الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس لمناسبة حلول عيد الميلاد للمشاركين في الرياضة الروحية للهيئات الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة

 
 

    في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت ١٧ كانون الأول ٢٠٢٢، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي للمشاركين في الرياضة الروحية للهيئات الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة، بمناسبة حلول عيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد، وذلك في كنيسة مار بهنام وسارة، الفنار.

    بدايةً بارك غبطته الرياضة الروحية التي تمحورت حول الميلاد ببعده اللاهوتي والروحي، وكيفية عيش الميلاد في حياتنا اليوم، وقد ألقى أحاديثها مشكوراً الخوري طانيوس خليل، كاهن رعية بعبدات المارونية - المتن، وعميد كلّية العلوم الدينية واللاهوتية في جامعة الحكمة ببيروت.

    ثمّ احتفل غبطته بالقداس، يعاونه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية ورئيس مدرسة ليسيه المتحف، والأب ديفد ملكي كاهن رعية مار بهنام وسارة - الفنار، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية ورئيس مدرسة دير الشرفة، بمشاركة جميع أفراد الهيئات الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف ومدرسة دير الشرفة، وخدم القداس أولاد حركة مار بهنام وسارة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن سروره بالاحتفال بهذا القداس في ختام هذه الرياضة الروحية، شاكراً جميع المشاركين "لقدومكم ومشاركتكم في هذه الرياضة الروحية التي تجعلكم تستعدّون لجوّ عيد الميلاد ولاستقبال الرب يسوع، كما سمعنا من الإنجيل المقدس بحسب لوقا، وكما سمعنا من الرسالة إلى العبرانيين. فالله تكلّم مع الإنسان بطرق مختلفة على مدى التاريخ، ولكن لمّا حان الوقت أرسل ابنه - كلمته، السرّ الذي نؤمن به متجسّداً من مريم العذراء، ليخلّص العالم بأسره".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "الرعاة كانوا أول الناس الذين أوحى الرب إليهم وبشّرهم بهذا السرّ العجيب، وكانوا هم الذين تكرّموا وتشرّفوا أن يكونوا أول الساجدين للرب يسوع المولود في مذود بمغارة في بيت لحم"، مشيراً إلى أنّ "المغارة التي نضعها اليوم في بيوتنا وكنائسنا تعود إلى القديس فرنسيس، ومنذ القرن الثالث عشر انتشرت المغارة في العالم كلّه، لأنّه، وكما سمعنا من الإنجيل، فإنّ الرعاة وجدوا العائلة المقدسة بما فيها مريم ويوسف والطفل مضجَعاً في مذود، وهذا هو سرّ التجسّد الذي نؤمن به".

    وأكّد غبطته أنّنا "سنبقى شهوداً لهذا السرّ العظيم، أنّ الله تجسّد بشخص كلمته - الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. فالله أضحى بيننا وصار معنا، إنّه عمانوئيل. ومهما يحصل لنا في حياتنا من آلام وأوجاع وقلق وتساؤل عمّا يجري في بلدنا، فنحن على ثقة بأنّنا سنتخطّاه بقوّة الرب، وبتمسُّكنا بإيماننا به، وبقبول مشيئته في حياتنا، واتّباعه مهما كانت صعوباتنا، وكذلك بتضافُرنا وتعاضُدنا مع بعضنا البعض، على مثال تلاميذ المسيح الذين انطلقوا يبشّرون العالم كلّه، وتحمّلوا كلّ الصعوبات والضيقات والاضطهادات حتّى الاستشهاد".

    واستذكر غبطته "النشيد الذي سمعناه في بداية القداس "ܥܠ ܒܝܬ ܠܚܡ"، وهو نشيد سرياني قديم، فآباؤنا السريان كانوا يؤمنون بقلوبهم وبشاعريتهم، وأغنوا المسيحية بما كتبوه تعبيراً عن إيمانهم، وترجمته: على بيت لحم يهوذا مررتُ، وسمعتُ هناك أصوات مناغيات محبَّبة، مريم تناغي ابنها كما تناغي الأمُّ الطفلَ، وتقول له كيف رضيتَ بي أنا كي أصبح أمّك وليس لديّ زوج".

    وختم غبطته موعظته مجدِّداً "شكرنا لكلّ ما قدّمتموه وتقدّمونه للتلاميذ في المدرستين، وبإذن الله سنتمكّن أن ننهض من هذه الكبوة المخيفة التي وقعنا فيها في لبنان، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار يوسف".

    وقبل البركة الختامية، توجّه المونسنيور حبيب مراد بكلمة بنوية إلى غبطته باسم الحاضرين، مقدّماً الشكر الجزيل مع الامتنان والعرفان بالجميل من غبطته على الرعاية الصالحة للكنيسة في كلّ مكان، وبشكل خاص على العناية الأبوية المميَّزة التي يوليها غبطته للمدرستين ولقطاع التربية والتعليم، وما يقدّمه من دعم معنوي ومادّي للمدرستين كي تتمكّنا من متابعة مسيرتهما رغم الظروف العصيبة التي تجتازها البلاد، ضارعاً إلى الله كي يديمه ويحفظه بالصحّة والعافية، ويسدّد خطاه في كلّ ما يقوم به لخدمة الكنيسة ورفع شأنها.

    كما شكر جميع الحاضرين، ولا سيّما الذين أعدّوا لهذه الرياضة كي تأتي بالثمار والفوائد الروحية المرجوّة، متمنّياً للجميع ميلاداً مجيداً وعاماً جديداً ملؤه المحبّة والفرح والصحّة والسلام.

    وبعد القداس، انتقل غبطته إلى صالون الكنيسة حيث التقى مع المشاركين في الرياضة في لقاء الأب مع أولاده، وتبادلوا هدايا العيد، في جوّ من المحبّة والمودّة والفرح الروحي، وهو ما طغى على كلّ فقرات الرياضة الروحية.

 

إضغط للطباعة