في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الإثنين 20 حزيران 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي الإفتتاحي للسينودس السنوي العادي لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك في كنيسة دير سيّدة النجاة البطريركي – الشرفة، درعون – حريصا.
عاون غبطتَه في القداس صاحبا السيادة: مار تيموثاوس حكمت بيلوني الأكسرخوس الرسولي في فنزويلا، ومار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا. وشارك في القداس أصحاب السيادة المطارنة آباء السينودس المقدس، وهم:
مار أثناسيوس متّي متّوكة، ومار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار غريغوريوس بطرس ملكي، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب – أربيل وسائر إقليم كوردستان، ومار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، ومار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار أفرام إيلي وردة مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار اسحق جول بطرس المطران في الدائرة البطريركية.
كما شارك في القداس أيضاً الأب أيّوب شهوان الراهب اللبناني الماروني، والذي كان قد ألقى مواعظ الرياضة الروحية لآباء السينودس طيلة هذا اليوم.
كما شارك أيضاً في القداس، الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة الإكليريكيون والرهبان الأفراميون والراهبات الأفراميات.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "نص إنجيل القديس لوقا الذي تُلِيَ منذ قليل، هذه الحادثة التي تؤثّر في قلوبنا جميعاً، صيد السمك على بحيرة جنشار، فقد قضى التلاميذ الأولون الليل كلّه في البحيرة يصطادون، ولكنّهم لم يصطادوا شيئاً. والليل، كما تعلمون، يحمل الكثير من المخاطر، كما أنّهم تعبوا كلّ الليل ورجعوا نوعاً ما خائبين. أمّا يسوع، المعلّم الإلهي، فسأل سمعان أن يبعد إلى العمق ويصطاد في النهار. تعجّب سمعان لأنّهم كانوا عادةً يصطادون في الليل، إلا أنّه سمع كلمة يسوع وابتعد إلى العمق، أبعدَ عن الشاطئ، وكانت الاعجوبة بتكثير السمك".
وأشار غبطته إلى أنّ "التلاميذ عادوا بالسفينتين مملوءتين سمكاً، وكم كانت دهشة الجميع، لا سيّما سمعان (شمعون) الذي نسمّيه بطرس - الصخرة - كيفا، والذي عرف أنّ يسوع هو المسيح المنتظَر، فخرّ على ركبتيه أمام يسوع، طالباً منه أن يبتعد عنه لأنّه رجل خاطئ. فجعل منه يسوع صيّاداً للناس".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الشبكة، شبكة الصيد، مذكورة في الكتاب المقدس في العهد القديم بمعنى سلبي، فالشبكة هي الفخّ الذي بينصبه الأعداء، إن كان للأفراد أو للشعب العبراني المُختار. والشبكة مذكورة مرّات كثيرة في العهد الجديد، ومن معانيها أنّها ترمز إلى الكنيسة التي تجمع أولادها إلى ملكوت السماء".
ولفت غبطته إلى أنّه "يُنسَب إلى مار أنطونيوس الكبير أبي الرهبان هذا القول: "رأيتُ جميع الشباك التي ينصبها العالم، فقلتُ متنهّداً: ماذا أستطيع أن أفعل كي أخرج من هذه الفِخاخ؟ وسمعتُ صوتاً يقول: التواضع!". فالتواضع صفة الأسقف الراعي الصالح والأمين، وجميعنا مدعوون أن نتّضع أمام الله، ونطلب منه أن يقبل ضعفنا ومحدوديتنا ونقائصنا، وأن يكمّل ضعفنا حتّى نكون حقيقةً رسلاً له وخلفاء للرسل الإثني عشر".
وتناول غبطته النصّ الذي تُلِي من رسالة مار بولس إلى أهل كورنثوس، حيث يذكر مار بولس أنّه هو وتيموثاوس يتوجّهان إلى أهل كورنثوس وكلّ ولاية أخائية بالقول: نعرف معاناتكم كما تعرفون معاناتنا. ولكن تذكّروا، في هذه المعاناة نتعزّى بنعمة الرب، وأنتم أيضاً تتعزّون. ونعرف هذه المعاناة التي نعيشها وتعيشونها كلّكم في هذه الأيّام، ليس فقط في لبنان، بل أيضاً في سوريا والعراق وسائر بلدان الشرق الأوسط، لكن في هذه البلدان الثلاثة أضحت المعاناة مخيفةً جداً وتهدّد وجودنا المسيحي، وللأسف لا تعطي أملاً لشبابنا الذي يفتّش على سبيل للهجرة".
وذكّر غبطته بكلام "البابا القديس يوحنّا بولس الثاني، في رسالته الراعوية التي وجّهها إلينا مع بداية سنة الألفين، حيث ذكر قداسته هذا المقطع من الإنجيل القائل: "أبعِد إلى العمق". نحن مدعوون جميعاً، أيّها الأحبّاء، كإخوة وأخوات، ألا نخاف ونذهب إلى العمق. صحيحٌ أنّ عمق البحر يشكّل تهديداً وتحدّياتٍ وأخطاراً، لكنّنا متّكلون على الرب لأنّه يرسلنا لنبشّر باسمه، وننقل بشارة الخلاص والفرح والمحبّة إلى العالم".
وختم غبطته موعظته بالقول: "معاً نتذكّر أنّ الله، ولو أنّه يسمح بالتجارب والضيقات، فهو يملأ قلوبنا أيضاً بالتعزية. نضرع إليه كي يباركنا في هذا السينودس الأسقفي الذي نعقده هذا العام هنا في دير الشرفة. نشكركم جميعاً، أنتم الذين تصلّون من أجلنا، كي ينجح مجمعنا ويحمل الثمار التي نرجوها. ونسأل الله أن يهب عطيّة السلام لجميع بلداننا، مع إحقاق الحقّ والعدل لكلّ مواطن ومواطنة. نطلب منه، هو أبو ربّنا يسوع المسيح، أبو الرافة وإله كلّ تعزية، الذي يعزينا في كلّ ضيقنا، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، شفيعة هذا الدير المبارك، وجميع قديسينا وشهدائنا".
وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية إلى الكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم، أساقفةً وإكليروساً ومؤمنين، وعَهِد باجتماع السينودس المقدس إلى هدي أنوار الروح القدس وشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة.
|