في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء ٧ شباط ٢٠٢٣، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى فخامة الرئيس الدكتور عبداللطيف جمال رشيد، رئيس جمهورية العراق، وذلك في مقرّ فخامته في قصر بغداد في العاصمة العراقية.
رافق غبطتَه في هذه الزيارة أصحابُ السيادة المطارنة: مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب، ومار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، مار نثنائيل نزار سمعان مطران أبرشية حدياب - أربيل وسائر إقليم كوردستان، ومار أثناسيوس فراس دردر النائب البطريركي في البصرة والخليج العربي، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، ومار بنديكتوس يونان حنّو رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا أمين سرّ مطرانية الموصل، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للنازحين العراقيين في لبنان.
وحضرت اللقاء معالي الوزيرة إيفان فائق جابرو وزيرة الهجرة والمهجَّرين، وسعادة النائب في البرلمان العراقي الدكتور دريد جميل.
خلال اللقاء، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن سروره بلقاء فخامته، واعتزازه "بالعراق، هذا الوطن الغالي، وهو أرض الآباء والأجداد، والذي فيه يعيش جميع المواطنين، ولا سيّما أبناء شعبنا المسيحي، بالتعاون والتكاتف من أجل بناء وطنهم ونهضته وعودته إلى سابق عهده، إذ أنّ المسيحيين هم أبناء الأرض الأصليون، وهم لا يطالبون بالامتياز أو التميّز عن إخوتهم في الوطن، إنّما بالعيش بالمساواة والعطاء للوطن والإخلاص له وحده مهما صعبت الظروف ومهما عظمت التحدّيات".
وأكّد غبطته على "ضرورة أن نعطي أبناء شعبنا المسيحي دفعاً للاطمئنان إلى سلامة العيش في أرضهم، بالوحدة والمساواة والحفاظ على الحقوق والواجبات كاملةً، لأنّ لا وجود للعراق كوطن جامع بدون جميع المكوّنات، وفي صلبها المكوّن المسيحي".
وأثنى غبطته على "الجهود الكبيرة التي يبذلها فخامته مع جميع المسؤولين من أجل استتباب الأمن وتحقيق النهوض بالعراق بعدما عانى هذا البلد من الحروب وأعمال العنف والإرهاب"، مشدّداً على "الإيمان بالمواطنة واحترام التنوّع الذي يزخر به المجتمع العراقي وكلّ المنطقة، ودعم العيش بسلام ومحبّة، بغية الحفاظ على الوجود المسيحي في أرض العراق المبارَك".
ومن جهته، رحّب فخامة الرئيس بغبطة أبينا البطريرك وبالوفد المرافق، معبّراً عن سعادته باستقبالهم، مؤكّداً "أنّ مسيحيي الشرق هم سكّان المنطقة الأصليون إلى جانب باقي المكوّنات في المجتمع، وأنّ التفرقة صنعها أعداء الإنسانية، وأنّ أبناء كلّ المكوّنات هم أهل هذا البلد، بالتساوي فيما بينهم، ويوحّدهم هدف خدمة المجتمع وتحقيق الأمن والاستقرار لأجيالنا، ومن الواجب توفير بيئة آمنة ومستقرّة ومزدهرة للأجيال المقبلة بلا صراعات ونزاعات، وهذا ما نعمل عليه".
ولفت فخامته إلى أنّ "زيارة غبطته إلى العراق هي مبادرة طيّبة ترسّخ انطباعاً للجميع بأنّ المجتمع واحد لا فرق فيه بين مواطن وآخر، وتُبرِز الاستقرار الذي تشهده بغداد وباقي المحافظات"، مشيراً إلى "ضرورة إيلاء المحافظات الاهتمام، ومهيباً ببعض وسائل الإعلام التي لا تنقل الصورة الحقيقية للأوضاع في العراق بأن تعلن الحقيقة وتركّز على الإنجازات المحقَّقة، حيث أنّ حوادث الإرهاب باتت نادرة في البلد.
وشدّد فخامته أنّ "منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى الأمن والاستقرار، ويجب حسم المشاكل العالقة عبر الحوار والتلاقي"، منوّهاً إلى أنّ "المشاكل القائمة ليست مستعصية وبالإمكان حلّها، بتضافر الجهود والوحدة بين جميع أبناء الوطن".
كما وجّه سيادة المطران يوسف عبّا الشكر لفخامته لحضوره قداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، وإلقائه كلمة بالمناسبة عبّرت عن روحه الطيّبة واللحمة بين جميع المواطنين.
وبدوره شكر سيادة المطران يونان حنّو لفخامته زيارته إلى كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش وإلقائه كلمة نتاول فيها ضرورة تعزيز الوحدة بين مختلف مكوّنات الشعب العراقي وأهمّية الحضور المسيحي في هذا البلد.
وقدّم غبطته إلى فخامته ميدالية سيّدة النجاة البطريركية، تخليداً لهذه الزيارة وعربون محبّة وإكرام.
وبعد أخذ الصور التذكارية، غادر غبطته مودَّعاً من فخامته كما استُقبِل بمجالي الحفاوة والتكريم والتقدير.
|