الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس الأحد العاشر بعد العنصرة وعيد القديس مار حبيب الشهيد شمّاس الرها

 
 

    في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الأحد 14 آب 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الأحد العاشر بعد العنصرة وعيد القديس مار حبيب الشهيد شمّاس الرها، وذلك في كنيسة الدير الأمّ لجمعية الراهبات الأفراميات بنات أمّ الرحمة، في بطحا – كسروان.

    شارك في القداس صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب سعيد مسّوح نائب مدير إكليريكية سيّدة النجاة في دير الشرفة وقيّم الدير، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك إلى أنّ "اليوم هو الأحد العاشر بعد حلول الروح القدس على التلاميذ، وهو أيضاً اليوم السابق لأكبر أعياد أمّنا مريم العذراء، عيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء. وفي هذا اليوم، نكرّم بشكل خاص هذه الأمّ السماوية التي هي أمّنا جميعاً، لأنّ الرب يسوع أعطانا إيّاها أمّاً لنا وهو على الصليب. واليوم أيضاً، الرابع عشر من شهر آب، نقيم عيد شهيد من أكبر شهدائنا في الكنيسة في القرن الرابع، هو القديس حبيب الشهيد، شمّاس الرها، الذي استشهد بعد أن أصدر الأمبراطور الروماني حكم الإعدام بحقّه، فأُلقِيَ القبض عليه، وضُرِب بقضبان من شجر الرمّان، وأُنزِل في حفرة، ووضعوا عليه الحطب، ثمّ أُحرِق في مدينة الرها".

    ولفت غبطته إلى أنّ القديس حبيب الشهيد تقدّم إلى الموت بمحض إرادته حبّاً بمخلّصه الرب يسوع، معترفاً بإيمانه الثابت به ربّاً وفادياً، وصمد أمام العذابات الكثيرة، وسار في طريق الألم والموت، فأضحى مثالاً للمؤمنين. وهو يذكّرنا أنّ دعوتنا من قِبَل الرب هي دوماً الأمانة له حتّى بذل الذات والموت، إذ سُفِكَ دمه في مدينة الرها التي تُسمَّى اليوم أورفا على الحدود التركية - السورية، وقد كانت مدينة سريانية، وهي اليوم للأسف خالية من أيّ حضور مسيحي، فالكنائس فيها هُدِمَت، وأهلها شُرِّدوا، وبشكل خاص في زمن الاضطهاد المعروف بسيفو – السوقيات مع بدايات القرن العشرين".

    وأشار غبطته إلى أنّ "الرب يسوع، بقبوله الألم والموت، هو القادر أن يعيننا كي نحتمل كلّ آلامنا في هذه الحياة الزمنية، ولا سيّما تلك التي نعيشها في هذه الأيّام، من القلق والخوف، ونحن نتساءل لماذا وصلْنا في لبنان إلى هذه الأزمات المستعصية، وذلك بسبب تفشّي روح الأنانية والمصالح الشخصية وموت الضمير لدى المسؤولين السياسيين فيه، فيما كنّا نعتقد أنّ هذا البلد هو الملجأ لجميع المضطهَدين والنازحين، وبصورة خاصّة للمسيحيين".

    وأكّد غبطته أنّ "الأمّ السماوية مريم العذراء هي أيضاً الأمّ التي تعلّمنا أنّ آلام هذا الزمن تقودنا إلى حياة المجد. هذا هو إيماننا، فنحن لا نتكلّم عن فلسفات ونظريات وأفكار، إنّما نسعى جهدنا كي نفهم ونحيا بالأمانة الكاملة لهذا السرّ العظيم الذي أتمّه يسوع من أجلنا، سرّ آلامه وموته وقيامته، ليمنحنا الخلاص والحياة الأبدية".

    وذكّر غبطته أنّنا "نحن على مثال مريم العذراء عند أقدام الصليب، نسأل ربّنا يسوع أن يساعدنا كي نقتبل هذا السرّ العظيم في حياتنا، ونتابع مسيرتنا دوماً بالأمانة له والشهادة أمام إخوتنا وأخوتنا أنّ هذه الحياة الزمنية لا بدّ وأن تعبر، كي نلتقي جميعنا في السماء حيث الفرح الدائم والسعادة التي لا تنتهي".

    وختم غبطته موعظته بالقول: "نهنّئ أخواتنا الرهبات الأفراميات بنات أمّ الرحمة بانتهاء رياضتهنَّ الروحية السنوية في الأسبوع الماضي، ضارعين إلى الرب يسوع، أن يباركهنَّ، وإلى أمّه وأمّنا السماوية مريم العذراء أن تظلّلهنَّ بمحبّتها، محبّة الأمّ، وتساعدهنّ كي يقتبِلْنَ مشيئة الرب في حياتهنَّ ويعملْنَ بموجبها أينما كنَّ، هنا في لبنان أو في العراق وسوريا. كما نبتهل إليه، بشفاعة أمّه مريم العذراء سيّدة الانتقال، والقديس مار حبيب الشهيد، أن يبارك أيضاً الرهبانية الأفرامية العزيزة بعدد وافر من الدعوات، ويذكّر الشابّات بالهدف الأساسي للحياة، أن نحيا بما يرضي الرب بحسب مقتضيات دعوتنا المسيحية".

 

إضغط للطباعة