صباح يوم الجمعة 14 تشرين الأول 2022، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة بلدة قلعة مرا، بالقرب من دير الزعفران، ماردين – تركيا، وهي البلدة التي منها تتحدّر جذور عائلة غبطته.
استُقبِل غبطتُه من صاحب النيافة مار فيلكسينوس صليبا أوزمان مطران أبرشية ماردين وديار بكر للسريان الأثوذكس ورئيس دير الزعفران، والآباء الكهنة.
فدخل غبطته إلى كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس في البلدة، على أنغام نشيد استقبال رؤساء الأحبار "تو بشلوم"، حيث أقام غبطته صلاة الشكر وتشمشت (خدمة) القديسين، مترحّماً على أرواح الآباء والأجداد.
ثمّ رحّب نيافة المطران صليبا أوزمان بغبطته بالقول: "لستم غريباً أبداً في هذا المكان يا صاحب الغبطة، فلديكم جذوركم هنا في هذه البلدة الصغيرة التي كانت في الماضي قلعةً قرب دير الزعفران، والقديس مار حنانيا بنى هذه البلدة، حيث كانت تقيم فيها ألف عائلة مع ثلاث كنائس: مارت شموني، ومار جرجس، ومار إيوانيس. أهلاً وسهلاً بكم جميعاً، وببركة غبطته نأمل أن تكبر هذه البلدة وتعود إلى سابق عهدها".
ثمّ توجّه غبطة أبينا البطريرك بكلمة أبوية أعرب فيها عن فرحه وتأثّره بزيارة بلدة الآباء والأجداد، شاكراً نيافته على استقباله الأخوي، لافتاً إلى أنّ أحد الكهنة المتحدّرين من هذه البلدة، كان قد زار هذه الكنيسة مع عائلته للمرّة الأولى منذ بضع سنوات، ولدى مغادرته وعودته إلى مكان خدمته، وفيما كانت زوجته تهيّئ ثياب الأولاد للغسيل، وجدت في أحدها حجرة، فسألت الولد عن سبب ذلك، فأجاب بأنّه أخذ هذه الحجرة كتذكار لدى زيارة كنيسة مار جرجس. "فهذه إذن محبّتنا لكنيستنا، ولآبائنا وأجدادنا الذين سبقونا، ولهذه الأماكن المقدسة التي نزورها".
وشدّد غبطته على أنّنا "لسنا شعباً ميتاً أو منعدم الوجود في هذا العالم، بل قد دُعِينا لنجدّد رجاءنا الكامل بيسوع المسيح ربّنا، وهو الذي وعدنا أن يبقى مع كنيسته حتّى منتهى الأزمنة. قد نتضاءل عدداً على هذه الأرض، لكنّ على إيماننا أن يبقى قوياً وثابتاً على الدوام".
وختم غبطته كلمته مجدِّداً "الشكر لصاحب النيافة والآباء الكهنة الذين استقبلونا هنا، وسنتابع دربنا بالأخوّة المسكونية الحقيقية بين كنيستينا السريانيتين الشقيقتين الكاثوليكية والأرثوذكسية".
ثمّ منح غبطته المؤمنين البركة الرسولية.
وقد رافق غبطتَه في هذه الزيارة صاحبُ السيادة المطران ماريك سولسزينسكي Marek SOLCZYNSKI السفير البابوي في تركيا، وأصحاب السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، والمطران ماسّيميليانو بالينورو Massimiliano PALINURO النائب الرسولي للاتين في اسطنبول، والخوارسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والخوراسقف مارون كيوان رئيس المحكمة الكنسية الإبتدائية في أبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب جليل هدايا النائب القضائي في أبرشية بيروت البطريركية، والأب عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، والأب ريتشارد – دير الشرفة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، ورئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، ورئيس وأعضاء اللجنة الراعوية في ماردين، وجمع من المؤمنين القادمين من اسطنبول والذين ينيف عددهم على مئة وخمسين شخصاً.
|