الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في قداس ختام كونسيستوار (مجمع) الكرادلة برئاسة قداسة البابا فرنسيس، في بازيليك مار بطرس - الفاتيكان

 
 

    في تمام الساعة الخامسة والنصف من مساء يوم الثلاثاء 30 آب 2022، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في القداس الاحتفالي الختامي لكونسيستوار (مجمع) الكرادلة، والذي ترأّسه قداسة البابا فرنسيس، وذلك في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان.

    شارك في القداس أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، وأصحاب النيافة الكرادلة من كلّ أنحاء العالم، وفي مقدّمتهم الكرادلة الجدد الذين ألبسهم قداسة البابا القبّعة الكردينالية قبل ثلاثة أيّام، وأهلهم وذووهم، وعدد كبير من أصحاب السيادة الأساقفة، والآباء الخوارنة والكهنة، والرهبان والراهبات، وجموع غفيرة من المؤمنين.

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى قداسة البابا فرنسيس موعظة روحية نوّه فيها إلى أنّه "حيث تهبّ بقوّة ريح الروحالقدس، نتمكّن من أن ننطلق مجدّداً من هذا الاحتفال، ومن هذا اللقاء بين الكرادلة، أكثر قدرةً على إعلان عظائم الرب لجميع الشعوب... وإذا كان كلّ شيء في الكون يتحرّك أو يقف بحسب قوّة الجاذبية غير المحسوسة، ففي مخطَّط الله عبر الزمن، يجد كلّ شيء أصله ووجوده وغايته وهدفه في المسيح، فهو حجر الزاوية الذي يعضد جميع مراحل تاريخ الخلاص: في المسيح تبارَكْنا قبل الخليقة، فيه دُعِينا، فيه افتُدِينا، فيه تعود كلّ خليقة إلى الوحدة، وجميعنا، قريبين وبعيدين، أوَّلين وأخيرين، قُدِّرَ لنا، بفضل عمل الروح القدس، أن نكون في تسبيح مجد الله".

    ولفت قداسته إلى أنَّ "كلمات القائم من بين الأموات لا تزال تملك القوّة كي تجعل قلوبنا تهتزّ، بعد ألفي عام. فلا يتوقّف أبداً عن إدهاشنا ذلك القرارُ الإلهي الذي لا يُسبَر غوره بحمل البشارة إلى العالم إنطلاقاً من تلك المجموعة البائسة من التلاميذ، الذين كانوا لا يزالون مُرتابين. ولكن إذا نظرنا جيّداً، لا تختلف أبداً الدهشة التي تعترينا إذا نظرنا إلى أنفسنا نحن المجتمعين اليوم هنا، والذين كرّر لهم الرب الكلمات عينها والإرسال عينه".

    وأكّد قداسته أنّ "هذه الدهشة هي سبيلٌ للخلاص، ليحفظها لنا الله حيّةً على الدوام، لأنّها تحرّرنا من تجربة أن نشعر بأنّنا جديرون، ومن أن نغذِّي الأمان الزائف الذي أصبح اليوم في الواقع مختلفاً، ولم يعد كما كان في البداية. الكنيسة اليوم هي عظيمة وثابتة، ونحن قد وُضِعْنا في أعلى مراتب هرميّتها... نعم، هناك بعض الحقيقة في هذا، ولكن هناك أيضاً الكثير من الخداع، الذي يحاول أبو الكذب من خلاله أن يُدخِل روح العالم في أتباع المسيح".

    وأشار قداسته إلى أنّ "كلمة الله اليوم توقظ فينا دهشة أن نكون في الكنيسة، وأن نكون كنيسة، وهذا ما يجعل جماعة المؤمنين جذّابةً، أولاً لأنفسهم، ومن ثمَّ للجميع: السرّ المزدوج المتمثّل في أن نتبارك في المسيح وأن نذهب مع المسيح إلى العالم. وهذه الدهشة لا تنقص فينا مع مرور السنوات، ولا تتضاءل أبداً مع نموّ مسؤولياتنا في الكنيسة، بل هي تتقوّى وتتعمَّق أكثر فأكثر".

    وختم قداسته موعظته مشدّداً على أنّ "خادم الكنيسة هو شخص يعرف كيف يندهش أمام مخطَّط الله، وبهذا الروح يحبّ الكنيسة بشغف، وهو مستعدّ لخدمة رسالته أينما وكيف يرغب الروح القدس. هكذا كان القديس بولس الرسول، حيث كان دفع الحماس الرسولي والاهتمام بجماعات المؤمنين ملازماً له على الدوام، لا بل تسبقه البركة المملوءة بإعجابٍ ممتنّ. فليكن الأمر كذلك بالنسبة لنا أيضاً! ليكُن كذلك لكلّ واحدٍ منكم، أيّها الإخوة الكرادلة الأعزّاء! لِتَنَلْ لنا هذه النعمة شفاعة العذراء مريم أمّ الكنيسة".

    وقد هنّأ غبطة أبينا البطريرك الكرادلة المُعَيَّنين الجدد، متمنّياً لهم خدمة مثمرة في حقل الرب لما فيه خير الكنيسة الجامعة.

    رافق غبطتَه صاحبُ السيادة مار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا والمدبّر البطريركي لأبرشية حمص وحماة والنبك، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

 

 

إضغط للطباعة