الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس في كنيسة سيّدة فاتيما بعد انتهاء أعمال الترميم والتجديد فيها، حيّ القصور – دمشق، سوريا

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الخميس 1 كانون الأول 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة سيّدة فاتيما في حيّ القصور – دمشق، سوريا، بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتجديد فيها، والتي تمّت بتبرّع سخيّ من المؤمن نقولا رحّال، وهو أحد أبناء الرعية.

    شارك في القداس صاحبا السيادة مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، والآباء الكهنة: كاهنا الرعية الخوراسقف عامر قصّار، والمونسنيور جان حايك، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والراهب الفرنسيسكاني الأب نويران البنّا، وهو من أبناء كنيستنا السريانية في قره قوش. وخدم القداس جوق الرعية، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين من أبناء الرعية.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه بالقيام بهذه الزيارة الأبوية إذ أنّ "ربّنا أعطانا هذه النعمة أن نكون بينكم في هذا المساء لكي نترأّس ذبيحة القداس الإلهية في هذه الكنيسة المسمّاة على اسم عذراء فاتيما، والتي تجلّت بحلّة جديدة في الترميم والإضاءة والأيقونات، تعبيراً عن إيمانكم وغيرتكم الكنسية وتمسّككم بتراث الآباء والأجداد، طالبين الشفاعة من الأمّ السماوية مريم العذراء التي هي أمّنا. في هذا الأسبوع احتفلنا بأحد زيارتها إلى نسيبتها أليصابات، مريم العذراء حملت يسوع إلى نسيبتها، وهذه النسيبة أليصابات، بإلهام من الروح القدس، اعترفت وأقرّت بأنّ مريم هي المنتخَبة التي أعدّها الله بنعمة خاصّة كي تكون والدة الكلمة الإلهي، ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "في هذه المناسبة نودّ أن نشكر مؤمناً قام بكلّ ما يستطيع كي تتجلّى هذه الكنيسة بهذه الحلّة الجميلة، وهو يعلم أنّ كلّ مؤمن مدعوّ كي يكون علامة شهادة لنعمة الرب أينما كان، فتبرّع بكلّ سخاء كي يجعل هذه الكنيسة جميلةً أكثر فأكثر، هو السيّد نقولا رحّال الذي كان معنا تلميذاً في إكليريكية دير الشرفة".

    ولفت غبطته إلى أنّ "الرب يسوع يذكّرنا أنّه هو الذي يدعو تلاميذه كي يسيروا وراءه، منذ يومين احتفلنا بعيد القديس أندراوس، أحد الرسل الإثني عشر، ونحن نعرف أنّ يسوع اختار التلاميذ وليس هم اختاروه. وفي إنجيل اليوم، سمعنا أنّ الرب يسوع يدعو، لكنّ بعض الناس يظنّون أنّ يسوع يهدف إلى الجذب إلى القوّة والسلطة والمال كي يتنعّموا معه ويستفيدوا منه، مثل ذاك الذي قال له أتبعك، بعدما رآه يصنع العجائب والجميع يتجمّعون حوله. فنبّهه يسوع إلى أنّه مخطئ في الاختيار، لأنّه اعتقد أنّ يسوع جاء كي يصبح غنياً ويغني الذين معه أيضاً".

    وأشار غبطته إلى أنّ "الرب يسوع ليس لديه مكان ينام فيه أو وسادة يسند إليها رأسه، لأنّه كان دائماً يتجوّل في تلك الأراضي، الجليل والسامرة واليهودية، وقد دعا يسوع شخصاً آخر وهو يعرف جوابه مسبقاً، إذ قال له: دعني أذهب أولاً وأدفن أبي، ثمّ آتي إليك وأتبعك. فيجيبه يسوع بهذه العبارة التي أضحت مثلاً: دع الموتى يدفنون موتاهم، أمّا أنت فتعالَ اتبعني، بمعنى أنّه يجب أن يكون لديك التجرّد حتّى من هذه العلاقة التي تربطك بأهلك، ولا نعلم ما كانت الغاية من بقائه كي يدفن أباه، هل يا تُرى كان أبوه مريضاً، أو أنّه كان ينتظر أن يرث أباه، لكنّ هذه العبارة تذكّرنا أنّه يجب أن تكون للرب تعالى الأولوية في حياتنا".

    وتحدّث غبطته عن "الأيّام الصعبة والمعاناة التي يعيشها غالبية الناس، وبالأخصّ الأبرياء الذين يعانون في هذا الوقت الصعب، سواء هنا في سوريا أو في العراق أو في لبنان وفي بلدان الشرق الأوسط. والرب يسوع يدعونا كي نعيد تجديد أمانتنا له، ونقرّ أنّه هو يملك حياتنا، وهو يرافقنا مهما كانت الصعوبات، والعذراء أمّنا هي الشفيعة القديرة لدى ابنها كي تساعدنا وتساعدكم أنتم هنا مهما كانت الظروف الحياتية التي تعيشونها، كي تبقوا أمناء للرب وأمناء للكنيسة وأمناء للوطن. هذا ما نسأله من الرب بكلّ ثقة، لأنّه سيبقى وحده رجاءنا الذي لا يخيب".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الرسولية، مباركاً الكنيسة بحلّتها الجديدة البهيّة، وشاكراً الآباء الكهنة والمؤمنين ولا سيّما الغيارى الذين تعبوا في إنجاز أعمال الترميم والتجديد، سائلاً الله أن يفيض عليهم وعلى عائلاتهم نِعَمَه وعطاياه.

 

إضغط للطباعة