يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل لكلمة الشكر التي ألقاها صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي، في رتبة توليته وتنصيبه مطراناً رئيس أساقفة لأبرشية الحسكة ونصيبين، والتي ترأّسها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، وذلك مساء يوم الجمعة 2 كانون الأول 2022، في كاتدرائية سيّدة الانتقال – الحسكة، سوريا:
"بنعمة ربّنا يسوع المسيح
غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلّي الطوبى، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي
أصحاب النيافة والسيادة المطارنة الأجلاء
ممثّل السيّد المحافظ
الفعاليات والمقامات السياسية والعسكرية والمدنية
الآباء الخوارنة والكهنة والشمامسة الكرام
كبار العشائر والهيئات الاجتماعية والأصدقاء الأوفياء
أبناء وبنات أبرشية الحسكة ونصيبين الأحبّاء
أيّها الحضور الكريم، أرحّب بكم جميعاً
في البداية، تحيّة لأرواح المثلّثي الرحمات الذين خدموا هذه الأبرشية، وخاصّةً سلفي المباشر المثلّث الرحمات مار يعقوب بهنان هندو، سائلين الرب أن يتقبّل خدمتهم ويتغمّدهم بمراحمه.
لا بدّ لي أن أشكر الرب أولاً على عنايته الإلهية التي غمرني بها وجعلني خادماً لأبرشية الحسكة ونصيبين، وخادماً لشرائح هذا المجتمع الجزراوي الذي يشكّل نسيجاً رائعاً مزيَّناً بالمحبّة والأخوّة.
أشكركم يا صاحب الغبطة على الثقة التي أوليتموني إيّاها ومعكم آباء السينودس الأسقفي المقدس، وموافقة الكرسي الرسولي. أدعو لكم بالعمر المديد لتتابعوا رعايتكم الصالحة للكنيسة في كلّ مكان، وأعدكم أن أسعى كلّ جهدي لأكون راعياً أميناً، أسهر على إيمان وأمان أبنائنا الأحبّاء، في ظلّ هذه الظروف الأمنية والاقتصادية والمعيشية القاهرة.
أشكر عائلتي التي ربَّتْني وأرضعَتْني حبّ الرب يسوع المسيح منذ طفولتي، سائلاً الرحمة لمن تركوا هذه الحياة، والنعمة والبركة والصحّة للمستمرّين في مسيرة الحبّ الإلهي.
أشكر أبناء وبنات الأبرشية الذين قبلوني بكلّ محبّة وتقدير، وأعاهدكم على العمل معاً من أجل رفع شأن أبرشيتنا العزيزة.
أشكر كلّ الفعاليات العسكرية والسياسية والقبائلية والاجتماعية لما لمسْتُ منهم من ترحيب وتفهُّم واحترام، وأعاهدهم بالتعاون معهم للحفاظ على نسيج مجتمعنا الرائع والمميَّز بالأخوّة والاحترام المتبادَل.
لقد بنيتُ حياتي منذ صغري على الإيمان بالله وبتدبيره الخلاصي لنا، لمّا، في ملء الزمن، اتّخذ جسداً من مريم العذراء، وصار إنساناً، وعلّمنا الحبّ الإلهي، بالعطاء والخدمة المجّانية. شفى المرضى، وأطعم الجائعين، وعلّم الناس التواضع والاحترام والصفح والمسامحة، ودعاهم لعمل الخير للجميع.
إنّ الرب حاضرٌ معنا دائماً، بالروح القدس مانح المواهب، وهو الذي يقودنا ويذكّرنا بدورنا ومسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض.
أيّها الأحبّاء، لقد لخّصتُ بشعاري الأسقفي إيماني بالصليب المقدس الذي تمّ به الخلاص، والمرساة وهي علامة الثبات برجائنا بالرب يسوع، والقلب موضوع الحبّ الإلهي، وكفَّتَي الميزان بالعدالة الإلهية، والألف والتاو، البداية والنهاية.
لكم كلّ محبّتي واحترامي وتقديري، وبارخمور سيّدنا".
|