في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الثلاثاء 25 حزيران 2024، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي لإرسالية مار يوسف السريانية الكاثوليكية في مدينة بواتييه Poitiers – فرنسا.
عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح رئيس أساقفة دمشق، ومار يعقوب جوزف شمعي رئيس أساقفة الحسكة ونصيبين، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب نبيل ياكو كاهن الإرسالية، والأب مجيد عطالله كاهن ليون. وخدم القداس الشمامسة وأعضاء الجوق، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين من أبناء هذه الإرسالية، والذين حضروا هذه المناسبة بلهفة بنوية وبشوق كبير لنيل بركة غبطته في زيارته الأبوية التفقّدية الأولى لهم.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة ابينا البطريرك عن "سرورنا العميق جداً أن نأتي إليكم لنزوركم ونتفقّد أحوالكم للمرّة الأولى، وأن نحتفل معكم بالقداس الإلهي، يرافقنا ثلاثة رؤساء أساقفة أجلاء من آباء سينودس كنيستنا السريانية الكاثوليكية، والآباء الكهنة، وجميعنا جئنا بمحبّة كبيرة لنلتقي بكم بالفرح والرجاء".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "سمعنا من كاتب الرسالة إلى العبرانيين يذكّر المؤمنين أنّهم تحمّلوا الكثير في الأيّام السالفة من أجل الإيمان، لكنّ عليهم اليوم أن يسترجعوا ثقتهم بالرب يسوع. وهذا الأمر ينطبق تماماً وبشكل كامل عليكم أنتم، أعضاء جماعتنا السريانية الكاثوليكية هنا في بواتييه. فقد عانيتم الكثير، وتكبّدتم الاستشهاد والإعتراف بالإيمان، مع الاضطهاد من أجل المسيح، لا سيّما في مذبحة شهداء كاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد، والتي نسأل الله أن يؤهّلنا، مع سيادة أخينا المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد، أن نكمل ملفّ دعوى تطويبهم، ونفرح سويّةً بإعلانهم طوباويين في الكنيسة. وها أنتم اليوم مدعوون إلى إعادة عيش الثقة بربّنا يسوع المسيح".
ولفت غبطته إلى أنّكم "استُقْبِلتُم في فرنسا من قِبَل الأصدقاء الفرنسيين الأعزّاء، وخاصّةً من قِبَل الكاثوليك في بواتييه، والذين عملوا كلّ ما بوسعهم كي يوفّروا لكم الاستقبال العائلي المسيحي، لذا نعتّز بأهل بواتييه الكاثوليك الأحبّاء تمام الاعتزاز".
وأوصى غبطته المؤمنين قائلاً: "لا تفقدوا أبداً الثقة بالرب يسوع الذي وعد أنّه سيبقى معنا كلّ الأيّام حتّى نهاية العالم. وفي الإنجيل المقدس بحسب القديس متى، والذي تُلِيَ على مسامعنا منذ قليل، سمعنا نصّ الحدث الذي يدور بين يسوع وتلاميذه، حين هبّت عاصفة قوية جداً، بحيث أنّه لم يعد بإمكان الرسل أن ينقذوا السفينة. أمّا يسوع الذي يظهر متعباً، نجده نائماً في مؤخّرة السفينة. لذا ذهب التلاميذ إليه، وأيقظوه وسألوه لماذا تركهم في خضمّ هذه العاصفة وحدهم، فيما هو نائم، ودعوه كي يقوم ويعينهم، فقام يسوع وهدّأ العاصفة. وهذا الأمر لم يذهل التلاميذ فقط، بل جعلهم يقرّون ويعترفون بإيمانهم بأنّ يسوع هو الله المخلّص".
وأكّد غبطته على أنّنا "نحن كبطريرك وأب عام لكم ولأبناء كنيستنا السريانية الكاثوليكية وبناتها في كلّ مكان في العالم، شرقاً وغرباً، نحبّكم كثيراً، وكذلك الأساقفة والكهنة يحبونّكم جداً. إنّنا نتّكل عليكم كي تحافظوا على المحبّة، وعلى إيمان آبائكم وأجدادكم، وعلى التقاليد التي حملتموها إلى هنا، وهكذا نفتخر بكم".
وختم غبطته موعظته متوجّهاً إلى أبناء الإرسالية السريانية الكاثوليكية في مدينة بواتييه: "نحن فَرِحون جداً أن نكون معكم هنا ونحتفل بهذا القداس. نذكّركم أنّه أينما كنّا، فالرب يسوع هو معنا، يسوع هو مخلّصنا، وهو صديقنا. فلنكن أمناء ومُخلِصين له، ولا نخجل أبداً من المجاهرة بأنّنا أتباع يسوع وأحبّاءه".
وبعد أن منح غبطة أبينا البطريرك البركة الختامية، انتقل غبطته إلى قاعة الكنيسة، حيث تحلّق حوله الإكليروس والمؤمنون، والتقوا به بعد طول انتظار، في لقاء رائع جمع الأب مع أبنائه، وسط جوّ من الفرح الروحي.
|