في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأربعاء 5 تمّوز 2023، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة القديس باتريك اللاتينية في مدينة نياغرا فولس – كندا، وقدّمه من أجل راحة نفس ابن خاله المرحوم اسكندر توكوج (خابوط) الذي تُوفّي في المدينة عينها في شهر آذار المنصرم.
عاون غبطتَه صاحبا السيادة مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب ربيع حبش كاهن رعية يسوع الملك في ديترويت، والأب جيرالد كاهن الرعية. وشارك في القداس جمع من المؤمنين، وفي مقدّمتهم عائلة المرحوم اسكندر وأنسباؤه.
في موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "طوبى لأولئك الذين يجدهم ربّهم يقظين ومستعدّين للقائه"، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن سعادته بالاحتفال بالقداس في هذه الكنيسة المباركة، شاكراً كاهن الرعية على استقباله، ومشيراً إلى أنّنا "عندما نأتي لنصلّي من أجل أعزّائنا الراقدين، نجدّد إيماننا ورجاءنا بالرب يسوع الذي قال لنا: أنا هو القيامة والحياة. ويجب أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجدّ، لأنّنا في القداس الإلهي نردّد ذلك في قانون الإيمان الذي أُعطِي لنا من خلال المجمع المسكوني الأول في نيقية عام 325".
ولفت غبطته إلى أنّ "كنيستنا السريانية الكاثوليكية الأنطاكية هي كنيسة مستقلّة متّحدة مع كرسي روما، ولكن لدينا طقسنا الكنسي الخاص وليتورجيتنا التي فيها نستعمل اللغة السريانية الآرامية، لغة الرب يسوع ووالدته مريم العذراء والرسل والآباء. وعندما كنّا في زيارة الناصرة، صلّينا السلام الملائكي باللغة السريانية أمام مذبح العذراء هناك، طالبين من أمّنا مريم أن تنظر إلينا وتستجيبنا ونحن نرنّم ونصلّي باللغة التي تفهمها وقد تكلّمت بها، ولا سيّما أن تستجيب إلى طلباتنا وتلبّي احتياجات المسيحيين في الشرق الأوسط".
ونوّه غبطته إلى أنّ "اسكندر الغالي الذي نذكره في هذا القداس كان هنا معنا منذ قرابة أربعين سنة حين احتفلنا بالقداس وباركنا إكليل زواجه من العزيزة ليزا التي تذكر ذلك اليوم جيّداً، لأنّها فيه اتّحدت مع اسكندر بسرّ الزواج، هذا السرّ الذي نبقى أمناء له، نحن المسيحيين، فهو ليس فقط عقداً بين رجل وامرأة، أو ربّما كما في هذه الأيّام الأخيرة بين رجل ورجل، أو بين امرأة وامرأة. سرّ الزواج هو اتّحاد بين الرجل والمرأة كي يؤسّسا عائلة مسيحية كما أوصى الرب يسوع".
واعتبر غبطته أنّنا "بالطبع لسنا كاملين، ولكلٍّ منّا تحدّياته ونقائصه، ولكن علينا أن نفتخر بأولئك الذين بقوا أمناء لعهدهم بالاتّحاد معاً بسرّ الزواج. فهو ليس بعقد مدني أو اجتماعي أو تجاري، بل هو اتّحاد، إذ به أصبح الزوجان جسداً واحداً بالرب يسوع".
وأكّد غبطته على أنّنا "نحافظ دوماً على الرجاء بأنّ شبّاننا وشابّاتنا الحاضرين هنا سيتذكّرون على الدوام محبّة أهلهم وكلّ ما قدّموه وضحّوا به من أجلهم، كي يكونوا أقوياء وأمناء للرب يسوع، ابن الله والمحبّة الكاملة، وهو الطريق والحقّ والحياة، وهو الذي علّمنا أن نحبّ بعضنا بعضاً، وألا نبغض أحداً، وأن نُنشِئ عائلاتٍ صالحةً ومجتمعاً سلامياً".
وختم غبطته موعظته ضارعاً إلى الرب يسوع وحاملاً بصلاته "هذه الرعية المباركة، رعية القديس باتريك في نياغرا فولس، بكاهنها ومؤمنيها، كي تبقى على الدوام أمينةً للرب يسوع الذي دعاها كي تكون شعب الله المؤمن الذي يحيا بالمحبّة ويشهد بشجاعة للرب يسوع، النور والقيامة".
وقبل نهاية القداس، أقام غبطته تشمشت (خدمة) المؤمنين الراقدين راحةً لنفس المرحوم اسكندر.
وبعدما منح غبطته البركة الختامية، انتقل مع الأساقفة والكهنة والمؤمنين إلى مقبرة الرعية، حيث رفع الصلاة أمام مدفن المرحوم اسكندر، سائلاً الله أن يمتّعه بميراث الملكوت السماوي مع الأبرار والصالحين، ويمنح زوجته وأولاده وإخوته والأهل والأقارب والمحبّين نعمة الصبر والعزاء.
|