مساء يوم الجمعة ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٢، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، في الصلاة المسكونية التي ترأّسها قداسة البابا فرنسيس، وذلك في كاتدرائية سيّدة شبه الجزيرة العربية، في عوالي – البحرين.
شارك أيضاً في الصلاة أصحاب الغبطة: ابراهيم اسحق سدراك بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ومار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، والكاثوليكوس مار باسيليوس اقليميس رئيس الأساقفة الأعلى للكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية في الهند، والكاثوليكوس جورج ألنجيري رئيس الأساقفة الأعلى للكنيسة الملبارية في الهند، وأصحاب النيافة الكرادلة وأصحاب السيادة المطارنة المرافقون لقداسة البابا في زيارته الرسولية إلى البحرين.
وقد رافق غبطةَ أبينا البطريرك المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
كما شارك صاحب القداسة برثلماوس الثاني بطريرك القسطنطينية للروم الأرثوذكس، وعدد من الأساقفة والكهنة من الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية في البحرين.
وشارك عدد كبير من الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، وجموع غفيرة من المؤمنين القادمين من البحرين وبلدان الخليج العربي.
وألقى قداسة البابا فرنسيس كلمة ركّز فيها على أهمّية عيش مفاهيم الوحدة في التنوّع وشهادة الحياة والسلام، مؤكّداً على أنّ "الوحدة لا تُغلقنا في التطابق، بل تُعِدُّنا لكي نقبل بعضنا بعضاً في الاختلافات. وإنّ صلاة التسبيح والعبادة هي أسمى صلاة: إنّها مجّانية وغير مشروطة، وتجذب فرح الروح، وتنقّي القلب، وتعيد التناغم، وتشفي الوحدة. نحن شعوب عديدة ولغات عديدة، من أنحاء كثيرة ومن طقوس كثيرة، نحن هنا معاً، ونحن معاً بسبب العظائم الكبيرة التي صنعها الله! في أورشليم، في يوم العنصرة، على الرغم من قدومهم من مناطق عديدة، شعروا بأنّهم موحَّدون في روح واحدة: اليوم، مثل ذلك الوقت، لا يشكّل تنوّع الأصول واللغات مشكلة، بل غِنى".
ونوّه قداسته إلى أنّ المسيحيين "يعيشون على الأرض، ولكنّ مواطنتَهم في السماء. يحترمون القوانين، ولكنّهم بأسلوب حياتهم هم فوق القوانين، ويحبّون الجميع. فالمحبّة هي العلامة التي تميّز المسيحي وجوهر الشهادة"، لافتاً إلى أنّ "وجودكم هنا في البحرين، قد سمح للكثيرين منكم أن يكتشفوا بساطة المحبّة الحقيقية ويعيشوها: أفكّر في المساعدة التي تقدَّم إلى الإخوة والأخوات الذين يَصِلون إلى هنا، وفي حضور مسيحي يقدَّم في تواضع يومي، وفي مكان العمل، شهادة التفهّم والصبر، والفرح والوداعة، واللطف وروح الحوار، في كلمة واحدة: السلام".
وختم قداسته كلمته بالقول: "إنَّ الوحدة والشهادة هما عنصران أساسيان: لا يمكننا أن نشهد حقاً لإله المحبّة إن لم نكن متّحدين فيما بيننا كما يريد هو. ولا يمكننا أن نكون متّحدين إن بقي كلّ واحد منّا على حدة، دون أن ننفتح على الشهادة، ودون أن نوسّع حدود اهتماماتنا وجماعاتنا باسم الروح الذي يعانق كلّ لغة ويريد أن يصل إلى كلّ شخص. هو يوحّد ويرسل، ويجمع في شركة ويرسلنا في رسالة. لنوكله مسيرتنا المشتركة في الصلاة، ولنطلب منه أن يفيض علينا عنصرة متجدّدة، تعطينا نظرات جديدة وخطوات سريعة في مسيرتنا، مسيرة الوحدة والسلام".
ثمّ أشعل كلٌّ من ممثّلي الكنائس شمعة، علامة المحبّة المتبادلة.
وفي الختام، منح قداسة البابا البركة الرسولية.
|