الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد مار اغناطيوس الأنطاكي

 
 

    في تمام الساعة الثانية عشرة من ظهر يوم الثلاثاء 20 كانون الأول 2022، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار اغناطيوس الأنطاكي، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت. 

    عاون غبطتَه صاحبا السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية – الشرفة ومسؤول رعوية الشبيبة، بحضور ومشاركة أصحاب السيادة: مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، ومار غريغوريوس بطرس ملكي، والآباء الخوارنة والكهنة في الدائرة البطريركية وفي أبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميين، والراهبات الأفراميات، وبعض المؤمنين. 

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن عيد القديس مار اغناطيوس الأنطاكي، فقال: "أتينا جميعنا اليوم للمشاركة في احتفالنا السنوي بعيد مار اغناطيوس الأنطاكي، ويُدعى أيضاً "النوراني" و"حامل الله"، لأنّه وبحسب التقليد التقوي، فإنّ الطفل الذي ضمّه يسوع إلى صدره، والوارد ذكره في إنجيل القديس مرقس هو القديس اغناطيوس وهو طفل". 

    ونوّه غبطته إلى أنّه "بالعودة إلى الإنجيل الذي تُلِيَ على مسامعكم، فالنص الكتابي المذكور أعلاه يحمل في مضمونه اللاهوتي والعملي ثلاثة أبعاد: 

    البعد الأول: الخدمة، إنّ دعوتنا الأساسية كمكرَّسين ومكرَّسات، مهما كان منصبنا الكنسي، هي الخدمة. "فمن أراد أن يكون كبيراً فيكم، فليكن لكم خادماً"، كما يقول لنا يسوع في الإنجيل.  

    البعد الثاني: لقد استطاع يسوع بشخصيته وطريقة كلامه وتعليمه "كمن له سلطان"، أن يجذب الناس من حوله، ومن مختلف الأعمار، وبخاصّة الأطفال الذين تحدّث عنهم مع تلاميذه، فنهاهم وقال لهم: "دعوا الأطفال يأتون إليّ، ولا تمنعوهم، فلأمثال هؤلاء ملكوت الله". هنا علينا كمكرَّسين ومكرَّسات أن نكون على مثال يسوع، وأن نجذب الناس إليه بكلّ تواضع ونقاوة قلب. 

    البعد الثالث: المحبّة هي الفضيلة الأولى للخادم الذي يخدم باسم المسيح، والله لا ينسى فضل الشخص الذي يعيش المحبّة الحقيقية". 

    ولفت غبطته إلى أنّ "مار اغناطيوس، وبحسب ما يخبرنا التقليد الكنسي، هو الأسقف الثالث لأنطاكية بعد بطرس وأفوديوس، وعُرِفَ برعايته لكنيسة أنطاكية، وبرسائله السبعة التي كتبها وهو في طريقه نحو الاستشهاد في روما، وهو أيضاً من الآباء الرسوليين الثلاثة الأوائل: إقليميس بابا روما، وبوليكاربوس أسقف سميرنا أي أفسس اليوم. إنّ القديس اغناطيوس، ومعه الأبوان المذكوران أعلاه، لا يزالون يُعتبَرون من الآباء الرسل، والسبب في ذلك يعود إلى أنّهم إمّا عرفوا رسل المسيح الإثني عشر، أو كانوا على تواصلٍ معهم ومع خدمتهم في زمن الكنيسة الأولى". 

    وأشار غبطته إلى أنّ "قدّيسنا عُرِفَ، في الشرق والغرب، بكتاباته واستشهاده. يحتفل الغرب بعيده في 17 تشرين الأول، بينما نحتفل بعيده في الشرق في 20 كانون الأول. في رسائله نكتشف الكثير من تعاليمه المهمّة. فهو أول من أدخل صفة "كاثوليكية" أي "جامعة" على الكنيسة، ودخل هذا المصطلَح فيما بعد في قانون إيماننا. "كاثوليكية" أي تجمع كلّ الشعوب. فالإيمان ليس حكراً على أحد، إنّما جميعنا مدعوون للخلاص. وهو من تكلّم أيضاً عن أنّ على الكنيسة أن تكون جماعة متناغمة، فالأسقف يعيش بعلاقة متناغمة مع كهنته ومؤمنيه، كـ"سمفونية موسيقية" على حدّ تعبيره. وتكلّم أيضاً عن الإفخارستيا بشكل واضح، فقال إنّنا أعضاءٌ في جسد المسيح، وخلال القداس نتناول جسد المسيح المعلَّق على الصليب. فنحن نؤمن بيسوع مصلوباً، وهو موضع شكّ وعثرة للآخرين". 

    وذكّر غبطته أنّ "القديس اغناطيوس ينوّه في كتاباته إلى أنّه، وفي طريقه نحو الاستشهاد، كان موثَقاً مع "الضباع" أي الجنود الذين يُوثقونه ويقودنه. فهو بهذه الكلمات يُعلّمنا أنّ من يتبع الربّ في طريق الخدمة، أي كلّ شخص معمَّد على السواء، عليه أن يكون مثالاً للتضحية حتّى الاستشهاد". 

    واعتبر غبطته أنّه "من ناحية أخرى، نحتفل اليوم أيضاً جميعنا، كبطريرك ورؤساء أساقفة وأساقفة، وكإكليروس وعلمانيين. علينا أن نفتخر بآبائنا الذين قدّموا لنا أفضل مثال بالتعليم، حتّى بذل الذات من أجل الربّ يسوع. نحن ككنيسة سريانية تعرَّضت سابقاً للاضطهاد، ولا تزال تتعرّض اليوم للتشرّد، علينا أن نركّز، على مثال القديس اغناطيوس، على النوعية وليس على الأقلّية، وألا ننجرّ وراء المراكز الفانية، بل فلتوجّه أنظارنا نحو المسيح الذي يقودنا إلى الملك الأبدي، فنحن أقلّية ترفع رأسها دوماً لأنّها ملتصقة بالربّ يسوع وتشهد له، رغم كلّ المصاعب والاضطهادات. سنبقى دوماً فخورين بكنيستنا السريانية!". 

    وختم غبطته موعظته بالإشارة إلى أنّنا "كنّا قد التقينا كعائلة سريانية كبيرة ضمَّت الكنائس ذات التراث السرياني، يوم الجمعة الفائت في المقرّ البطريركي للسريان الأرثوذكس في العطشانة، وتحدّثنا كإخوة عن كيفية عيش دعوتنا المسيحية، أمناء لتراثنا السرياني الواحد، وشاهدين لمحبّة الله وخلاصه في مجتمعنا، وهذا ما نسأل الله أن يؤهّلنا للعمل به، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سلطانة الرسل، ومار اغناطيوس النوراني الشهيد، والطوباوي مار فلابيانوس ميخائيل، وبشفاعة جميع شهدائنا وشهيداتنا". 

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة الختامية بذخيرة القديس مار اغناطيوس الأنطاكي المحفوظة في الكنيسة. ثمّ تقدّم الجميع، فنالوا بركة هذا القديس الشهيد العظيم. 

    وبعد القداس، تقبّل غبطته تهاني الحاضرين بهذه المناسبة المباركة، فتمنّى له الجميع النجاح والتوفيق في متابعة رعايته للكنيسة في هذه الظروف الصعبة وفي خضمّ التحدّيات الكبيرة، سائلين الرب يسوع، راعي الرعاة، بشفاعة القديس اغناطيوس، أن يمتّعه بالصحّة والعافية، ويعضده لما فيه خير الكنيسة في كلّ مكان. 

 

إضغط للطباعة