في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء يوم السبت ٣ آب ٢٠٢٤، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في قداس الشكر بعد تطويب البطريرك الماروني اسطفان الدويهي، والذي احتفل به صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، وذلك في ساحة إهدنيات في مدينة إهدن، مسقط رأس الطوباوي الجديد، شمال لبنان.
شارك في القداس أيضاً صاحب النيافة الكردينال مرشيللو سيميرارو رئيس مجمع دعاوى القديسين في الفاتيكان ممثِّلاً قداسة البابا فرنسيس، وسيادة المطران باولو بورجيا السفير البابوي في لبنان، وعدد من أصحاب السيادة المطارنة الموارنة من لبنان ومختلف البلدان شرقاً وغرباً، وعدد من الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات. وقد رافق غبطةَ أبينا البطريرك للمشاركة في هذا القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.
كما حضر هذا القداس عدد من الوزراء والنواب وشخصيات وفعاليات، والآلاف من جماهير المؤمنين من إهدن ومن مختلف أنحاء لبنان وخارجه.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة البطريرك بشارة الراعي موعظة تحدّث فيها عن حياة الطوباوي اسطفان الدويهي كمنارة علم، "ترك للكنيسة والأجيال تراثاً تاريخياً وليتورجياً متنوّعاً، فقد كتب تاريخ الموارنة وأصلهم وتاريخ الأزمنة، وكتباً ليتورجية عدّة".
كما تناول غبطته سيرة الطوباوي الجديد كمنارة قداسة، فقد "كان رجل صلاة بامتياز، ورجل تأمُّل بالكتاب المقدس، ورجل زهد وتنسُّك حتّى وفاته، ومارس التقشّف والإماتات، وكان رجل التواضع المقرون بالكرامة".
ولفت غبطته إلى أنّ "محبّة المسيح هي شرط أساسي يجب أن يتوفّر في قلب كلّ من يتولّى مسؤولية في الكنيسة، وكذلك في المجتمع والدولة"، سائلاً "الله أن يمنحنا النعمة لكي نسير على خطى الطوباوي الجديد البطريرك مار اسطفان الدويهي، صابرين على أهوال الحياة، والمظالم والإضطهادات، التي شرّدَتْه من مكان إلى آخر وهو صامد على الإيمان والرجاء والمحبّة، فنشهد لصليبه وقيامته".
وخلال القداس، تلا المونسنيور حبيب مراد نيّة صلاة من أجل القديسين والآباء والملافنة، باللغة السريانية، إكراماً للطوباوي الجديد الذي تعلّم اللغة السريانية وتكلّمها وعلّمها.
وفي ختام القداس، أقام البطريرك الراعي الزيّاح وبارك الجميع بأيقونة الطوباوي الجديد وذخيرته.
وجدّد غبطةُ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان التهاني الأخوية القلبية إلى صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي وإلى الكنيسة السريانية المارونية الشقيقة بأسرها، معبّراً عن الفرحة الكبرى التي تعمّ كنيستنا السريانية الكاثوليكية بهذه المناسبة المباركة، ضارعاً إلى الله كي يجعل تطويب هذا البطريرك العظيم، الذي اشتهر بفضيلته وعلمه وتقواه، حافزاً لنا لنحيا الأمانة لإيماننا وتعاليم الكنيسة، وكي ينعم على لبنان والشرق والعالم بالسلام والأمان.
|