الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل برتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي مطراناً رئيس أساقفة لأبرشية الحسكة ونصيبين

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة 2 كانون الأول 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، برتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي مطراناً رئيس أساقفة لأبرشية الحسكة ونصيبين، وذلك في كاتدرائية سيّدة الانتقال للسريان الكاثوليك، في الحسكة، سوريا.

    عاون غبطتَه صاحبا السيادة: مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والمدبّر البطريركي لأبرشية الموصل وتوابعها وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والأب يوسف عاصي كاهن رعية مار بطرس وبولس في القامشلي.

    كما شارك في الرتبة صاحب النيافة مار موريس عمسيح مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، على رأس وفد من كهنة أبرشيته، والمونسنيور نضال توماس النائب الأسقفي لأبرشية الكلدان في الجزيرة، والمونسنيور ليفون يغيايان النائب الأسقفي للأرمن الأرثوذكس في الجزيرة، والأب هاروتيون أرشيناغيان ممثّل مطران القامشلي وسائر الجزيرة للأرمن الكاثوليك، وعدد من أفراد الإكليروس من مختلف الكنائس، بحضور ومشاركة فعاليات المنطقة، وكبار العشائر، والهيئات الاجتماعية، وأصدقاء الطائفة، وجموع غفيرة من المؤمنين أعضاء الأبرشية وضيوفها.

    بدايةً، دخل غبطة أبينا البطريرك إلى الكاتدرائية بموكب حبري مهيب، على وقع المعزوفات الكشفية التي أدّتها الفرقة الموسيقية في فوج الكشّاف السرياني في الحسكة، يتقدّمه الأساقفة والكهنة والشمامسة، فيما الجوق ينشد ترنيمة استقبال رؤساء الأحبار.

    ثمّ ترأّس غبطته رتبة تولية وتنصيب صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي مطراناً رئيس أساقفة لأبرشية الحسكة ونصيبين، بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، يعاونه أصحاب السيادة المطارنة والكهنة.

    وخلال الرتبة، طاف المطران الجديد بزيّاح حبري داخل الكنيسة، يحيط به المطرانان العرّابان أنطوان شهدا ويوسف عبّا، كي يعرّفا أبناء الأبرشية على راعيهم الجديد، والمؤمنون بدورهم يصفّقون ويهتفون معبّرين عن فرحهم بمطرانهم الجديد.

    وبعدما رنّم المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح، تلا المونسنيور حبيب مراد كتاب التولية الشرعية الذي وجّهه غبطته إلى المطران الجديد، وفيه يعلن غبطته عن رسامة المطران الجديد وتوليته شرعاً على أبرشية الحسكة ونصيبين، حسبما تقتضيه القوانين الكنسية المرعية، مستعرضاً أهمّ مراحل حياة المطران الجديد وخدمته، مسلّماً إيّاه مقاليد المسؤولية ورعاية الأبرشية، وموصياً إيّاه بالتعاون مع الإكليروس والمؤمنين في إدارة شؤون الأبرشية، بروح الراعي الصالح والخادم الأمين.

    ثمّ ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية، أعرب في مستهلّها عن الفرح بالاحتفال برتبة تولية المطران الجديد: "هذه التولية تأتي في ظروف صعبة جداً، فقد زرناكم في العام الماضي، حيث قمنا بجولات أبوية راعوية تفقّدْنا فيها مختلف المدن والمناطق حيث يتواجد شعبنا والمؤمنون من كنائسنا والإخوة من الديانة الإسلامية الكريمة، وحيث قابلْنا المسؤولين المدنيين كما الأحزاب التي تتولّى هنا المسؤولية لخدمة الشعب، وليس لإكراههم وللضغط عليهم وخلق الصعوبات والمشاكل لهم، فيكفينا عذاباً مدّة إثنتي عشر سنة!".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "سوريا الحبيبة تعاني ما لم تعانيه أيّ دولة في هذا الزمن الحاضر! يكفينا تشريد أبنائنا وبناتنا إلى بلدان مختلفة عبر البحار والمحيطات! يكفينا الضيق المعيشي، ويكفينا القلق بالنسبة إلى المستقبل!".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "سعينا وسنسعى دوماً كي ننقل صوتكم إلى العالم أجمع، أنّكم شعب يستحقّ العيش بكرامة، شعب هو سليل الحضارات القديمة المعروفة عالمياً، تلك التي مرّت بها سوريا الحبيبة وعرفَتْها ونقلَتْها إلى العالم أجمع".

    وأكّد غبطته أنّنا "سنبقى دوماً الصوت الصارخ باسمكم، والمُنادي كي تزول العقوبات الجائرة على بلدنا الحبيب سوريا، لأنّ هذه العقوبات تطال أولاً وآخراً الشعب البريء، والذي يريد أن يعيش بكرامة وبروح وطنية صادقة. سننقل كلّ همومكم وآمالكم ورجائكم إلى حيث نستطيع، وقد كنّا في شهر تشرين الأول الماضي في زيارات إلى مصر وتركيا وأوروبا، كي ننقل هذا الوضع المحزن الذي أنتم فيه".

    وختم غبطته موعظته متضرّعاً "إلى الرب تعالى، ينبوع الرحمة والرجاء الوطيد لكلّ المؤمنين، كي يبارككم، ويخفّف عنكم هذه الضيقات، وكي يحلّ أمنه وسلامه بالعدل والمساواة في هذه المحافظة المباركة، محافظة الحسكة، كما في محافظتَي دير الزور والرقّة. بشفاعة والدة الإله مريم العذراء سيّدة الانتقال، التي هي أمّنا السماوية، والتي أعطَتْنا بولادتها كلمة الله – يسوع الخلاصَ والنجاةَ من جميع الشرور، فلتحلّ بركة الله على جميع الحضور وعلى الغائبين وعلى كلّ من يريد أن يتمّم مشيئته تعالى بصدق ونزاهة وأمانة" (تجدون النصّ الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).

    بعدئذٍ أجلس غبطتُه المطرانَ الجديدَ على كرسي الأبرشية، منادياً "أكسيوس" أي مستحقّ. ثمّ، وبحركة ليتورجية رائعة يمتاز بها الطقس السرياني، أمسك غبطته العكّاز الأبوي من الأعلى، يليه الأساقفة، كلٌّ بحسب أقدمية سيامته الأسقفية، ثمّ يد المطران الجديد من أسفل. فرفع غبطتُه يدَ المطران الجديد وسلّمه العكّاز ليبارك به المؤمنين.

    وبعدها ألقى المطران الجديد مار يعقوب جوزف شمعي كلمة شكر فيها الرب "على عنايته الإلهية التي غمرني بها وجعلني خادماً لأبرشية الحسكة ونصيبين، وخادماً لشرائح هذا المجتمع الجزراوي الذي يشكّل نسيجاً رائعاً مزيَّناً بالمحبّة والأخوّة"، مترحّماً على أرواح "المثلّثي الرحمات الذين خدموا هذه الأبرشية، وخاصّةً سلفي المباشر المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو، سائلين الرب أن يتقبّل خدمتهم ويتغمّدهم بمراحمه".

    وتوجّه سيادته بالشكر إلى غبطة أبينا البطريرك "على الثقة التي أوليتموني إيّاها ومعكم آباء السينودس الأسقفي المقدس، وموافقة الكرسي الرسولي. أدعو لكم بالعمر المديد لتتابعوا رعايتكم الصالحة للكنيسة في كلّ مكان، وأعدكم أن أسعى كلّ جهدي لأكون راعياً أميناً، أسهر على إيمان وأمان أبنائنا الأحبّاء، في ظلّ هذه الظروف الأمنية والاقتصادية والمعيشية القاهرة".

    وشكر سيادته عائلته وأبناء وبنات أبرشية الحسكة ونصيبين "الذين قبلوني بكلّ محبّة وتقدير، وأعاهدكم على العمل معاً من أجل رفع شأن أبرشيتنا العزيزة"، وكذلك كلّ الفعاليات العسكرية والسياسية والقبائلية والاجتماعية، مشيراً إلى أنّه بنى حياته منذ صغره "على الإيمان بالله وبتدبيره الخلاصي لنا، لمّا، في ملء الزمن، اتّخذ جسداً من مريم العذراء، وصار إنساناً، وعلّمنا الحبّ الإلهي، بالعطاء والخدمة المجّانية... وهو الذي يقودنا ويذكّرنا بدورنا ومسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض".

    وتطرّق سيادته إلى شعاره الأسقفي الذي يلخّص إيمانه "بالصليب المقدس الذي تمّ به الخلاص، والمرساة وهي علامة الثبات برجائنا بالرب يسوع، والقلب موضوع الحبّ الإلهي، وكفَّتَي الميزان بالعدالة الإلهية، والألف والتاو، البداية والنهاية" (تجدون النصّ الكامل لكلمة سيادته في خبر خاصّ على صفحة الأخبار البطريركية الرسمية هذه).

    وبعدما منح غبطته البركة الختامية، التقى بالمؤمنين الذين عبّروا عن فرحهم العارم بلقاء أبيهم الروحي العام. وهنّأ الجميعُ المطرانَ الجديدَ، داعين له بالنجاح والتوفيق في خدمته.

 

إضغط للطباعة