في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الجمعة ٢٣ كانون الأول ٢٠٢٢، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، سعادة سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بن عبدالله بخاري، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.
خلال اللقاء، رحّب غبطة أبينا البطريرك بسعادته معرباً عن سروره باستقباله، مثمّناً الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في الوقوف إلى جانب لبنان وبلدان الشرق لتجاوز الأزمات التي تعاني منها، ومثنياً على سياسة المحبّة والتسامح والانفتاح وقبول الآخر التي تنتهجها المملكة.
وحمّل غبطتُه سعادتَه تحيّاته وسلامه إلى خادم الحرمين الشريفين ووليّ العهد السعودي، مستذكراً العلاقة القديمة التي تربط البطريركية السريانية الكاثوليكية بالمملكة العربية السعودية، إذ كان المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك قد أوفد الأب يوسف أبيض إلى المملكة لمقابلة الملك فيصل في السبعينات من القرن العشرين.
ونوّه غبطته إلى الوضع الراهن في لبنان، مؤكّداً على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية على الفور، مشيراً إلى أنّ الذين يتولّون المسؤولية والأحزاب السياسية أظهروا أنّهم غير أهل لذلك، لذا عليهم أن يحكّموا ضميرهم وحسّهم الوطني للنهوض بلبنان من كبوته، فيعود إلى ازدهاره وتطوّره.
ودعا غبطته للمملكة بدوام الازدهار والتقدّم، فتتابع مسيرة النهوض ومرافقة الإخوة في الشرق بالمساندة والمساعدة، متمنّياً على المملكة متابعة دعمها للبنان وعدم توفير أيّ جهد للمحافظة على هذا البلد - الرسالة، بلد الحرّية والثقافة والحضارة والعيش المشترك.
من جهته، شكر سعادتُه غبطتَه على ترحيبه، معبّراً عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة، مكبراً بالدور الرائد الذي يقوم به غبطته في الدفاع عن لبنان وعن الحضور المسيحي في الشرق، بما يقوم به من جولات وزيارات رسمية وراعوية داخل لبنان وخارجه، وما يعلنه من مواقف، وما يباشر به من خطوات، لما فيه خير الكنيسة ولبنان وبلاد الشرق، داعياً له بالخير والصحّة ودوام التوفيق.
وقدّم سعادته التهنئة لغبطته باسم المملكة بمناسبة عيدي الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة، سائلاً الله أن تكون سبب خير وبركة للبنان والمملكة وبلدان الشرق.
وتطرّق سعادته إلى آخر المستجدّات على الساحة اللبنانية، وفي مقدّمتها الاستحقاق الرئاسي، وضرورة اتّفاق الأفرقاء اللبنانيين على انتخاب رئيس يجمع اللبنانيين ويكون رافعةً لتعافي لبنان وعودته إلى مكانته وحضنه العربي، آملاً أن يهيّئ الله المسؤولين لاستنباط الحلول السليمة للبنان، بغية الحفاظ على أمنه واستقراره وازدهاره وطمأنينة مواطنيه.
وأشار سعادته إلى الجهود التي تبذلها المملكة لدعم لبنان كي يتابع دوره الريادي في المنطقة، لافتاً إلى أنّ "لبنان قطعة منّا ولا نسمح لأيّ يد أن تمتّد إليه بسوء"، مؤكّداً على أنّ المملكة لم ولن تتخلَّ عن دورها في الحفاظ على لبنان، سائلاً الله في هذه الأعياد المباركة أن يلهم المسؤولين سواء السبيل لخير هذا البلد ونصرته وعزّته.
وتطرّق غبطته مع سعادته إلى مواضيع عدّة ذات الاهتمام المشترك. فاستمع سعادته من غبطته إلى نبذة عن تاريخ الكنيسة السريانية الكاثوليكية وحضورها في لبنان والمنطقة. وأثنى سعادته على الدور الأدبي والعلمي الريادي للمسيحيين في لبنان والشرق.
وقبل المغادرة، حرص سعادته على أخذ صورة تذكارية أمام شجرة ومغارة الميلاد داخل الصرح البطريركي، مبدياً تأثّره وإعجابه.
ثمّ وُدِّع سعادتُه كما استُقبِل بالحفاوة والتكريم.
حضر اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية.
|