الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس بحسب الطقس السرياني في اليوم الثالث من الجمعية السينودسية القارّية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأربعاء ١٥ شباط ٢٠٢٣، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، في اليوم الثالث من الجمعية السينودسية القارّية للكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط، وذلك في كنيسة دار بيت عنيا - حريصا.

    شارك غبطتَه على المذبح أصحاب الغبطة البطاركة: ابراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ومار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، ويوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك.

    كما شارك في القداس صاحبا الغبطة: مار لويس روفائيل ساكو بطريرك الكلدان في العراق والعالم، وبيير باتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين.

    وكذلك شارك في القداس نيافة الكردينال ماريو غريتش الأمين العام لسينودس الأساقفة الروماني، ونيافة الكردينال جان-كلود هولريخ منسّق الجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الروماني.

    عاون غبطةَ أبينا البطريرك أصحابُ السيادة: مار يوحنّا بطرس موشي رئيس الأساقفة السابق لأبرشية الموصل وتوابعها، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق والمنسّق البطريركي لكنيستنا في اللجنة الإعدادية للجمعية السينودسية القارّية، ومار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية في دير الشرفة ومنسّق راعوية الشبيبة.

    وخدم القداس عدد من الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من كنيستنا السريانية المشاركين في هذه الجمعية السينودسية القارّية ممثّلين مختلف أبرشياتنا السريانية في الشرق، وطلاب إكليريكية سيّدة النجاة بدير الشرفة.

    وحضر القداس الأساقفة والخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيون المشاركون في الجمعية السينودسية ممثّلين الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط.

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان موعظة روحية بعنوان "عرفاه عند كسر الخبز"، توقّف في مستهلّها عند "شخصيتين استمعنا إليهما هما من أهمّ الذين نقلوا إلينا بشارة الخلاص: بولس رسول الأمم من طرسوس، ولوقا الإنجيلي من أنطاكية - سوريا. هاتان المدينتان قد تعرّضتا منذ أيّام إلى زلزال هو الأضخم في التاريخ المعاصر"، مشيراً إلى أنّه قد زار "حلب المنكوبة قبل أيّام، ورافقنا سيادة أخينا مار يوحنّا بطرس موشي، المطران السابق للموصل - العراق. وعاينّا في وجوه الساكنين هناك الخوف والقلق، ولكنّنا كم أُعجِبنا وتعزّينا بإيمان مَن التقينا وشهادتهم، وبعيشهم المحبّة الصادقة والتضامن الفعلي بينهم، من أفراد وجماعات، بمختلف طبقاتهم الاجتماعية وطوائفهم وأديانهم".

    وتأمّل غبطته "بالحدث الرائع الذي تفرّد لوقا الإنجيلي بسرده: ظهور الرب يسوع المنبعث من القبر للتلميذين على طريق عماوس، أحدهما مذكور اسمه كليوبا. كانا سائرين يتحادثان ويتجادلان حول ما حصل لمعلّمهما الإلهي، اللذين كانا ينتظرانه مسيحاً جبّاراً يخلّص شعبه من إحتلال الغرباء"، لافتاً إلى أنّهما "دون شكّ كانا خائفين وقلقين لأنّهما شعرا بالفشل. وإذا بيسوع المنبعث يأتي إليهما، ويرافقهما في الطريق، ويشرح لهما سرّ آلامه وموته وقيامته، وعلى المائدة الإفخارستية يعرفانه، فينطلقان على الفور عائدين إلى أورشليم، كي يبشّرا إخوتهما بفرح القيامة".

    ونوّه غبطته إلى أنّ بولس الرسول يذكّر "بأنّ الروح القدس الذي يرافق الكنيسة ويغمرها بمواهبه المتعدّدة، يجعل من المؤمنين بل يحوّلهم إلى أعضاء حيّة وموَحَّدة في جسد المسيح السرّي. هو الروح القدس الذي يوزّع العطايا الروحية، كما هو اليوم. يُلهِم ويقوّي ويرافقنا جميعاً، نحن المعمَّدين والمعمَّدات، نحن الإكليروس من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وشمامسة ومكرَّسين ومكرَّسات، للكرازة بالبشرى السارّة بين إخوتنا وأخواتنا بشجاعة وحقّ وسلام".

    ولفت غبطته إلى أنّ "نعمة الخلاص ليست حكراً علينا ولا هي من امتيازاتنا، بل هي لخلاص جميع الذين يتوقون إلى سماعها. وهي الشهادة الحقّة والفاعلة التي ميّزت الكنيسة على مدى العصور، بالرغم من الضعف البشري والأخطاء. هذه المواهب ليست للإعتداد الشخصي بالإنجازات العلمية أو الاجتماعية، وليست للتميُّز على الآخرين أو للمكافأة والكرامة، بل هي للخدمة بالوداعة والتواضع حسب قلب الرب".

    وختم غبطته موعظته بالإشارة إلى أنّه "حسب طقس كنيستنا السريانية، نستعدّ في هذه الأيّام للدخول في زمن الصوم الكبير. والأحد القادم نحتفل بعرس قانا الجليل، وهو تذكيرٌ لنا بأنّ هذا الزمن الطقسي ليس للخوف والعبوس والقلق والإنغلاق على الذات، بل هو زمن الفرح والرجاء والإنفتاح على الآخرين، لا سيّما الذين يحتاجون إلى محبّتنا"، متسائلاً: "وكيف لا نعرف الرب الفادي المنبعث من القبر الفارغ، ونحن نتابع الإحتفال بذبيحته الخلاصية؟".

    وفي نهاية القداس، منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، يشاركه أصحاب الغبطة البطاركة.

 

إضغط للطباعة