في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الإثنين 5 كانون الأول 2022، التقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، أبناء رعية كاتدرائية سيّدة الانتقال، وذلك في قاعة الكاتدرائية، الحسكة – سوريا.
حضر اللقاء صاحب السيادة مار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمّاس الإكليريكي فادي مرجان. وشارك في اللقاء عدد من أبناء وبنات رعية كاتدرائية سيّدة الانتقال في الحسكة.
افتتح غبطته اللقاء بالصلاة والتضرّع إلى الرب ليبارك الرعية بأبنائها وبناتها، رحّب سيادة المطران جوزف شمعي بغبطته، مثمّناً زيارته الأبوية إلى أبرشية الحسكة ونصيبين، وسائلاً الله أن يديمه بالصحّة والعافية والرعاية الصالحة للكنيسة في كلّ مكان.
ووجّه غبطته كلمة أبوية نوّه في مستهلّها إلى أنّ "الكنيسة هي العائلة الروحية التي تجمعنا باسم الرب يسوع وبمحبّته، وهي لا تعني البناء، بل جماعة المؤمنين. ونحن نعرف أنّ هناك عائلات طبيعية بيولوجية، فللأهل دور في حياتنا، والكنيسة لها أيضاً دور في أن تجمعنا، أكان في أوقات الفرح أو في أوقات الألم والأحزان. وللأسف اليوم في الشرق كلّه، أوقات الحزن أكثر بكثير من أوقات الفرح، والعائلات مقسَّمة ومشتَّتة في العالم بأسره".
ولفت غبطته إلى أنّ "علينا نحن الذين بقينا في أرضنا في الشرق أن نعطي الأمل لأولادنا وللآخرين الذين نعيش معهم، متّكلين على الرب يسوع، فنتابع حياتنا كما يريدها هو، إذ أنّ حكمة الله هي أسمى من حكمتنا البشرية، وتفوق كلّ أفكارنا وقوانا وعقلنا البشري".
وتوجّه غبطته إلى المؤمنين بالقول: "أنتم اليوم أصبحتم خميرةً هنا، كما عندما جاء أهلنا إلى هذه الأرض الطيّبة بعدما تشرّدوا من جنوب شرق تركيا، من ماردين وقراها وطور عبدين وديار بكر، لم يأتوا بالآلاف، بل نوعاً ما بالعشرات، ورويداً رويداً أسّسوا هنا وعاشوا بكرامتهم، متمسّكين بإيمانهم رغم كلّ الأخطاء البشرية، ونحن اليوم لا يسعنا إلا أن نسلّم أمرنا لله ونتابع الصلاة سائلين أن تتمّ مشيئة الرب في حياتنا".
وتابع غبطته: "أرى بيننا الآن رجالاً ونساءً، لكنّ الشباب قلائل. كلّنا نعرف هذا الواقع، فلا نعيش في الأحلام، ولا نعتقد أنّ بإمكان الكنيسة أن تحلّ لنا مشاكلنا كلّها. صحيحٌ الكنيسة عائلة، لكن في العائلة الواحدة لا يمكن للأولاد أن يطالبوا أهلهم أن يحلّوا لهم المشاكل كلّها. الأهل يحاولون أن يقوموا بواجباتهم، فيربّون وينشّئون الأجيال، ويبقى على الأجيال أن يأخذوا مسؤوليتهم بأيديهم، وهذا ما تفعله الكنيسة بكلّ الإمكانيات المتاحة".
وأشار غبطته إلى أنّنا "على مثال الرسل الأوَّلين وتلاميذ يسوع، والذين كانوا 12 شخصاً، حتّى أنّ واحداً منهم تركه وخانه، ومع ذلك انتشروا في العالم كلّه ناشرين الإنجيل، سنظلّ نتابع الشهادة للرب يسوع، ونكون حقيقةً شهود المحبّة والفرح والسلام والرجاء رغم الصعوبات والتحدّيات".
وختم غبطته كلمته بالقول: "فليقوّيكم الله ويأخذ بيدكم، وإن شاء الله يُلهِم ربّنا الشبّان والشابّات لتكريس الذات في خدمة الكنيسة بدعوات مقدسة بحسب قلبه القدوس".
ثمّ استمع غبطته إلى عدد من المؤمنين الذين عرضوا لأبرز التحدّيات في حياة الرعية، واستمعوا إلى توجّهات غبطته الأبوية وإرشاداته لما فيه خير الرعية وخلاص النفوس.
بعدئذٍ بارك غبطته "السليقة" وهي الطعام التقليدي الخاصّ الذي يُوزَّع في عيد القديسة بربارة، وقد أعدَّتْه أخوية السيّدات في الرعية.
ثمّ منح غبطته أبناء الرعية وبناتها وعائلاتهم بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.
|