الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرعى ويبارك حفل تدشين مدرسة القديس ميخائيل للسريان الكاثوليك بعد ترميمها وتحديثها، حيّ الظاهر - القاهرة، مصر

 
 

    في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السبت ٨ تشرين الأول ٢٠٢٢، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، برعاية ومباركة حفل تدشين مدرسة القديس ميخائيل للسريان الكاثوليك بحلّتها الجديدة، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتحديث، في حيّ الظاهر – القاهرة، مصر

    حضر حفل التدشين أصحاب السيادة: مار أفرام إيلي وردة مطران أبرشية القاهرة والنائب البطريركي على السودان، ومار يعقوب أفرام سمعان النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن والذي قام بمهمّة المدبّر البطريركي لأبرشية القاهرة والنيابة البطريركية في السودان، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والآباء الكهنة في أبرشية القاهرة.

    بدايةً، قصّ غبطته الشريط الأبيض إيذاناً بافتتاح وتدشين المدرسة، سائلاً الرب أن يبارك هذا الصرح، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سيّدة الوردية، والقديس ميخائيل. ثمّ قام بجولة على بعض أرجائها وقاعاتها وأقسامها وملاعبها، واطّلع من مدير المدرسة الأستاذ صبري سمعان ومن معاونيه في الهيئة الإدارية وأفراد من الهيئة التعليمية، على أبرز الأعمال التي جرى القيام بها في ترميم المدرسة وتحديثها

    أثنى غبطته على ما عاين من تطوُّر في المدرسة التي ارتقت بمستواها التعليمي إلى مستوى المدارس النموذجية المشهودة في المنطقة، مباركاً هذا الصرح العلمي والحضاري، ومتمنّياً لها، إدارةً وأساتذةً وطلاباً، التقدّم والنجاح الباهر على الدوام

    ثمّ انتقل الجميع إلى القاعة الكبرى العائدة للمطرانية، حيث أقيم حفل تكلّم خلاله مدير المدرسة الأستاذ صبري سمعان، الذي تحدّث عن تاريخ المدرسة التي أقيمت على المبنى الذي اشتراه وخصّصه السيّد ميشال يغمور عام ١٩٣٦ ليكون صرحاً لتعليم اللغة الفرنسية باسم المدرسة الفرنسية، ثمّ تطوّر حتّى وصل إلى ما هو عليه الآن من مدرسة نموذجية متطوّرة باسم القديس ميخائيل، شاكراً جهود جميع العاملين معه في إدارة المدرسة والتعليم بغية تقديم الخدمة الأفضل لأبنائنا كي نرتقي بهم خلقاً وتعليماً، مشيراً إلى أنّ المدرسة تشتمل حالياً على ٢٢ قاعة تدريس، شاكراً خاصّةً جهود سيادة المطران أفرام سمعان والأب مانوللّو تورّيبلانكا في الترميم والتحديث

    وقدّم الأستاذ فادي حلوجي مدير المشاريع والأوقاف في المطرانية عرضاً مفصَّلاً شرح فيه تاريخ المدرسة وأبرز أعمال الترميم والتحديث التي أجريت فيها

    وألقى سيادة المطران أفرام سمعان كلمة أكّد فيها على أهمّية رسالة التربية والتعليم وسموّها، مبدياً إعجابه بهذه المدرسة منذ أن استلم مهمّة تدبير الأبرشية، ورغبته في أن تتطوّر أكثر فأكثر، لافتاً إلى أنّ هذه المدرسة تتبع الكنيسة السريانية الكاثوليكية، والسريان شعب حضارة، وقد أعطوا الكثير للحضارة العربية، ولا سيّما على صعيد ترجمة العلوم والمعارف في العصرين الأموي والعبّاسي، وحتّى في العصور الحديثة، "فصحيح أنّ عددنا قليل في مصر كسريان، لكنّنا لؤلؤة تنمو في هذا البلد وتعمل على ازدهاره". 

    ثمّ ألقى سيادة المطران إيلي وردة كلمة عبّر فيها عن سعادته وإعجابه وتقديره لِما عاين في هذه المدرسة الهامّة من تطوّر وازدهار، مذكّراً أنّنا "أمام هذه الإنجاز نكتشف ضعفنا، كما نكتشف عمل الله وعجائبه أيضاً"، سائلاً الله أن يستعملنا لسلامه، كي نضع الحبّ حيث البعض، والنور حيث الظلام، والمعرفة حيث الجهل، والرجاء حيث اليأس، "فالله الذي لديه كلّ شيء أصبح عرياناً على الصليب لنغتني نحن منه"، شاكراً سيادة المطران أفرام سمعان والأستاذ صبري سمعان وحميع العاملين معه في المدرسة

    وفي الختام، وجّه غبطة أبينا البطريرك كلمة أبوية شكر فيها القيّمين على المدرسة "لهذه الدعوة الجميلة التي قدّمتموها لنا مع إخوتنا أصحاب السيادة والكهنة العاملين في هذه الأبرشية"، لافتاً إلى أنّنا "كنّا نسمع كثيراً المثل القائل: من علّمني حرفاً صرتُ له عبداً، كما أنّ مار أفرام السرياني شفيع كنيستنا السريانية وملفان الكنيسة الجامعة يقول: والكبير الذي يعلّم جيداً، اجعله يا ربّ عظيماً في ملكوتك. وهذا يجعلنا نتذكّر أنّ العلم والتربية أساس الشخصية الإنسانية ورمز التقدّم في المجتمع وعربون للسعادة في الأبدية". 

    ونوّه غبطته إلى أنّ "آباءنا السريان كانوا يبنون الكنائس، وإلى جانب كلّ كنيسة يشيدون بيتاً للرعية ومدرسة، بدءاً من مدارس ابتدائية، حتّى أهمّ الصروح العلمية، لأنّ الكنيسة تؤمن أنّ العلم والتربية حقّ لكلّ إنسان ونور يضيء السبيل لمستقبل باهر". 

    وقدّم غبطته الشكر الجزيل إلى مدرسة القديس ميخائيل، مديراً وهيئتين تعليمية وإدارية، لعملهم المتفاني على مرّ السنوات من أجل تربية وتعليم أبنائنا الطلاب الأحبّاء"، مستذكراً "أولئك الذين تفانوا وضحّوا في سبيل هذه المدرسة. ونوّد هنا أن نكرّم السيّدة أوغيت يغمور، حفيدة المرحوم ميشال يغمور، وزوجها السيّد ألبير عامون، علامة محبّة وتقدير لعائلة يغمور التي بذلت كلّ الجهد في تأسيس هذه المدرسة".

    ولفت غبطته إلى "أنّنا مع صاحبَي السيادة مار أفرام إيلي وردة ومار يعقوب أفرام سمعان، نعترف بفضل هذه العائلة، ونتمنّى ونأمل أن تكون هذه العائلة مثالاً لجميع المؤمنين الغيارى في البذل والعطاء، سواءً من الناحية التعليمية أو من ناحية الدعم المادّي، كي تتطوّر مدارسنا ومؤسّساتنا وتزدهر كمّاً ونوعاً، لِما فيه الخير العام للأبرشية".

    هذا وقد تخلّلت الحفل باقة من الترانيم الروحية والأغاني التراثية المصرية، عزفَتْها مجموعة من طلاب المدرسة.

 

إضغط للطباعة