في تمام الساعة السابعة من مساء يوم الإثنين 15 تمّوز 2024، عقد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، لقاءً أبوياً مع العاملين في اللجان والفعاليات وسائر النشاطات المتعدّدة في إرسالية الروح القدس السريانية الكاثوليكية في مدينة ملبورن Melbourne– أستراليا، وذلك في كنيسة الروح القدس في ملبورن.
حضر هذا اللقاء أصحابُ السيادة: مار باسيليوس جرجس القس موسى الزائر الرسولي في أستراليا ونيوزيلندا، ومار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السينودس المقدس، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والخوراسقف فاضل القس إسحق كاهن إرسالية ملبورن.
خلال اللقاء، تحدّث الخوراسقف فاضل القس إسحق الذي عرّف باللجان والفعاليات بشكل عام، وأعطى لمحة موجزة عن نشأة الإرسالية وأبرز محطّاتها حتّى هذا اليوم، وطبيعة العمل والخدمة في الإرسالية، ليعقبه المسؤولون والمشرفون على كلّ لجنة وفعالية، كلاً بدوره، متناولاً نبذة عن اللجنة الموكلة إليه.
وكانت مسك الختام كلمة أبوية توجيهية لغبطة أبينا البطريرك، أعرب خلالها عن "الفرح الذي يملأ قلبنا الأبوي وقلوب إخوتنا أصحاب السيادة الأساقفة والآباء الكهنة، بعد سماعنا هذه الكلمات المعبّرة عن مختلف الفعاليات والنشاطات في هذه الإرسالية المباركة. نعم، فالكنيسة تُبنى بيد أبنائها وبناتها، وبشكل خاص كنيسة الانتشار، وبهذا البناء نشهد لإيماننا وتراثنا ورسالتنا، أن نكون شهود هذا الإيمان المقدس بالرب يسوع، وتعليم الكنيسة وتقاليدها التي حملناها معنا من بلادنا ومناطقنا في أرض الآباء والأجداد".
ونوّه غبطته إلى أنّ "المسيحي الملتزم لا يتلقّى فقط، بل عليه أن يعطي ويقدّم ما وهبه الرب له من مواهب الروح القدس، هذه المواهب التي يستعملها للشهادة الإيمانية في حياته، وليس أحدٌ منّا بدون موهبة. لدينا مَثَل الوزنات الذي أعطاه الرب يسوع، ونحن نتساءل أحياناً لماذا أعطى الرب شخصاً خمس وزنات، وآخر وزنتين، وآخر وزنة واحدة. لكنّنا نعلم أنّ الرب هو الأب المحبّ والحكيم، يعرف أولاده أكثر ممّا يعرف الأولاد ذواتهم".
ولفت غبطته إلى أنّ "الرب منحَنا هذه المواهب كي نثمّرها بوزنات في حياتنا، وفي بلاد الانتشار هنا، تثمير الموهبة ضروري، والاستفادة من الوقت مهمّة جداً، فقد أتيتم من منازلكم، منها البعيد ومنها الأقرب، لكنّ الوقت بالتأكيد مهمّ كثيراً بالنسبة إليكم، وأيضاً السخاء بالعطاء للكنيسة. من هنا نتعلّم الثلاث تاءات: الموهبة – الوقت - السخاء Three Tees: Talent – Time – Treasure".
وأشار غبطته إلى أنّنا "نفتخر كثيراً أنّ أكبر وأجمل كنيسة في العراق، كنيسة الطاهرة الكبرى في قره قوش، بناها أبناء وبنات بغديده – قره قوش بالذات، في عهد المثلَّث الرحمات المطران جرجس دلال، في ثلاثينات القرن الماضي. فهذا الأمر يجعلنا نفتخر أنّ آباءنا وأجدادنا بنوا هذه الكنيسة الجميلة التي زارها قداسة البابا فرنسيس، وباركها وأُعجِب بها، لأنّها حقيقةً أجمل وأكبر كنائس العراق، ومن أجمل وأكبر الكنائس في الشرق".
وأكّد غبطته على أنّ "هذا الأمر يدفعنا أكثر كي نتّكل على الله، فنحن نستطيع بناء بيت الرب، وليس هناك من لا يستطيع أن يساهم في هذا البناء. وقد فرحنا كثيراً ونحن نسمع منذ قليل من سيّدات منتدى المرأة وجماعة الصلاة والتربية المسيحية أنّ أخواتنا وبناتنا هنا في ملبورن يساهِمْنَ في دفع الرعية إلى الأمام، إلى جانب دور الشبيبة التي سنلتقيها غداً بإذن الرب، لأنّ الشبيبة هي حاضر الكنيسة ومستقبلها".
وهنّأ غبطته "سيادةَ المطران جرجس القس موسى الزائر الرسولي، وكاهنَ الإرسالية الخوراسقف فاضل القس إسحق، وجميعَكم أنتم العاملين في خدمة هذه الإرسالية، على هذه الإنجازات التي تقومون بها، فأنتم فخرنا وفرحنا، وأنتم رجاء الكنيسة. كما نهنّئ الإكليريكي يوسف، ابن هذه الإرسالية، والذي يتابع دراسته اللاهوتية واستعداده للخدمة، ونصلّي فردياً وجماعياً من أجل الدعوات، الكهنوتية والرهبانية والتكرّس العلماني، وكذلك من أجل العائلات. بارككم الرب جميعاً".
وفي ختام اللقاء، منح غبطةُ أبينا البطريرك إرساليةَ ملبورن، كاهناً وعاملين في الخدمة ومؤمنين، بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية.
|