان، صباح يوم السبت 18 حزيران 2022:

 

    صاحب الغبطة أبانا البطريرك 

    Monsieur le Nonce apostolique au Liban, Son Excellence Mgr Joseph SPITERI. Merci pour votre présence qui nous touche; Prière de transmettre à Sa Sainteté le Pape François, au nom de mes confrères et en mon nom, notre gratitude et l’assurance de notre fidélité et de notre affection filiale.

    أصحاب السيادة

    آبائي الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات

    إخوتي وأخواتي بالرب يسوع

    أشكر الله الذي جبلني وعجنني بالنور والحياة، بالحقيقة والحرّية، بالمسؤولية والالتزام، بالعدل والرحمة، بالسلام والثبات، ومنحني الوعي بعد صراع معه مثل يعقوب، فأصبح بالنضوج والخبرة، إسرائيل، ومثل سمعان، فأصبح بدموع التوبة تحت أنظار رحمة الله المهذّبة والعادلة، بطرس الصخرة، فلا نخاف من روح العالم والظلمة، روح الشرّ والعبودية، روح الكراهية والعنف، لأنّ روح العنصرة قد حلّ فينا، لنواجه لا لنهرب، لنخلّص لا لنهلك، عالمين أنّ طريق المجد والكرامة يمرّ عبر الصليب، عبر الضيقات والآلام، عبر المخاض والأوجاع، ثمن قدسية وكرامة الإنسان، كلّ إنسان، عاشق الحرّية، حرّية أبناء الله، ثابتين بثقة وفرح على صخرة إيماننا، الرب يسوع، الذي يرسلني لأتابع العمل في حقله، ولكن اليوم في رسالة ملء الكهنوت، في خدمتي الأسقفية الجديدة.

    إرادة الله الثالوث قد تجسّدت من خلال مجمع أساقفة الكنيسة البطريركية السريانية الكاثوليكية، الذي انتخبني أسقفاً للكرسي الأبرشي في القاهرة ونائباً بطريركياً على السودان. أودّ هنا أن أشكر من صميم القلب صاحب الغبطة أبانا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، والذي أكنّ له خالص التقدير والاحترام والامتنان لمحبّته وأبوّته وعنايته ومودّته الطيّبة الشخصية لي، والتي لها الأثر البالغ في قلبي، ولثقته الكبيرة بشخصي الضعيف. أدامكم الربّ يسوع، رئيس الأحبار، يا صاحب الغبطة، على رأس كنيستنا السريانية الكاثوليكية، أباً وراعياً ومدبّراً حكيماً، ولسنين كثيرة يا سيّد.

    كما أعبّر عن شكري الكبير وامتناني لإخوتي المطارنة أعضاء المجمع المقدّس لثقتهم وقبولي كأخ صغير في ما بينهم. أخصّ بالذكر عرّابَيّ في سيامتي الأسقفية: صاحب السيادة مار ربولا أنطوان بيلوني، رئيس أساقفة حلب للسريان الكاثوليك سابقاً، للعلاقة البنوية الروحية المميّزة والمثالية لحياتي ورسالتي الكهنوتية،وأخي سيادة المطران مار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والمدبّر البطريركي على أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، لرعايته وتدبيره الحكيم في قيادة هذه الأبرشية المباركة، ولكلّ الجهود المبذولة منذ أكثر من سنتين لإعلاء بناء الأبرشية، شعباً وحجراً.

    وخالص الشكر لأصحاب السيادة المطارنة الحاضرين معنا اليوم في هذا الاحتفال المميّز بطابعه. واسمحوا لي أن أحيّي بشكل خاص الأخ الكبير، صاحب السيادة المطران جورج أسادوريان، للمكانة الخاصّة والصداقة المميَّزة التي تجمعنا.

    J’ai le plaisir de saluer chaleureusement Mgr. Pascal Gollnisch, Directeur de l’Œuvre d’Orient, et Vicaire général à l’ordinariat des orientaux catholiques en France. Cher Pascal, je voudrais te dire toute mon amitié et mon affection et te remercier chaleureusement en t’exprimant ma gratitude pour l’honneur que tu me fais aujourd’hui par ta présence malgré ton emploi de temps trop chargé.

    Je voudrais encore t’exprimer toute mon admiration pour ton dévouement exceptionnel et ton combat infatigable que tu mènes au quotidien avec audace, ténacité et détermination pour venir à l'aide et au soutien des Chrétiens d'Orient pour défendre leurs droits et leurs causes. Cher Pascal, un grand merci!

    Tout mon respect et ma reconnaissance toute particulière vont au vénérable Mgr. Claude Bressolette, Vicaire général émérite de l'Ordinariat, qui a bien voulu assister à cette cérémonie mais empêché pour des raisons personnelles. Je le salue bien chaleureusement et je lui exprime ma gratitude la plus profonde pour tout le soin, l'attention, la bienveillance et l'affection avec laquelle il m’a entourée.

    J’adresse un grand remerciement à la paroisse de Saint Jacques du Haut Pas, aux curés, aux prêtres et aux fidèles, où j’ai résidé depuis mon arrivée en France en 2007, pour toute l’amitié et l’enrichissement qu’ils m’ont apporté.

    أودّ أن أتوجّه بالشكر إلى إخوتي الكهنة العاملين في أوروبا الغربية، وخاصّةً من صمّم وحضر ليشاركني فرحة هذه المناسبة اليوم، متحمّلاً عناء السفر، بالرغم من الالتزامات الرعوية. وأريد هنا أن أحيّي الوكيل البطريركي والزائر الرسولي على أوروبا سيادة أخي المطران مار فلابيانوس رامي قبلان، للجهود المبذولة لتنظيم وثبات ونجاح إرسالياتنا في أوروبا في وجه التحدّيات الجمّة والصعبة. وشكري وامتناني لكلّ إخوتي الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات الذين أتوا من بعيد وقريب ومشاركين معنا اليوم في هذا الاحتفال المبارك. فلكم منّي جميعاً كلّ المحبّة والمودّة والتقدير.

    أوجّه شكري الجزيل والامتنان الكبير لأبرشيتي بيروت البطريركية، بدءاً من دير الشرفة، هذا البيت والمدرسة حيث التنشئة الروحية والليتورجية والصلوات الطقسية التي بها استهوانا الله، فسمعنا صوته وتعمّقنا في حقيقته وغرفنا من كنوزه وعشقناه، إلى كلٍّ من آبائنا البطاركة والأساقفة والرؤساء والمدراء الذين سَهِروا على تنشئتنا في مسيرتنا الإكليريكية، والذين بفضلهم نحن اليوم في هذه المسؤولية الأسقفية الجسيمة. وأذكر بشكل خاص سيادة المطران جهاد بطّاح، رئيس أساقفة دمشق، أبونا جهاد آنداك، المنشِّئ والصديق وخير المدير الذي كان لي في دير الشرفة وفي معهد مار أفرام الحبري في روما، وإلى كلّ إخوتي كهنة هذه الأبرشية، والذين أعبّر لهم عن عمق محبّتي.

    شكري أيضاً يذهب إلى المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، للجهود المبذولة لتنظيم هذا الاحتفال بكلّ تفاصيله، ولكلّ من عاونهما: سيادة المطران جول بطرس والأب سعيد مسّوح، والآباء والإكليريكيين، شاكراً خاصّةً المونسنيور حبيب لمساندته الطيّبة لي في تحضير وجهوزية كلّ لوازمي الأسقفية، ومتابعته الدؤوبة لها، كوني كنتُ بعيداً بسبب خدمتي في فرنسا، ولضيق الوقت. ألف شكر مونسنيور لمساندتك، وبارك الله بجهودك.

    وفرحتي كبيرة اليوم في حضور ممثّلين عن أبرشيتي الجديدة في مصر الحبيبة، كهنةً وشمامسةً ومؤمنين، الذين أشكرهم من عمق قلبي. إنّني متشوِّقٌ أن آتي إليكم وأخدمكم بالرب يسوع من كلّ قلبي وعقلي وفكري وقوّتي. وأريد هنا معكم أن أستذكر المثلّث الرحمات مار اقليميس يوسف حنّوش، وجميع أسلافه، لكلّ ما قدّموه، كلاً بحسب موهبته الخاصّة، في خدمة أبناء وبنات هذه الأبرشية المباركة. لتكن أنفسهم مكلَّلةً بأعمالهم الصالحة في راحة الأبرار والصدّيقين.

    وكيف لي ألا أعبّر عن محبّتي العميقة وامتناني لرعيتي مار أفرام السرياني في باريس، وبشكل خاص المجلس الرعوي والجوقة ولجنة التعليم المسيحي ولجان التنظيمات لمختلف النشاطات والمشاريع، لأنّ بداية مشوار خدمتي الكهنوتية بدأت من هذا البيت الروحي، فأتيتُ إليه كحبّة صغيرة زُرِعَت في أحشائها، فجبلتني وأسقَتني من ينابيع حبّها وعاطفتها وخبرتها وتشجيعها، فجعلت منّي ما أنا هو عليه اليوم، أي تلك الكرمة التي نمت وامتدّت أغصانها، وأورقت وأثمرت كالكرمة التي رآها شفيع أسقفيتي القديس أفرام السرياني، ملفان الكنيسة الجامعة، كنّارة الروح القدس وشمس السريان. أشكر الله عليكم جميعاً، معبّراً لكم عن كلّ تقديري وافتخاري بكم.

    يقول فرويد إنّ والد الإنسان هو الطفل، فمستقبل الإنسان، سلامه، نجاحه وإشعاعه، يعود إلى مرحلة الطفولة.أريد هنا أن أنحني بكلّ ورع وإجلال أمام والدتي غلاديس. وما وجودها بجنبي وسهرها عليّ، وخاصّةً عندما كنتُ مسمَّراً على سرير الموت المحتوم بسبب فيروس كورونا، منذ سنتين، حيث حينها فقد الجسم الطبي أيّ أمل لي بالحياة. فما حضورها إلاّ حضور لأحشاء رحمة الله الذي حرّرني من سلطان الموت وولدني من جديد، عارفاً بأنّ هناك رسالة سامية يريدها منّي الرب، واليوم أتى الجواب. فحضور الأمّ ليس فقط عزاءً ورجاءً، ولكن إلهاماً ودعوةً إلهية. لا أستطيع أن أكافئكِ يا أمّي، ولكن أترك الله أن يُكافئكِ على طريقته. وماذا أقول لإخوتي جورج وشربل وجان، لمحبّتهم التي لا توصف والعطاء والسند والدعم الذي لا يتزعزع! فالشكر والامتنان لكم قليل جداً... أدامكم الله ووفّقكم في أعمالكم. ولا يغيب عنّي الحضور الوجودي الفعلي والفعّال لمن غابوا عنّي في النظر، ولكنّ حضورهم شعلة وقوّة،وإلهاموحماس،أقصد أختي ميراي الذي اصطفاها الله بكلّ براءتها لتلتحق مع أجواق الملائكة، التي لم تغادرني، وإنّما تحرسني وترافقني في مسيرة بناء الملكوت، وأبي جوزيف الذي يحيطني بظلّه بالشجاعة والجرأة وكرم وعزّة النفس، وأخي كبريال شفيعي في آلامي وأوجاعي،في الصبر والتحمّل بصمت وبإرادة حديدية، الذي ذهب ضحية، حاملاً بجسده المعوّق كمعلّمه يسوع، وهو في عمره 33 سنة، إعاقة ظلم وبربرية، لا إنسانية ولا مبالاة،وفساد المسؤولين والقيّمين على شعب لبنان الأبي، الذين يدوسون كرامته، محوّلين لبنان الأرز والحضارة،والتعايش والانفتاح، وأرض الرسالة والقداسة، إلى سدوم وعمورة، إلى روح الطائفية والخصخصة، والمحسوبية والتحيّز.

    فلربما يصحى الضمير ويهتزّ أمام عدل الله، قاضي القضاة القائل لهم "ماذا صنعتم؟ إنّ صوت دماء أخوتكم صارخ إليّ من الأرض" (تك 4، 10)، من جريمة المرفأ، إلى ما قبلها، إلى كلّ ضحية الفساد والإهمال والمصالح الخسيسة.

    Je voudrais remercier chaleureusement tous ceux et celles qui m’ont fait aujourd’hui la joie de leur présence, particulièrement ma parenté, et mes amis venus m’entourer du proche et de l’étranger, spécialement de la France, ainsi que tous ceux et celles qui assistent avec nous à travers les réseaux sociaux.Votre amour et votre confiance, vos prières et votre soutien, me sont l’assurance, m’encouragent et me fortifient dans ma nouvelle mission épiscopale. A vous je dis Mille Merci…  

    أوّد أن أشكر الجوقة التي أحيت هذا الاحتفال بأدائها المميّز ممجِّدة الرب بفرح.

    أشكر تيلي لوميار لنقلها مراسيم هذا الاحتفال، ولرسالتها في نشر نور خلاص المسيح في كلّ الأقطار.

    وأخيراً، أصلّي إلى الرب يسوع، الكاهن الأوحد ورئيس الأحبار، الذي جمعنا اليوم، أن يباركنا جميعاً، وأن يبارك بشكل خاص رسالتنا الأسقفية الجديدة لتأتي بثمار كثيرة، تدوم وتبقى للحياة الأبدية. آمين.

 

إضغط للطباعة