الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة 2023 ويوم السلام العالمي وعيد مار باسيليوس ومار غريغوريوس، ويقيم الصلاة راحةً لنفس المثلَّث الرحمات قداسة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر

 
 

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 1 كانون الثاني 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ختانة الرب يسوع ورأس السنة الجديدة 2023 ويوم السلام العالمي وعيد الملفانين مار باسيليوس ومار غريغوريوس. وخلال القداس، أقام غبطته الصلاة راحةً لنفس المثلَّث الرحمات قداسة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه في القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمشاركة الشمامسة، والراهبات الأفراميات، وجمع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، وجّه غبطة أبينا البطريرك التهنئة بحلول العام الجديد، متمنّياً "لجميع أحبار الكنيسة وأبنائها وبناتها من إكليروس ومؤمنين، سنةً جديدةً مليئةً بالخير والسلام والأمان والصحّة والعافية والفرح، وفيض النِّعَم والبركات، فيتبدّد الخوف والقلق، ويعمّ الاستقرار والرجاء بالآتي من الأيّام، سواء هنا في لبنان، وفي سوريا والعراق وبلدان الخليج العربي ومصر والأردن والأراضي المقدسة وتركيا، وفي بلدان الانتشار في أوروبا والأميركتين وأستراليا".

    وتوقّف غبطته عند "النبأ الحزين بوفاة المثلَّث الرحمات قداسة البابا الفخري بنديكتوس السادس عشر، والذي انتقل إلى أحضان الآب السماوي صباح البارحة السبت 31 كانون الأول 2022 في مقرّ إقامته بدير أمّ الكنيسة في الفاتيكان. إنّنا نذكر باعتزاز هذا البابا الذي خصّص لبنان بآخر زيارة رسولية قام بها خارج إيطاليا، وذلك قبل استعفائه بخمسة أشهر، إذ زارنا في شهر أيلول 2012، واستعفى في شهر شباط 2013، وقد كانت آخر محطّاته في زيارته هذه في مقرّ كرسينا البطريركي بدير سيّدة النجاة – الشرفة، حيث عقد قداسته اللقاء المسكوني".

    ونوّه غبطته "بما تحلّى به هذا البابا الذي اشتهر بعلمه وثقافته وخدمته للكنيسة، إن كان في أبرشية ميونيخ التي رعاها كأسقف لها، وهي ثاني أكبر الأبرشيات الكاثوليكية في ألمانيا، إذ تضمّ أكثر من مليوني مؤمن كاثوليكي، وإن كان في رئاسته لمجمع العقيدة والإيمان في روما، ثم في انتخابه حبراً أعظم سنة 2005 خلفاً للبابا القديس يوحنّا بولس الثاني. فكان مثالاً للراعي الصالح والخادم الأمين والعالِم الكنسي والإنسان الوديع والمتواضع".

    ولفت غبطته إلى أنّ "اليوم أيضاً حافل بالأعياد والمناسبات، فالكنيسة تحتفل بعيد ختانة الرب يسوع بعد ولادته بثمانية أيّام، أي في اليوم الثامن بعد عيد الميلاد. بموجب الناموس والشريعة اليهودية، كان على الوالدَين أن يختنا ابنهما، وشريعة الختان هذه تميّز الشعب العبراني، فتمّم يسوع على يد مريم ويوسف الشريعة اليهودية بأكملها وخُتِن. لقد تواضع يسوع من أجلنا وخضع لقوانين الشعب العبراني وشرائعه كي يحرّرنا ويمنحنا الحياة، كما سمعنا من رسالة القديس مار بولس إلى أهل غلاطية، حيث يذكّرنا رسول الأمم أنّنا لا نتبرّر بالناموس أو بالشريعة، لأنّنا إن أكملْنا كلّ الشرائع والتقاليد ظاهرياً، فهذا لا يكفي ما لم يكن قلبنا مختوناً أي مكرَّساً للرب، إذ أنّ التبرير يأتينا من نعمة الرب".

    وتطرّق غبطته إلى "عيد آخر تحييه كنيستنا السريانية اليوم، عيد أبوَين وملفانَين أي معلّمَين من آباء الكنيسة ومعلّميها، عيد ملفانَين مشهورين في الكنيسة، شرقاً وغرباً، هما مار باسيليوس ومار غريغوريوس، وقد عاشا في آسيا الصغرى، وشرحا الإيمان، وثبّتا المؤمنين. فنسأل شفاعتهما وصلاتهما كي يقوّينا الرب يسوع في متابعة الشهادة لإيماننا به رغم كلّ التحدّيات والصعوبات".

    وأشار غبطته إلى أنّ "اليوم هو مخصَّصٌ أيضاً للسلام العالمي، هذه المناسبة التي وضعَتْها الكنيسة بشخص الأحبار العظماء أي البابوات، وفيها يوجّه قداسة البابا رسالةً في موضوع السلام. وجاءت رسالة قداسة البابا فرنسيس لهذا العام 2023 بعنوان: لا أحد يمكنه أن يخلص بمفرده، الانطلاق مجدَّداً من فيروس كورونا لكي نرسم معاً دروب سلام. لقد خصّصت الكنيسة هذا اليوم للسلام كي يبدأ المؤمنون سنتهم الجديدة بالصلاة والدعاء من أجل السلام، هذا السلام الذي ذكره يسوع بشكل واضح في موعظته على الجبل حين قال: طوبى لفاعلي السلام فإنّهم أبناء الله يُدعَون".

    واستفاض غبطته في شرح معنى السلام الذي تكلّم عنه الرب يسوع: "لم يقل يسوع طوبى للذين يتحدّثون عن السلام والذين ينادون بالسلام ويطالبون به، بل طوبى للذين يفعلون السلام حقيقةً. وهذا الأمر ممكن لكلّ مؤمن أن يفعّل السلام في حياته، السلام مع الله ومع الآخر ومع الذات. لا يمكننا أن نحصل على السلام ما لم نكن في علاقة حبّية وعلاقة صداقة حقيقية مع الله، لأنّنا أبناء الله".

    وأكّد غبطته على "أهمّية السلام مع الآخرين، في العائلة كم نحتاج إلى السلام بين الأهل، وهناك مشاكل كثيرة، وهي في ازدياد بسبب الظروف العالمية التي نعيشها، أكان محلّياً أو دولياً، من جراء ما يُسمَّى العولمة. والسلام في المجتمع، مع الآخرين، مع الجيران والأصدقاء والأقرباء، ومع الذين من الممكن أن يكون لهم رأيٌّ مغايرٌ لرأينا، لذا علينا أن نسعى جهدنا كي نعيش السلام مع الجميع".

    وشدّد غبطته على أنّ "المهمّ في حياتنا كمؤمنين ليس فقط أن نتكلّم عن السلام ونتبادله فيما بيننا، ففي اللغة العربية نستعمل عبارة السلام لإلقاء التحيّة، لكنّ هذا لا يكفي، إذ علينا أن نعيش السلام"، متناولاً "ضرورة عيش السلام في المجتمع وفي الوطن، فيجب أن تكون العلاقات في الوطن بين المواطنين ومع الجيران علاقات حقيقية نزيهة مبنيّة على السلام الحقيقي، وهذا السلام لا يتمّ إلا إذا طالب كلّ شخص بحقوقه، أكانت مدنية أو دينية. فكم تحتاج بلداننا إلى السلام، لا سيّما في الشرق، وخاصّةً في لبنان الحبيب الذي يعاني من الأزمات على مختلف الأصعدة بسبب عدم الولاء للوطن وانعدام السعي من قِبَل المسؤولين للعمل الجادّ بغية نشر السلام".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، في بداية هذه السنة، أن يبارك عامنا الجديد، ويجعلنا حقيقةً من فاعلي السلام، فنجدّد عهدنا معه، ونعمل دائماً من أجل السلام، لأنّنا مع الرب سنتمكّن أن نعيش السلام، وأن ننشره حولنا، ونعمل أعمال السلام".

    وبعد البركة الختامية، التقى غبطة أبينا البطريرك بالمؤمنين الذين قدّموا له التهاني بحلول العام الجديد، مع التمنّيات أن يكون عام صحّة وعافية وخير وبركة وسلام وأمان واستقرار وفرح في لبنان والشرق والعالم.

 

إضغط للطباعة