في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأربعاء 14 حزيران 2023، رعى غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، حفل تخرُّج طلاب الصفّ الثالث الثانوي في مدرسة ليسيه المتحف - بيروت، والتي تعود إلى البطريركية السريانية الكاثوليكية الأنطاكية، وذلك على مسرح مدرسة دير الشرفة، درعون – حريصا، كسروان، لبنان.
حضر الحفل صاحبا السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار اسحق جول بطرس مدير إكليريكية سيّدة النجاة البطريركية بدير الشرفة ومنسّق رعوية الشبيبة، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية ورئيس مدرسة ليسيه المتحف، والآباء الخوارنة والكهنة في الدائرة البطريركية وفي أبرشية بيروت البطريركية ودير الشرفة، والراهبات الأفراميات، والهيئتان الإدارية والتعليمية في مدرسة ليسيه المتحف، وفي مدرسة دير الشرفة، وأهالي الطلاب الخرّيجين الجدد.
وتوجّه غبطة أبينا البطريرك بكلمة إلى الحاضرين أعرب فيها عن البهجة والسرور بهذه المناسبة، منوّهاً إلى "كلام القديس بولس الرسول عن ابراهيم الذي نسمّيه ابراهيم الخليل، أبي الآباء، إذ يقول عنه إنّ رجاءه كان فوق كلّ رجاء، ونحن أيضاً، وخاصّةً الأهل الأحبّاء والجسم التعليمي والمسؤولون والمسؤولات في مدرسة ليسيه المتحف، عندما نتطلّع إلى شبّاننا وشابّاتنا، علينا أن نذكر ونفكّر ونعيش الرجاء، هذا الرجاء هو فضيلة إلهية، مع الإيمان والمحبّة".
ولفت غبطته إلى أنّ "أحبّاءنا الشبّان والشابّات ينطلقون اليوم إلى مرحلة جديدة في حياتهم، كلّ صلاتنا ودعائنا وأفكارنا معكم كي تتابعوا حمل هذه الشعلة التي قدّمتموها للصفوف التي تأتي بعدكم في المدرسة. هذه الشعلة، شعلة الرجاء رغم كلّ ما يحيط بنا وبكم من ظلام، ظلمة الأزمة المخيفة التي يمرّ بها لبناننا الحبيب".
وأوصى غبطته الخرّيجين الجدد أن يتحلّوا "بالاندفاع والحماس والرغبة، لكن عليكم أن تتنبّهوا للأخطار التي تحيط بكم، ليس فقط الأخطار الخارجية، لكن أيضاً ربّما عظمة الحماس والاندفاع لديكم، لأنّكم فلذات أكباد أهلكم الذين تعبوا عليكم ويرافقونكم حتّى تعيشوا سعداء في حياتكم، والسعادة تكتمل دائماً عندما يعطي الإنسان، هذا العطاء هو الفرح الحقيقي".
وختم غبطته كلمته متمنّياً للخرّيجين الجدد "كلّ البركات التي سيغمركم بها الرب، وحياة سعيدة وكاملة بالعلم والفضيلة والمحبّة والرجاء".
وكان الحفل قد استُهلَّ بالنشيد الوطني اللبناني، وتخلّلته وقفات موسيقية أدّاها طلاب من المدرسة، وكلمات للطلاب الخرّيجين الجدد باللغات السريانية والعربية والفرنسية والإنكليزية، تحدّثوا فيها عن أهمّية المدرسة في مسيرة حياتهم، وأفضالها عليهم، وما زرعَتْه فيهم من مبادئ وقيم سامية.
وألقى الأستاذ الياس جبّور كلمة باسم الأساتذة، تكلّم فيها عن أهمّية الرسالة التي تؤدّيها مدرسة ليسيه المحتف، وأبرز أهدافها، وما تقوم به من دور ريادي في خدمة التربية والتعليم في لبنان.
ثمّ ألقى المونسنيور حبيب مراد، رئيس مدرسة ليسيه المتحف، كلمة عبّر فيها عن الفرح بهذه المناسبة التي هي ثمرة جهود مضنية طوال العام الدراسي، بالاتّكال على الله، مشدّداً على الأهمّية الكبرى التي يوليها آباء الكنيسة للعلم، حتّى أنّهم قاموا ببناء مدرسة بجوار كلّ كنيسة، وهذا ما يفعله غبطته الذي "لم يكتفِ بالمحافظة على هذه الرسالة السامية، بل سعى ولا يزال يسعى باذلاً الغالي والنفيس في سبيل دعمها ونموّها وازدهارها، قناعةً منه أنّ العلم نور المجتمع والوطن، والسلاح الأمضى لتنشئة جيل صالح يكون نواةً لوطن تنتهي فيه الحروب والأزمات، ويسود فيه السلام، وتعمّه الطمأنينة"، شاكراً غبطته، ولافتاً إلى أنّ المدرسة "مَدينة لكم (أي لغبطته) بوجودها واستمراريتها رغم صعوبة الظروف وقساوة الأيّام".
وشكر أعضاء الكادر الإداري والتعليمي في مدرسة ليسيه المتحف لأتعابهم وجهودهم، وإدارة دير الشرفة ومدرسة الشرفة لاستقبالهم هذا الحفل، والأهل الأعزّاء، والطلاب الخرّيجين، موصياً إيّاهم بالانطلاق "إلى معترك الحياة مسلَّحين بالعلم، فتضيئوا غياهب الجهل بنور المعرفة. وكلّنا ثقة بأنّكم ستكونون بناة وطنٍ أدمَتْه الحروب ومزّقَتْه النزاعات، لعلّ جيلكم ينهض به من كبوته ويصلح ما أفسدته الأجيال السابقة".
ووجّه "كلمة وفاء وامتنان إلى كلّ الذين تعبوا في خدمة مدرسة ليسيه المتحف من إكليروس وعلمانيين، منذ تأسيسها وحتّى اليوم"، ذاكراً بالاسم أعضاء الإكليروس منهم، سائلاً "للراقدين منهم الرحمة في الملكوت السماوي، وللذين يتابعون الخدمة النجاح والتوفيق".
وفي خطوة وفاء وامتنان، كرّم المونسنيور حبيب مراد، باسم مدرسة ليسيه المتحف، المربّية الفاضلة الآنسة كلود مدوَّر، مساعدة رئيس المدرسة وأمينة السرّ، تقديراً لخدمتها المتفانية وجهودها المبذولة لأكثر من نصف قرن في المدرسة، فأهداها غبطته درعاً تذكارياً.
ثمّ كرّمت المدرسة غبطتَه لأفضاله العميمة على المدرسة، وعرفاناً بعطاءاته الجمّة التي لا حدود لها للكنيسة وأبنائها وبناتها في كلّ مكان، وتقديراً لجهوده الجبّارة في الحفاظ على رسالة التربية والتعليم، بإهدائه درعاً تذكارياً، عربون محبّة وشكر وتقدير وإكرام ووفاء.
وفي الختام، سلّم طلاب الصف الثالث الثانوي الشعلة إلى زملائهم طلاب الصف الثاني الثانوي. ووزّع غبطته الشهادات على الخرّيجين والخرّيجات الجدد. ثمّ قطع غبطته قالب الحلوى الذي أعدَّتْه إدارة المدرسة احتفاءً بهذه المناسبة، في جوّ من الفرح والبهجة.
|