في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأربعاء ١٩ تشرين الأول ٢٠٢٢، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى قداسة البطريرك المسكوني برثلماوس، بطريرك القسطنطينية للروم الأرثوذكس، وذلك في مقرّ كرسيه البطريركي في الفنار - اسطنبول، تركيا. 

    خلال اللقاء، رحّب قداسة البطريرك برثلماوس بغبطة أبينا البطريرك، وجرى البحث بشؤون كنسية عدّة، وبخاصة العلاقات المسكونية بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية البيزنطية، لا سيّما العلاقات الأخوية المميّزة التي تجمع بين قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك برثلماوس، مشيراً إلى تبادُل الوفود بينهما كلّ عام في عيد مار بطرس ومار بولس، وعيد مار أندراوس، مع استعراض عام للقاءات المشتركة القادمة، وأهمّها اللقاء رؤساء الأديان والطوائف والذي سيعقده قداسة البابا فرنسيس في البحرين في شهر تشرين الثاني القادم.

    وتطرّق البطريركان إلى موضوع السينودس الروماني القادم عن السينودسية، فلفت غبطته إلى أنّ يمثّل الكنائس الشرقية الكاثوليكية في لجنة الإعداد للسينودس، فيما نوّه قداسته إلى أنّ الكاثوليك الشرقيين والأرثوذكس لا يمكنهم إلا أن يكونوا متفائلين وفرحين بانعقاد هذا السينودس، لأنّ الكنيسة الكاثوليكية تتعمّق بدراسة هذا المفهوم الذي تعيشه الكنائس الشرقية بشكل كامل.

    واستعرض البطريركان الأوضاع العامّة في الشرق، وما يكابده المسيحيون فيه من آلام المعانيات والحروب والإضطهادات وأعمال العنف والإبادة والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد، متوقّفين خاصّةً عند الأوضاع المأساوية والأزمات في لبنان وسوريا والعراق.

    كما تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن الواقع الحالي لانتشار الكنيسة السريانية الكاثوليكية في الشرق وعالم الإنتشار في الغرب، متوقّفاً عند تحدّيات الخدمة الراعوية والروحية في ظلّ الظروف الراهنة. 

    وعرض غبطة أبينا البطريرك أهمّ محطّات الزيارة التاريخية الرسولية الراعوية التي قام بها غبطته إلى ماردين وطورعبدين. 

    وهنّأ قداسةُ البطريرك غبطتَه على الإنجازات الرائعة والمعزّية، بدءاً من اكتمال أعمال الترميم وإعادة تقديس وتكريس كنيسة دير مار أفرام في ماردين، آملاً أن تكون سبب بركة وحافزاً قوياً لتعزيز الحضور المسيحي في أرض الآباء والأجداد، وكذلك رسامة الكاهن الجديد للنيابة البطريركية في اسطنبول الأب جيمي سركك، مثنياً على زيارة غبطته منذ يومين إلى فخامة الرئيس التركي السيّد رجب طيّب أردوغان وما تضمّنَتْه هذه الزيارة من مواقف ومواضيع هامّة.

    وثمّن قداسته الحضور الفاعل والتمثيل المميّز للكنيسة السريانية الكاثوليكية في اسطنبول بشخص النائب البطريركي الخوراسقف أورهان شانلي "الذي ننسّق ونتعاون معه بكلّ محبّة وأخوّة"، والمجلس الملّي.

    وأكّد غبطة أبينا البطريرك على أهمّية أن نطوي صفحة الماضي، ونتطلّع برجاء وأمل نحو المستقبل، فنتابع شهادتنا للرب يسوع ولإنجيل المحبّة والفرح والسلام في هذه الأرض، أرض الآباء والأجداد، رغم التحدّيات الراهنة.

    وقدّم قداسة البطريرك برثلماوس إلى غبطة أبينا البطريرك التهاني الأخوية بمناسبة يوبيله الكهنوتي الذهبي ويوبيله الأسقفي الفضّي الذي احتفل به العام الماضي، متمنّياً لغبطته العمر المديد مقروناً بالصحّة والعافية والتوفيق في متابعة رعاية الكنيسة السريانية الكاثوليكية لسنين عديدة.

    ثمّ تبادل البطريركان الهدايا التذكارية تخليداً لهذه الزيارة. فقدّم غبطة أبينا البطربرك ميدالية سيّدة النجاة إلى قداسته، وأهدى قداسته إلى غبطته صليب صدر، وذلك تخليداً لهذه المناسبة المباركة.

    وفي الختام، شكر قداستُه غبطةَ أبينا البطريرك على الزيارة واللقاء الأخوي، متمنّياً له عودة سالمة إلى مقرّ كرسيه البطريركي في لبنان، ومودّعاً إيّاه كما استقبله بالحفاوة والإكرام، فيما تمنّى غبطته التوفيق لقداسته في رعاية كنيسته، شاكراً إيّاه على هذا اللقاء.

    وكان غبطة أبينا البطريرك قد زار كاتدرائية مار جرجس في البطريركية، وأشعل شمعةً طالباً شفاعة هذا القديس العظيم من أجل السلام والأمان في تركيا والشرق والعالم. 

    هذا وقد رافق غبطةَ أبينا البطريرك في هذه الزيارة أصحابُ السيادة: مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، والخوارسقف أورهان شانلي النائب البطريركي في تركيا، والخوراسقف مارون كيوان رئيس المحكمة الكنسية الإبتدائية في أبرشية بيروت البطريركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب عبدو أبو كسم مدير المركز الكاثوليكي للإعلام في لبنان، والأب ريتشارد – دير الشرفة، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأب جيمي سركك الكاهن الجديد في النيابة البطريركية في اسطنبول، والسيّد منير حجّامه رئيس المجلس الملّي في اسطنبول، والسيّد شفيق شاميّه.

    كما حضر اللقاء سيادة المطران إيمانويل مسؤول العلاقات المسكونية في بطريركية القسطنطينية للروم الأرثوذكس.