الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يرسم الشمّاس جيمي رزق الله سركك كاهناً للخدمة في النيابة البطريركية في تركيا، كاتدرائية مريم العذراء (مريَمانا) - ماردين، تركيا

 
 

    في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم الجمعة 14 تشرين الأول 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي، على مذبح كاتدرائية مريم العذراء (مريَمانا) في ماردين - تركيا، وخلاله قام غبطته برسامة الشمّاس جيمي رزق الله سركك كاهناً للخدمة في النيابة البطريركية في تركيا. 

    بدايةً، دخل غبطة أبينا البطريرك بزيّاح حبري مهيب إلى الكاتدرائية، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة. ثمّ احتفل غبطته بالقداس، يعاونه صاحبا السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والخوراسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة. 

    وشارك في القداس صاحبُ السيادة المطران ماريك سولسزينسكي Marek SOLCZYNSKI السفير البابوي في تركيا، وصاحب النيافة مار فيلكسينوس صليبا أوزمان مطران أبرشية ماردين وديار بكر للسريان الأرثوذكس ورئيس دير الزعفران، وصاحب السيادة المطران ماسّيميليانو بالينورو Massimiliano PALINURO النائب الرسولي للاتين في اسطنبول، وعدد من الآباء الكهنة من الكنائس الشقيقة. 

    وشارك أيضاً الآباء الخوارنة والكهنة المرافقون لغبطته، وهم: الخوراسقف مارون كيوان رئيس المحكمة الكنسية الإبتدائية في أبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب جليل هدايا النائب القضائي في أبرشية بيروت البطريركية، والأب عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، والأب ريتشارد – دير الشرفة، والأب بول قس داود كاهن الإرساليات السريانية في سودرتاليا وفيستروس واسكلستونا – السويد، والذي اتّخذه المرتسم عرّاباً له، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، ورئيس وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، ورئيس وأعضاء اللجنة الراعوية في ماردين، وجماهير غفيرة من المؤمنين، وفي مقدّمتهم الوفد القادم من اسطنبول والذين ينيف على مئة وخمسين شخصاً، ومن بينهم والدة المرتسم وزوجته وشقيقه والأهل والأقارب والأصدقاء، والمؤمنون من ماردين ومن المناطق الأخرى في تركيا. وخدم القداس شمامسة النيابة البطريركية في تركيا. 

    تلا غبطته الإنجيل المقدس، وخلاله نفخ في وجه المرتسم نفخة الروح القدس. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، نوّه غبطة أبينا البطريرك باعتزاز إلى أنّ "هذه الرسامة الكهنوتية هي الأولى في كنيستنا السريانية الكاثوليكية التي تتمّ في ماردين منذ سنوات وعقود طويلة. إنّه عرسٌ ثانٍ نلتقي فيه مجتمعين في هذه الكاتدرائية التاريخية، بعد أن احتفلنا البارحة بتقديس كنيسة دير مار أفرام هنا في ماردين. نلتقي اليوم لنحتفل بفرحة الرسامة الكهنوتية للشمّاس جيمي سركك، كاهناً لخدمة النيابة البطريركية السريانية الكاثوليكية في تركيا"، معبّراً عن الشكر لصاحب السيادة السفير البابوي، وأصحاب النيافة والسيادة المطارنة والخوارنة والكهنة من كنيستنا ومن الكنائس الشقيقة، خاصّاً بالذكر الخوراسقف أورهان شانلي الذي يحبّ كثيراً الكاهنَ المرتسم، وسيرافقه في مسيرة دعوته الكهنوتية كأخ كبير وكأب وموجِّه. 

    وتوجّه غبطته إلى الشمّاس جيمي بالقول: "عزيزي جيمي، لقد جاء الشعب المؤمن من حولك كي يصلّي من أجلك، وأنتَ تعلم جيداً أنّ لجنة الكنيسة في اسطنبول وفي ماردين دعمَتْكَ وأحبَّتْكَ وأرادت منك أن تكمل طريق الدعوة الكهنوتية لخدمة جماعتنا المؤمنة في هذه الأرض العزيزة". 

    وتابع غبطته: "أنتَ تمثّل شبيبة كنيستنا، صحيحٌ أنّنا نتطلّع إلى الماضي، ماضي آبائنا وأجدادنا الذين عانوا الكثير من أجل محبّة الرب يسوع، لكنّ الشبيبة تنتظرك كي تشهد لهم على الإيمان بالرب يسوع، وتساعدهم كي يعاودوا عيش الرجاء. لذلك نتّكل عليك، وننتظر منك أن تكون حقّاً الأب للأولاد، والأخ للشباب، حتّى تتمكّن من خدمتهم بحسب قلب الرب يسوع". 

    ولفت غبطته إلى أنّ الشمّاس جيمي سيكون "كاهناً مرسَلاً، أي أنّك ستخدم جماعتنا المؤمنة، سواء في اسطنبول أو ماردين أو الإسكندرون. لذلك هي مسؤولية كبيرة جداً لكاهن شابّ، ولكن تذكَّرْ قول مار بولس رسول الأمم: تكفيك نعمتي، فيسوع يَعِدُك أن يمنحك نعمته كي تتمكّن من متابعة رسالتك. وستكون أيضاً المثال للشباب بمحبّة عائلتك، وبالوحدة مع زوجتك العزيزة سارة، وبإعطائك دائماً الاحترام والإكرام لوالدتك العزيزة صبيحة". 

    وختم غبطته موعظته مؤكّداً للكاهن المرتسم أنّنا "نَعِدُك جميعنا أن نصلّي من أجلك، كي يسكب عليك الرب دائماً قوّة الروح، حتّى تكون كلّ حينٍ كاهن الرب في خدمة كنيسته المقدسة"، سائلاً "شفاعة القديسة مريم العذراء، أمّنا السماوية، شفيعة هذه الكاتدرائية المباركة، من أجل الكاهن الجديد، من أجل أن تأتي مسيرة خدمته الجديدة بالثمار اليانعة التي ترضي الرب". 

    وقبل المناولة، ترأّس غبطة أبينا البطريرك رتبة الرسامة الكهنوتية بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، مستهلاً إيّاها بالتوصيات والتوجيهات للمرتسم، موجّهاً إليه أسئلةً أجاب عنها مجاهراً بإيمانه وواضعاً يده على الإنجيل والصليب. ثمّ توالت الصلوات والترانيم، وتلا غبطته صلاة دعوة الروح القدس، مغطّياً المرتسم ببدلته الحبرية وناقلاً إليه بركة الأسرار المقدسة. وبعدئذٍ وضع غبطته يمينه على هامة الشمّاس جيمي سركك، ورقّاه إلى درجة الكهنوت المقدس، وسط جوّ روحي خشوعي مهيب، يعبق بالترانيم السريانية. 

    ثمّ ألبس غبطتُه الكاهنَ الجديدَ الأب جيمي الحلّة الكهنوتية، وسلّمه المبخرة. فطاف الكاهن الجديد في زيّاح خشوعي داخل الكاتدرائية، ومعه عرّابه، وسط التهاليل والتصفيق الحادّ والزغاريد وجوّ من الفرح الروحي العارم والبهجة والسرور. 

    وبعد المناولة، أكمل الكاهن الجديد القداس الإلهي.  

    وقبل الختام، ألقى الكاهن الجديد الأب جيمي سركك كلمة الشكر، استهلّها بالآية التي اتّخذها شعاراً لمسيرته ودعوته الكهنوتية: "ما جئتُ لأُخْدَم بل لأخدُم"، شاكراً الرب على هذه النعمة العظيمة، وموجّهاً شكره وامتنانه لغبطة أبينا البطريرك على توجيهاته الأبوية ومحبّته ودعمه وتشجيعه، داعياً له بالصحّة والعافية والعمر المديد، وشاكراً أيضاً الأساقفة والخوارنة والكهنة والشمامسة والمؤمنين. 

    وخصّ الكاهن الجديد بالشكر والدته وزوجته وشقيقه، والأهل والأقارب والأصدقاء، وجميع أعضاء النيابة البطريركية في اسطنبول، وفي مقدّمتهم النائب البطريركي الخوراسقف أورهان شانلي، وأعضاء المجلس الملّي في اسطنبول، وأعضاء لجنة وقف ماردين، والشمامسة، وجميع المؤمنين الغيارى العاملين في الخدمة الكنسية، راجياً من الجميع أن يصلّوا من أجله كي يكون أميناً للدعوة التي دُعي إليها، ومتعهّداً بالطاعة البنوية لغبطته، والإخلاص للرسالة المقدسة التي ائتُمِنَ عليها. 

    وكان الخوراسقف أورهان شانلي قد ألقى كلمة ترحيبية في بداية القداس، قدّم فيها "الشكر لله على كلّ عطاياه، إذ يجمعنا في هذا القداس، ويملأ قلوبنا بالفرح والشكر والامتنان. ففي عام 1860 بُنِيَت هذه الكاتدرائية بتوجيه من المثلَّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطوان سمحيري، واليوم نعيش في هذه الكاتدرائية وقتاً مملوءاً بالفرح، فتتهلّل أرواح آبائنا وأجدادنا مشارِكةً إيانا الفرحة والصلاة"، معرباً عن سروره بأن "ينال اليوم ابن كنيستنا السريانية في تركيا الشمّاس جيمي سركك سرّ الكهنوت. فأودّ أن أعهد به إلى صلواتكم كي يبقى أميناً لدعوته، شاهداً حقيقياً للمحبّة والوداعة، حتّى يتمكّن من خدمة جماعتنا بمحبّة وتواضع، وأنا متيقّن أنّه سيكون المثال لأولاد التعليم المسيحي والشبيبة وسيزور المرضى". 

    وشكر الخوراسقف أورهان جميع الذين ساندوا الشمّاس جيمي في مسيرته حتّى اليوم، بدءاً من عائلته الصغيرة، وصولاً إلى العلمانيين العاملين في الكنيسة، مقدّماً الشكر البنوي الخالص إلى غبطة أبينا البطريرك على ترؤّسه هذه الرتبة، فهو "مبعث احترامنا وتقديرنا وافتخارنا واعتزازنا لكلّ ما يبذله في سبيل رعاية الكنيسة عامّةً، ولما يقوم به تجاه كنيستنا في تركيا بشكل خاص. أدامه الرب بالصحة والعافية"، سائلاً جميع الحاضرين أن يصلّوا من أجله الكاهن المرتسم، وضارعاً إلى الرب كي يقوّي الشمّاس جيمي في خدمته الجديدة. 

    وبعد البركة الختامية، تقبّل الكاهن الجديد الأب جيمي سركك التهاني من الحضور جميعاً بهذه المناسبة المباركة المفرحة. ألف مبروك. 

  

    ثمّ أزاح غبطة أبينا البطريرك الستار عن اللوحة الرخامية التذكارية التي كانت قد وُضِعَت في فترة سابقة تخليداً لحفل إعادة تقديس وتكريس الكاتدرائية، والذي كان غبطته قد ترأّسه في 10 أيّار عام 2018، وسط الفرح والتصفيق والتهليل. 

 

    بعدئذٍ انتقل غبطته إلى فناء الكاتدرائية، حيث أقيمت غرفة صغيرة وُضِع فيها مُجسَّم للمرحوم اسكندر شانلي هدايا، والد الأب جليل هدايا وجدّ الخوراسقف أورهان شانلي، والذي خدم لسنوات طويلة كشمّاس وقندلفت (ساكريستاني) في رعية ماردين، وذلك بمبادرة من أعضاء لجنة وقف ماردين، عربون شكر وامتنان وعرفان. فأقام غبطته تشمشت (خدمة) الموتى المؤمنين، سائلاً الله أن يرحم المرحوم اسكندر وجميع العاملين المخلصين والغيارى على خدمة الكنيسة، وأن يكونوا مثالاً للمؤمن الصالح والخادم الأمين. 

 

إضغط للطباعة