صباح يوم الأحد ٢٨ أيّار ٢٠٢٣، أجرى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، مقابلة على قناة تلفزيون فرانس ٢ France 2، وذلك في كنيسة مار أفرام السرياني في باريس - فرنسا.
خلال المقابلة التي حاوره فيها الإعلامي Thomas WALLUT، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن الكنيسة السريانية الكاثوليكية وانتشارها في كلّ مكان في العالم، شرقاً وغرباً، متوقّفاً عند الهجرة وتداعياتها على حضور أبناء الكنيسة في أوطانهم الأمّ في الشرق، من جراء المعاناة الناتجة عن أعمال العنف والاضطهاد والأزمات والحروب، وبشكل خاص مذبحة كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، حيث أسفرت عن ٤٦ شهيداً وأكثر من ٨٠ جريحاً.
وتناول غبطته بإسهاب "الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، لا سيّما في لبنان وسوريا والعراق، هذه البلدان الثلاثة التي هي في وضع مأساوي بالنسبة للمسيحيين كما لسائر المكوّنات، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأمنياً، وهذا ما يُفقِد الناس، وبخاصّة فئة الشباب، الأمل في عيش كريم ومستقبل آمن ومستقرّ وزاهر، ويدفع بهم إلى المغادرة دون التفكير بالعودة"، مشدّداً أنّ "على السياسيين ولا سيّما على المسيحيين منهم أن يحكّموا ضميرهم الوطني، واضعين الإصبع على الجرح والتعالي عن المصالح الشخصية والفئوية للنهوض بالوطن".
وتطرّق غبطته إلى "الدور الذي تؤدّيه الكنيسة للوقوف إلى جانب أبنائها في أيّام المحنة العصيبة هذه، وما تقوم به مختلف المؤسَّسات الكنسية في مدّ يد المساعدة على قدر الإمكان، وبذل كلّ الجهود لجعل الناس يعيشون بكرامتهم رغم صعوبة الظروف وجسامة التحدّيات".
وتكلّم غبطته عن المؤتمر الذي دعا إليه وعقده مجمع الكنائس الشرقية في مدينة نيقوسيا - قبرص خلال شهر نيسان المنصرم، بمناسبة مرور عشر سنوات على صدور الإرشاد الرسولي "الكنيسة في الشرق الأوسط" لقداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، لافتاً إلى أنّه أعرب عن "عميق الامتنان للإخوة في الغرب من أفراد ومنظَّمات، والذين يقدّمون المساعدات المادّية"، حاثّاً إيّاهم "على التدخّل لدى حكوماتهم في الغرب للإضاءة على ما يعانيه أبناء الكنيسة في الشرق".
وأعرب غبطته عن "القلق الكبير إزاء الأوضاع الراهنة، لكنّنا لا نفقد الأمل والرجاء بيسوع الذي وعدنا أن يبقى معنا حتّى انتهاء الأزمنة، فبعد الألم والموت هناك القيامة. ليس لدينا رجاء إلا بالرب يسوع، إذ لا بدّ لنا من الرجوع إليه لنتمكّن من الاستمرار ومتابعة مسيرتنا على الأرض، وهذا ما نقوله دائماً للشباب"، متسائلاً: "كيف نستطيع إقناعهم بالبقاء في أرض الآباء والأجداد رغم هذه الظروف العصيبة، إذ لم يعد لديهم أمل بمستقبل بلدهم، فالهجرة، مع أنّها تقودهم إلى بلاد توفّر لهم الكرامة وحقوق الإنسان، إلا أنّها تُفرِغ البلاد من أهلها".
لفت غبطته إلى أنّنا "نحتفل اليوم بعيد العنصرة، حلول الروح القدس، وهو عيد اللقاء والاجتماع. في طقسنا السرياني نحثو ونسجد في هذا العيد طالبين حلول الروح القدس، لأنّ الرب يسوع وعدنا أن يمكث معنا ويعلّمنا ويرشدنا ويثبّتنا".
وختم غبطته المقابلة ضارعاً "إلى الروح القدس كي يكون معنا ويقوّي المؤمنين في كلّ مكان، في الشرق كما في الغرب حيث تحدّيات الاندماج في المجتمعات الجديدة. نسأل الروح القدس أن يمنحنا القوّة كي نتابع الشهادة للرب يسوع بالمحبّة والفرح والاندفاع رغم كلّ التحدّيات".
|