في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٣، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في أمسية صلاة من أجل السلام، برئاسة قداسة البابا فرنسيس، وذلك في بازيليك مار بطرس، في الفاتيكان، وذلك بناءً على دعوة قداسته لتخصيص هذا اليوم للصلاة والصوم والتوبة ولطلب عطيّة السلام للعالم.
شارك في هذه الرتبة أيضاً عدد من أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية، وأعضاء الجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الروماني من أصحاب النيافة الكرادلة وأصحاب السيادة المطارنة، وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وعلمانيات من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن مشاركة إكليروس وجماهير غفيرة من المؤمنين من مختلف البلدان والقارّات.
وشارك من كنيستنا السريانية الكاثوليكية في هذه الرتبة: الأخت هدى فضّول من رهبانية دير مار موسى الحبشي في النبك - سوريا، والأستاذ سعد أنطي مدير مركز مار أسيا الحكيم في أبرشية الحسكة ونصيبين، وهما يشاركان في السينودس.
كما رافق غبطةَ أبينا البطريرك إلى هذه الأمسية صاحبُ السيادة مار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا.
تخلّلت الأمسية وقفة صلاة من أجل السلام، تخلّلتها صلاة مسبحة الوردية، وسجود للقربان المقدّس.
وفي نهاية صلاة المسبحة، تلا قداسة البابا فرنسيس كلمة صلاة تأمّلية توجّه خلالها إلى الرب يسوع، بشفاعة أمّه مريم العذراء، مبتهلاً وطالباً عطيّة السلام للعالم، وبشكل خاصّ للبلدان التي تعذّبها الحروب والنزاعات والصراعات وأعمال العنف والقتل والتدمير، فقال قداسته: "يا أمّ الله وأمّنا، نأتي إليكِ، ونبحث عن ملجأ في قلبك الطاهر. نوكل إليكِ ونكرّس لكِ حياتنا، وكلّ جزء من كياننا، كلّ ما لدينا وما نحن عليه، إلى الأبد. نكرّس لكِ الكنيسة لكي تكون، من خلال شهادتها للعالم لمحبّة يسوع، علامة انسجام وأداة سلام. نكرّس لكِ عالمنا، ولا سيّما البلدان والمناطق التي تعيش في حالة حرب".
وأردف قداسته: "نطلب الرحمة يا أمّ الرحمة، والسلام يا ملكة السلام! هزّي نفوس الذين تُقيِّدهم الكراهية، وحوّلي الذين يؤجّجون الصراعات ويثيرونها. جفّفي دموع الأطفال، وساعدي الأشخاص الوحيدين والمسنّين، أُعضدي الجرحى والمرضى، احمي الذين اضطرّوا إلى مغادرة أرضهم وأحبّائهم، عزّي المحبَطين، وأيقظي الرجاء… فعندما على الجلجلة اخترق سيفٌ نفسَكِ، أنتِ، أيّتها المرأة المتواضعة والقويّة، نسجتِ ليل الألم برجاءٍ فصحي".
وتابع قداسته: "علّمينا أن نقبل الحياة – كلّ حياة بشرية! – ونعتني بها، وننبذ جنون الحرب التي تزرع الموت وتمحو المستقبل… إمسكينا بيدنا، وأرشدينا إلى التوبة، واجعلينا نعيد الله إلى المقام الأول في حياتنا. ساعدينا لكي نحافظ على الوحدة في الكنيسة، ولكي نكون صانعي شركة في العالم. ذكّرينا بأهمّية دورنا، واجعلينا نشعر أنّنا مسؤولون عن السلام، ومدعوّون للصلاة والعبادة، وللتشفُّع والتعويض من أجل الجنس البشري بأكمله".
وأكّد قداسته على أنّه "لا يمكننا أن ننجح بمفردنا، وبدون ابنكِ لا نستطيع أن نفعل شيئاً. لكنّكِ تُعيديننا إلى يسوع، الذي هو سلامنا… إنَّ الشعب الأمين يدعوكِ فجر الخلاص، إفتحي لنا، أيّتها الأمُّ، بصيص نور في ليل الصراعات. أنتِ، يا مسكن الروح القدس، ألهمي قادة الأمم دروب سلام. أنتِ، يا سيّدة جميع الشعوب، صالحي أبناءكِ الذين أغواهم الشرّ، وأعمَتْهُم السلطة والكراهية. أنتِ القريب من كلّ فرد منّا، قصّري مسافاتنا".
وختم قداسته كلمته التأمّلية متشفّعاً بالعذراء مريم: "أنتِ، التي تتعاطف مع الجميع، علّمينا أن نعتني بالآخرين. أنتِ يا من تُظهرين حنان الرب، اجعلينا شهوداً لتعزيته. أنتِ، يا ملكة السلام، أُسكبي تناغُم الله في قلوبنا".
وفي ختام وفقة الصلاة، جثا جميع الحاضرين ساجدين للقربان المقدس، ثمّ نالوا البركة.
|