في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 8 تمّوز 2022، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة إلى صاحب السيادة المطران Laurent ULRICH لوران أولريخ، رئيس الأساقفة الجديد لأبرشية باريس اللاتينية، وذلك في مقرّ كرسيه الأسقفي في العاصمة الفرنسية باريس.
رافق غبطتَه صاحبُ السيادة مار أفرام إيلي وردة مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، والذي خدم رعية مار أفرام السرياني في باريس لمدّة 15 سنة، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
رحّب سيادةُ رئيس الأساقفة بغبطته، معبّراً عن فرحه باستقباله للمرّة الأولى بعد انتخابه رئيساً لأساقفة باريس، ومنوّهاً بما يقوم به غبطته من دور بارز في رعاية الكنيسة السريانية في هذه الظروف العصيبة التي يمرّ بها مسيحيو الشرق، وفي إيصال صوتهم والمطالبة بحقوققهم أمام مختلف المحافل العالمية.
شكر غبطةُ أبينا البطريرك سيادتَه على استقباله وكلماته الترحيبية اللطيفة، معرباً عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة لتهنئة سيادته بمناسبة انتخابه رئيساً لأساقفة أبرشية باريس اللاتينية، وقد حضر غبطته شخصياً احتفال مَنْحِ سيادتِه درع التثبيت "الباليوم" من قداسة البابا فرنسيس، بحسب العادة المتَّبَعة في الكنيسة اللاتينية لرؤساء الأساقفة الجدد، وذلك خلال قداس عيد هامتَي الرسل مار بطرس ومار بولس في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان في التاسع والعشرين من حزيران الماضي، متمنّياً لسيادته النجاح في خدمته الجديدة والهامّة في هذه الظروف الدقيقة، لا سيّما وأنّ سيادته مشهودٌ له بخدمة متفانية ومثمرة لأبرشية Lille ليل الفرنسية التي رعاها كمطران في السنوات الماضية.
ثمّ تداول غبطتُه مع سيادتِه في الأوضاع العامّة الصعبة في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصّة الأزمات المخيفة التي يعاني منها لبنان، ولا سيّما على الصعيد الاقتصادي والمالي، وكذلك الأوضاع في سوريا والعراق وبلدان الشرق، وتداعيات ذلك على حياة المؤمنين، وأبرزها البطالة والفقر والهجرة، وبشكل خاص لدى الشباب، متناولاً الدور الذي تقوم به الكنيسة للوقوف إلى جانب أبنائها ومساعدتهم في هذه المرحلة العصيبة والظروف الخطيرة.
وتطرّق الحديث إلى التحدّيات التي تواجهها الخدمة الكنسية في فرنسا، ولا سيّما في باريس. وفي هذا السياق، وجّه غبطته الشكر لسيادته، بكونه المسؤول عن رعاية المسيحيين الشرقيين في فرنسا، للرعاية والتسهيلات التي تقدّمها الكنيسة المحلّية في فرنسا، ولا سيّما أبرشية باريس ومنظّمة Oeuvre d’Orient (عمل الشرق) بشخص رئيسها المونسنيور باسكال كولنيش، لمؤمني الكنائس الشرقية، ومساندتهم للمحافظة على إيمانهم والتزامهم الكنسي وتمسّكهم بكنيستهم وأوطانهم الأمّ في الشرق.
وأكّد غبطته على أهمّية تعلُّق المؤمنين من أبناء كنيستنا السريانية بكنيستهم وليتورجيتهم ولغتهم السريانية وتقاليدهم في بلاد المنشأ في الشرق، كي يصونوا هويتهم الأصيلة، ويربّوا الأجيال الطالعة على الأمانة لهذا الإرث الروحي والحضاري الثمين.
ثمّ أهدى غبطتُه إلى سيادتِه ميدالية سيّدة النجاة البطريركية عربون محبّة وتقدير، وكذلك أهداه نسخةً من كتاب "أكثر من نصف قرن من الخدمة والعطاء" الذي كانت البطريركية قد أصدرَتْهُ بمناسبة اليوبيل الكهنوتي الذهبي واليوبيل الأسقفي الفضّي لغبطته.
كما قدّم سيادتُه إلى غبطتِه ميدالية Notre Dame de Paris (مريم العذراء سيّدة باريس) عربون محبّة وشكر بمناسبة زيارة غبطته. وقدّم سيادته هديةً إلى سيادة المطران مار أفرام إيلي وردة بمناسبة سيامته الأسقفية.
بعدئذٍ ودّع سيادتُه غبطةَ أبينا البطريرك كما استقبله بمجالي الحفاوة والإكرام.
|