الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يترأّس الاحتفال الرسمي بمناسبة وضع حجر الأساس لكنيسة العائلة المقدسة السريانية الكاثوليكية في سيدني – أستراليا

 
 

    في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الإثنين 8 تمّوز 2024، ترأّس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الاحتفال الرسمي بمناسبة وضع حجر الأساس لكنيسة العائلة المقدسة السريانية الكاثوليكية في سيدني Sydney - أستراليا.

    حضر هذه المناسبة أصحابُ السيادة والنيافة رؤساء الكنائس الشقيقة في سيدني: Anthony FISHER رئيس أساقفة أبرشية سيدني اللاتينية، ومار ملاطيوس ملكي ملكي النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في أستراليا ونيوزيلندا، وإميل نونا مطران أستراليا ونيوزيلندا للكلدان، ومار ميليس زيّا مطران أستراليا ونيوزيلندا ولبنان لكنيسة المشرق الآشورية، والأنبا دانيال مطران سيدني للأقباط الأرثوذكس، وباسيل قدسيّة مطران أستراليا ونيوزيلندا والفيلبين للروم الأرثوذكس، والمونسنيور باسيل سوسنيان المسؤول عن الإرساليات الأرمنية الكاثوليكية في أستراليا، والمونسنيور مرسيلينو يوسف ممثّلاً مطران أستراليا للموارنة شربل أنطوان طريبه الغائب بداعي السفر، والأرشمندريت فادي سلامة ممثّلاً مطران أستراليا للروم الملكيين الكاثوليك روبير ربّاط الغائب بداعي السفر، وعدد من الآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس في سيدني.

    كما حضر هذا الاحتفال أصحابُ السيادة المرافقون لغبطته: مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، وكهنة كنيستنا السريانية الكاثوليكية في أستراليا: الخوراسقف فاضل القس اسحق كاهن إرسالية ملبورن، والأب يوحنّا إينا كاهن إرسالية سيدني، والأب ماجد آل حنّا الكاهن المساعد في إرسالية سيدني.

    كما حضر عدد من المسؤولين الرسميين في الحكومة الأسترالية، في مقدّمتهم معالي وزير التغيّر المناخي والطاقة Chris BOWEN، ممثّلاً دولة رئيس الحكومة Anthony ALBANESE، وعدد من المسؤولين المحلّيين في سيدني، والسيّدة انتصار الداوودي القنصل العام للعراق في سيدني، وجمع من المدعوين، واللجنة المكلَّفة تنفيذ مشروع الكنيسة.

    استُهِلّ الاحتفال بالنشيد الوطني الأسترالي، ثمّ رنّم الجميع الصلاة الربّانية باللغة السريانية. وألقيت كلمات عدّة من عمدة ليفربول، ومن أعضاء في البرلمان الأسترالي، أشادت بهذا الإنجاز الهامّ، وأعربت عن السعادة بوجود أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية كعناصر فاعلة في المجتمع المحلّي في المنطقة.

    وتُلِيَت رسالة من دولة رئيس حكومة أستراليا Anthony ALBANESE قدّم فيها التهنئة لغبطة أبينا البطريرك وللكنيسة السريانية الكاثوليكية في سيدني على هذا الحدث المميَّز في مسيرتها في أستراليا، شاكراً غبطته على زيارته الراعوية الثانية إلى أستراليا، ومؤكّداً على أنّ هذا البلد هو وطن الحرّية والاحترام والانفتاح.

    وألقى الأب يوحنّا إينا كلمة توجّه خلالها بالشكر الجزيل من غبطته ومن جميع الحاضرين، مستعرضاً محطّات بارزة من تاريخ حضور الكنيسة السريانية الكاثوليكية في سيدني، وأبرز المراحل التي مرّ بها مشروع  كنيسة العائلة المقدسة وصولاً إلى وضع حجر الأساس، شاكراً جميع الذين تعاونوا معه لإعداد هذه المناسبة.

    كما ألقى سيادة المطران Anthony FISHER كلمة عبّر فيها عن سروره بحضور هذا الاحتفال الذي يشكّل مناسبة هامّة جداً في حياة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في سيدني وأستراليا، هذه الكنيسة التي أسّس إرساليتها في سيدني المرحوم الخوراسقف ميشيل برباري، وتلاه عدّة كهنة، ونمت الرعية أكثر فأكثر، خاصّةً نتيجة الأوضاع في العراق، إذ من المؤسف جداً أنّ عدد المؤمنين يتناقص في الأرض الأمّ في الشرق، حيث أنّ كثيرين غادروا أرضهم وانتقلوا إلى بلاد أخرى، ومن بينها أستراليا، ونحن ككنيسة لاتينية نفرح ونمدّ يد المساعدة لهم، وندعم وجودهم لتأمين العبادة للرب والخدمة الروحية للمؤمنين.

    وأشار سيادته إلى انّه في العام 1994 تمّ تأسيس الكنيسة السريانية الكاثوليكية الأولى في سيدني، كنيسة أمّ الرحمة، واليوم سيضع صاحب الغبطة حجر الأساس لكنيسة جديدة باسم العائلة المقدسة لهذه الجماعة التي تنمو بسرعة ملحوظة في سيدني، شاكراً الله على كلّ النِّعَم التي يفيضها على الكنيسة السريانية في سيدني، موجّهاً الشكر الجزيل لغبطته على التفاتته الأبوية بهذه الزيارة الراعوية الثانية إلى أستراليا، متمنّياً أن تتكلّل بالنجاح، وداعياً لغبطته بالصحّة والعافية.

    وكانت مسك الختام كلمة لغبطة أبينا البطريرك، استهلّها بالتعبير عن شكره الجزيل لجميع الحاضرين في هذه المناسبة، معرباً عن فرحه واعتزازه بترؤّس هذا الاحتفال التاريخي في حياة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في سيدني، معبّراً عن "الارتياح الكبير لما نعاينه ونلمسه من تناغم بين مختلف مكوّنات الشعب الذي يمثّل أستراليا، سواء أصحاب النيافة والسيادة والكهنة والرهبان والراهبات، أو السلطات المدنية التي تخدم الشعب في سيدني، أو عموم المواطنين فيها".

    ونوّه غبطته إلى أنّنا "كنّا هنا في زيارتنا الأولى لأستراليا في شباط 2013، حيث تشرّفنا أن نحلّ ضيوفاً على المثلَّث الرحمات الكردينال جورج بيلّ، رئيس أساقفة سيدني آنذاك، والذي كان زميلاً لنا في الدراسة في روما، وكنّا نتكلّم معه بالإيطالية، وقد التقينا به للمرّة الأخيرة في بازيليك مار بطرس في روما قبل أسابيع من وفاته، ونحن على ثقة أنّه الآن يتمتّع بميراث الملكوت السماوي ويصلّي من أجلنا".

    ولفت غبطته إلى أنّنا "ممتنّون جداً لحضوركم جميعاً اليوم، ولمشاركتنا هذا الاحتفال ورتبة وضع حجر الأساس لكنيسة العائلة المقدسة الجديدة، وهي الكنيسة الثانية لنا في سيدني بعد كنيسة أمّ الرحمة. فقد ازدادت هجرة أبنائنا إلى أستراليا على أثر هجوم الإرهابيين وسيطرتهم على الموصل وقرى وبلدات سهل نينوى، فاقتُلِع شعبنا المسيحي، السرياني والكلداني والآشوري والأرمني، الكاثوليك والأرثوذكس، جراء رعب المتطرّفين الذين يقتلون الناس باسم الله، وهذا ليس مقبولاً أبداً، لأنّ الله هو المحبّة. لذا، علينا أن نجاهر بالحقيقة كما هي، فللأسف لا يزال الناس في عصرنا الحاضر يلاحَقون، ويُقتلَعون من أرضهم، ويُقتَلون باسم الدين".

    وأكّد غبطته على أنّكم "تشاركوننا اليوم في هذا الاحتفال وفي رتبة وضع حجر الأساس لكنيسة العائلة المقدسة، ونحن جماعة صغيرة العدد اقتُلِعت من أرضها الأمّ في الشرق، ونحن نتطلّع دوماً إلى أستراليا، هذا البلد العزيز الذي فتح ذراعيه وقلبه لاستقبال أبنائنا، كي يبقى على الدوام بلد الانفتاح على الجميع، على تنوُّع دياناتهم وثقافاتهم وحضاراتهم. فإنّ شعبنا الذي أُرغِم على ترك أرض الآباء والأجداد في الشرق يودّ أن يحيا بالكرامة الإنسانية والحرّية الدينية، كما أنّ أبناءنا يبذلون كلّ الجهود، ويتفانون كي ينخرطوا ويساهموا بفعالية في حياة هذا البلد المبارك، ونحن نعرف أنّ هناك الكثير من الوافدين إلى هنا من أبناء كنيستنا وسائر الكنائس الشرقية في لبنان وسوريا والعراق، وقد أضحوا مواطنين في هذا البلد، يسعون بكلّ طاقاتهم كي يُظهِروا أنّنا نمثّل المسيحية الأولى التي نقلت الرسالة والبشرى السارّة عبر إيفاد المبشّرين، ليس فقط إلى الغرب، بل عبر الغرب أيضاً إلى الشرق الأقصى. نجدّد شكرنا، بارككم الرب".

    بعدئذٍ اختُتِم الاحتفال إيذاناً ببدء رتبة وضع حجر الأساس لكنيسة العائلة المقدسة. 

 

إضغط للطباعة