في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس ١٧ آب ٢٠٢٣، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة رسمية إلى دولة رئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العراقية السيّد محمّد شياع السوداني، وذلك في مقرّ دولته في بغداد، العراق.

    رافق غبطتَه صاحبُ السيادة مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

    حضرت اللقاء معالي وزيرة الهجرة والمهجَّرين في الحكومة العراقية إيفان جابرو.

    خلال اللقاء، رحّب دولته بغبطته أجمل ترحيب، معبّراً عن سروره بلقائه، مشيداً بأصالة المكوّن المسيحي في العراق، وأهمّية حضوره في أساس تكوين هذا الشعب وعلى ساحة الوطن، مؤكّداً على استمرار الحكومة برعاية المواطنين وتعزيز التقارب والتلاقي الفكري والإنساني بين جميع المكوّنات، ترسيخاً لقِيَم العيش المشترك ومبادئه ودوره في حفظ وحدة الشعب في تنوُّع مكوّناته وتضامنها وتماسُكها واحترامها لبعضها البعض.

    وتناول دولته مختلف المشاريع التي تقوم بها الحكومة على مختلف الأصعدة لخدمة المواطنين والتأسيس للاستقرار الشامل، ولا سيّما فئة الشباب الذين هم محرّك المجتمع ومستقبله الزاهر.

    ومن جهته، وجّه غبطته الشكر لدولته على استقباله الحارّ، معرباً عن سعادته بزيارة دولته واللقاء به للمرّة الثانية في هذا العام، مثمّناً ما يقوم به دولته ومعاونوه للنهوض بالعراق والاهتمام بمكوّناته الوطنية كافّةً، ولا سيّما بالمكوّن المسيحي الأصيل والمؤسِّس، مستذكراً باعتزاز وثناء الزيارة المشكورة والمشجّعة لدولته إلى بلدات سهل نينوى حيث عقد لقاءات هادفة إلى تلبية احتياجات أبناء المنطقة لما فيه ازدهارها.

    وكرّر غبطته استنكاره وشجبه لحرق القرآن الكريم، رافضاً رفضاً قاطعاً هذا النوع من الأعمال المشينة والمسيئة إلى الديانات، وهي تصرّفات غير مقبولة وتشكّل تعدّياً سافراً على الحرّيات، وخصوصاً الحرّية الدينية.

    ولفت غبطته إلى أهمّية الجهود التي يبذلها دولته للتطوير والتحديث في مختلف القطاعات وعلى مستوى كلّ فئات المجتمع، خاصّة الشباب عماد المستقبل وعلامة ازدهار الوطن، منوّهاً بترؤُّسه خلال زيارته هذه إلى العراق اجتماعاً لمطارنة الأبرشيات السريانية الكاثوليكية الأربع، لبحث شؤون المؤمنين فيها، ودراسة الاستعدادات والتحضيرات الجارية لعقد اجتماع السينودس المقدس لأساقفة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في دورته العادية لهذا العام في قره قوش (بغديدا) - العراق، من ١٠ حتّى ١٥ أيلول ٢٠٢٣، وما سيحمله هذا الحدث التاريخي الهامّ من آثار إيجابية على الحضور المسيحي في العراق.

    وقد أبدى دولته ترحيباً لافتاً بانعقاد السينودس المقدس للكنيسة السريانية الكاثوليكية لهذا العام في العراق، مشدّداً على أهمّية هذه الخطوة التي تُبرِز الصورة الحقيقية لهذا البلد، وعراقة الحضور المسيحي فيه، والانفتاح الثقافي والتلاحم بين جميع مكوّناته.

    كما تناول غبطته مع دولته الوضع العام في لبنان، فأشار غبطته إلى أنّ الوضع سيّئ للغاية بسبب الأزمات التي تعصف به على كلّ صعيد، شاكراً العراق العزيز، حكومةً وشعباً، لوقوفه إلى جانب لبنان ودعمه على الدوام، ومتمنّياً أن تتحسّن الأحوال في لبنان وينهض من محنته.

    ورفع غبطته الصلاة من أجل جميع المسؤولين الذين يعملون في خدمة العراق العزيز بروح النزاهة والشفافية والاستقامة، داعياً لهم بالتوفيق لما فيه خير الوطن وشعبه.

    وفي الختام، ودّع دولتُه غبطتَه كما استقبله بالحفاوة والإكرام والتقدير.