الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يستقبل سعادة سفيرة الولايات المتّحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا

 
 

    في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء 27 كانون الأول 2022، استقبل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، سعادة سفيرة الولايات المتّحدة الأميركية في لبنان دوروثي شيا Dorothy SHEA، وذلك في مقرّ الكرسي البطريركي، المتحف - بيروت.

    خلال اللقاء، رحّب غبطة أبينا البطريرك بسعادتها، معرباً عن سروره باستقبالها، مقدّماً التعزية بضحايا العواصف المناخية التي تضرب ولايات عدّة في أميركا مخلّفةً الخسائر البشرية والخراب والدمار، مثمّناً دور الولايات المتّحدة الأميركية في الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه في هذه الظروف العصيبة وهو يعاني الأزمات على مختلف الأصعدة، محمّلاً سعادتها أطيب التمنّيات إلى المسؤولين في الإدارة الأميركية مع الدعاء لهم بالتوفيق في مهامهم لما فيه خير بلدهم والعالم، ومستذكراً السنوات الإثنتين والعشرين التي أمضاها في الخدمة الراعوية في الولايات المتّحدة وفي كندا، ككاهن ثمّ كأوّل أسقف للكنيسة السريانية الكاثوليكية في هذين البلدين.

    وتناول غبطته الأوضاع الراهنة في لبنان، من تقاعُس النواب في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وانسداد أفق الحوار والحلول لدى الكتل النيابية والأحزاب السياسية، وعدم قيام المسؤولين السياسيين بواجب مسؤوليتهم في خدمة لبنان بأمانة ونزاهة وتفانٍ، متوقّفاً بشكل خاص عند الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ البلد، خاصّةً التضخّم في العملة الوطنية والارتفاع الكبير لسعر الصرف إزاء الدولار الأميركي، وما يرتّبه ذلك من تداعيات خطيرة على حياة اللبنانيين ومستقبلهم.

    وشدّد غبطته على المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق المسؤولين السياسيين اللبنانيين من المسيحيين الذين عليهم أن يعملوا لما فيه خير وطنهم ويبذلوا كلّ الجهود للمحافظة على الوجود المسيحي في لبنان، لأنّ هذا هو الأساس لصون الوجود المسيحي في بلدان الشرق الأوسط التي يتطلّع فيها أبناء شعبنا إلى لبنان كبارقة أمل وسط الأزمات التي تعانيها المنطقة.

    ولفت غبطته إلى الخطر الداهم الذي يهدّد مستقبل لبنان، ألا وهو الهجرة الكبيرة بين صفوف المواطنين، ولا سيّما الفئات الشابّة التي بدأت تفقد الأمل بالمستقبل، ووجدت في الهجرة ملاذاً لها لبناء حياة كريمة، متأسّفاً من كون اللبنانيين، ولا سيّما المسؤولين المسيحيين، الذين لطالما كانوا يتغنّون بلبنان، يقومون بهدمه عبر ممارستهم مسؤولياتهم بعيداً عن النزاهة والتجرّد.

    وأكّد غبطته أنّنا في هذا البلد أبناء الأرض الأصليون ولسنا بطارئين فيها، إلا أنّ وجودنا بات مهدَّداً ولا نستطيع إقناع أبنائنا بالبقاء، ولا سيما الشباب، بسبب انسداد الأفق أمامهم، لكنّنا نبقى شعب الرجاء رغم كلّ المحن والصعوبات والتحدّيات.

    من جهتها، قدّمت سعادة السفيرة الشكر الجزيل لغبطته على استقباله وترحيبه، معبّرةً عن سعادتها بالقيام بهذه الزيارة، مثنيةً على الدور الهامّ الذي يؤدّيه غبطته في الدفاع عن لبنان وعن الحضور المسيحي فيه وفي بلدان الشرق الأوسط، من خلال أعماله ومواقفه وزياراته الراعوية وخطواته التي تؤول إلى نقل الصوت المسيحي إلى العالم والحفاظ على الوجود المسيحي في لبنان والشرق، داعيةً له بدوام النجاح والتوفيق في كلّ ما يقوم به.

    وتطرّقت سعادتها إلى الوضع في لبنان وما يمرّ به من أزماته وصعوبات كثيرة، وفي مقدّمتها وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، للشروع بعملية النهوض بالوطن الذي يعاني أزمة اقتصادية ومالية كبيرة جداً، مؤكّدةً أنّ على المسؤولين السياسيين اللبنانيين أن يتعاونوا ويتكاتفوا ويتعاضدوا للخروج من هذا الوضع وإيجاد الحلول اللازمة دون أيّ تدخّل أجنبي، وأنّ بلادها على أتمّ الاستعداد لتقديم كلّ مساعدة ممكنة كما تفعل دائماً، لمساعدة لبنان للخروج من أزماته.

    وشدّدت سعادتها على أنّ لدينا الهدف نفسه، أن نجعل الشعب اللبناني يأمل بمستقبل باهر في أرض الوطن ولا يباشر بالهجرة، فاللبنانيون يبدعون في بلدان الاغتراب، ولكن علينا أن نعيد إليهم الثقة بوطنهم.

    وختمت سعادتها بتقديم التهنئة إلى غبطته بمناسبة عيد الميلاد المجيد، مع الرجاء أن يكون العام الجديد عاماً مباركاً يحمل الخلاص للبنان وشعبه.

    وأهدى غبطته إلى سعادتها أيقونة سيّدة النجاة البطريركية التقليدية عربون محبّة وتقدير.

    وقبل المغادرة، توقّفت سعادتها أمام الشجرة الميلادية والمغارة الموضوعة داخل الصرح البطريركي، فأبدت إعجابها وتأثُّرها، وأخذت أمامها صورة تذكارية. ودوّنت سعادتها في السجلّ الذهبي الكلمة التالية بالإنكليزية:

    "نتشارك التهاني الحارّة بعيد الميلاد المجيد مع صاحب الغبطة البطريرك وجميع أصدقائنا في الجماعة السريانية الكاثوليكية.

    مع أطيب التمنّيات بعام جديد ملؤه السلام والأمل".

    ثمّ وُدِّعت سعادتُها كما استُقبِلت بالحفاوة والتكريم.

    حضر اللقاء المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السّر المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للنازحين العراقيين في لبنان. وقد رافق سعادتَها المستشار الأول في السفارة الأميركية في بيروت السيّد Guy Lee.

 

إضغط للطباعة