الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس لإرسالية مار أفرام السريانية الكاثوليكية في كانبرا – أستراليا

 
 

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة 5 تمّوز 2024، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي لإرسالية مار أفرام السريانية الكاثوليكية في العاصمة الأسترالية كانبرا Canberra.

    عاون غبطتَه أصحابُ السيادة: مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السنيودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب يوحنّا إينا كاهن إرسالية سيدني والمكلَّف بخدمة إرسالية كانبرا، والأب ماجد آل حنّا الكاهن المساعد في إرسالية سيدني، بحضور ومشاركة كاهن الرعية اللاتينية في المنطقة، وكهنة الكنائس الشرقية الشقيقة الكاثوليكية والأرثوذكسية في كانبرا. وخدم القداس الشمامسة، وأعضاء الجوق، بمشاركة جموع غفيرة من المؤمنين من أبناء هذه الإرسالية، والذين قَدِموا بكلّ فرح وبلهفة بنوية لاستقبال غبطته ونيل بركته والمشاركة في هذا القداس.

    وبعد الإنجيل المقدس، وبتكليف من غبطة أبينا البطريرك، ألقى سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى موعظة روحية تحدّث فيها سيادته عن "إنجيل اليوم الذي كان محور أحاديثنا في هذه الأيّام بشكل آخر، ألا وهو حاجة العاصمة كانبرا وبرسبن ونيوزيلندا، ومناطق أخرى في أستراليا، ثمّ في العالم أجمع، إلى كهنة مبشّرين، إلى رسل يحملون كلمة الله إلى العالم. ولا نفكّر هنا بإيصال البشارة إلى غير المؤمنين فقط، بل أيضاً بإيصالها إلى المؤمنين ذاتهم، لأنّ عدد الكهنة قليل، وأقلّ من المطلوب، رغم بعض الأنباء المفرحة في الأيّام الأخيرة عن إحصائيات في بعض البلاد، مثل فرنسا بالذات، تفيد أنّ الرسامات الكهنوتية في السنة الماضية ازدادت بشكلٍ ما عن السنوات السابقة".

    ونوّه سيادته إلى أنّ "الكنيسة بحاجة اليوم إلى رسل يحملون إنجيل يسوع المسيح وبشارته إلى العالم، فالرب يسوع لم يأتِ كي يؤسّس كنيسة محدَّدة ومحدودة، إذ أنّ كلمته مُرسَلة إلى العالم أجمع، إلى الخلق أجمعين على ما يقول في الإنجيل المقدس. والرب يسوع يرسلهم، بحسب إنجيل اليوم، إثنين اثنين، ثمّ يوصيهم قائلاً: لا تسلّموا على أحد في الطريق، بالحقيقة ليس المقصود هنا سلام التحيّة، إنّما يريد الرب أن يركّز على المهمّة الرسولية وعدم تضييع الوقت في الطريق، خشية أن يغيب الهدف الأساسي من الرسالة التي يقتضي حملُها بأمانة".

    ولفت سيادته إلى أنّ "الرب يسوع وجّه هذا الكلام إلى الرسل، ويوجّهه اليوم إلى الكهنة، وإلينا جميعاً. فالعالم ينتظر منّا أولاً أن نحمل هذه الشهادة بحياتنا ومثالنا، هذه هي البشرى الأولى، فالأب والأمّ اللذين، بمثال حياتهما ومحبّتهما وتفاهُمهما مع بعضهما، لا يحتاجان كرازةً عن الطاعة والتربية، بل يقدّمانها بحياتهما وبالمحبّة التي تربطهما وبالإخلاص الذي يعيشانه. ونحن أيضاً نحمل هذه الرسالة، والمطلوب منّا اليوم أن نصلّي من أجل الدعوات، كي يرسل لنا الرب رسلاً شباباً لهم الاستعداد، ومحمَّلين ومهيَّئين ومزيَّنين بمتطلّبات الرسالة، وخاصّةً بالقناعة التي تجعل من الكاهن والرسول، قبل كلّ شيء، مبشّراً بيسوع المسيح، عوض أن يبشّر بذاته".

    وأشار سيادته إلى أنّنا "كنّا نتكلّم قبل بضعة أيّام عن موضوع مشابه، بمقدار ما نعمل ونحقّق من أحلامنا ونوصل إلى الشعب من بركات رسالة يسوع المسيح والتبشير بإنجيله، نحن الكهنة، لا نزال نقوم بأقلّ من الحدّ الأدنى المطلوب منّا. فأحياناً قد ينال منّا الغرور، فنتغنّى بما حقّقناه وعملناه وبنيناه، وننسى بأنّ الأساس هو رسالة يسوع المسيح التي هي وحدها الباقية، أمّا نحن فذاهبون وزائلون".

    وختم سيادته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع أن يبارك قلوبكم ومقاصدكم، ويستجيب إلى صلاتكم وإلى دعائنا جميعاً، أن يرسل لنا كهنة مبشّرين حقيقيين إلى أرض أستراليا".

    وقبل البركة الختامية، وجّه المونسنيور حبيب مراد، بتوجيه من غبطته، كلمة إلى المؤمنين، شكرهم فيها "على حضوركم ومشاركتكم في هذا القداس، كما على تمسُّككم بإيمانكم بالرب يسوع بالرغم من التحدّيات"، معرباً عن "اعتزاز غبطته بكم، وسروره بزيارتكم للمرّة الثانية"، مثنياً على "التزامكم بطقسكم السرياني العريق، وتعلُّقكم بتراث آبائكم وأجدادكم الذي حملْتُموه معكم من بلادكم الأمّ في الشرق"، مشدّداً على "ضرورة صون هذا الإيمان والتراث الأصيل وتربية أولادكم عليه، كما على أهمّية المحافظة على العلاقات والصلات الوثيقة التي تربطكم بأهلكم وأحبّائكم في بلاد مَنشئِكم في الشرق"، مؤكّداً على "صلاة غبطته من أجلكم ومن أجل عائلاتكم".

    وشكر جميع المشاركين في هذا القداس، من أصحاب السيادة الأساقفة والآباء الكهنة، لا سيّما الأبوين يوحنّا إينا وماجد آل حنّا، والشمامسة وأعضاء الجوق، سائلاً الله أن يباركهم ويوفّقهم.

    وكان الأب يوحنّا إينا قد رحّب بغبطته وبأصحاب السيادة والكهنة، باسم إرسالية مار أفرام في كانبرا، معبّراً عن البهجة والسرور باستقبال غبطته في زيارته الأبوية الرسولية الثانية هذا، والتي فيها يتفقّد غبطته المؤمنين في هذه الإرسالية، بما له من روح أبوّة، وما يحمله من محبّة كبيرة، وما يوليه من عناية بأبناء الكنيسة في كلّ مكان، ضارعاً إلى الرب أن يحفظه بالصحّة والعافية والعمر المديد.

    وبعدما منح غبطةُ أبينا البطريرك البركةَ الختامية، انتقل إلى قاعة الكنيسة حيث التقى بالمؤمنين في لقاء أبوي جميل جمع الأب بأبنائه الروحيين، في جوّ عائلي من المحبّة والفرح الروحي.

 

إضغط للطباعة