في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 11 آب 2024، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
عاون غبطتَه في القداس الأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية وكاهن إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، والشمامسة، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد تجلّي الرب يسوع على جبل تابور الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي في 6 آب، لذلك فضّلنا أن نعود اليوم ونحتفل به روحياً، ونصغي إلى النصّ الإنجيلي بحسب القديس لوقا الذي حدّثَنا عن هذا الحدث الإلهي الفريد من نوعه".
ونوّه غبطته إلى أنّ "الرب يسوع صعد إلى الجبل مع شمعون بطرس ويعقوب ويوحنّا، ثلاثة تلاميذ أخذهم معه كي يصلّي هناك. وعلى ذاك الجبل تجلّى بألوهيته، فتغيّرت هيئته، وأشعّ نوراً، ثيابه أصبحت بيضاء، أمّا التلاميذ فكانوا منذهلين من ذاك الحدث. وظهر حول يسوع موسى وإيليّا، وهما عميدا كتاب العهد القديم والوحي فيه. ونسمع بطرس يتكلّم من دون وعي، فقد كان فرِحاً جداً بذلك المشهد، حتّى أنّه عرض على يسوع أن يبقوا على الجبل".
ولفت غبطته إلى أنّ "عيد التجلّي يُظهِر لنا أولاً الوحدة ما بين العهد القديم، أي كُتُب التوراة التي كُتِبَت قبل الرب يسوع، مع الأنبياء الذين بشّروا بالخلاص بمجيء المسيح، ممثَّلين بموسى وإيليّا، والعهد الجديد. إنّها وحدة إيمانية كتابية مقدسة بين العهدين القديم والجديد، لأنّ يسوع أتى كي يتمّم العهد القديم ويكمّله".
وأشار غبطته إلى أنّه "من الناحية اللاهوتية، يذكّرنا التجلّي أنّنا نحن أيضاً مدعوون كي نشارك الله بألوهيته، فحتّى لو كنّا على الأرض، نستطيع أن نتّحد معه روحياً. لذلك نفهم لماذا أخذ يسوع معه التلاميذ، كي يعلن لهم أنّهم هم أيضاً مدعوون ليعيشوا الحياة الروحية مع الله، بالرغم من كلّ مشاكلهم ومعاناتهم والمآسي التي يعيشونها على هذه الأرض الفانية، فهم مدعوون إلى السماء".
واعتبر غبطته أنّ "التجلّي إذن هو وحي العظمة الإلهية وإعلان لألوهية يسوع في الوقت عينه، قبل أن يتوجّه إلى أورشليم حيث سيُتِمّ سرّ الفداء. وهنا نتذكّر أنّه مهما كانت ظروف حياتنا على هذه الأرض الفانية، من المآسي والقلق والآلام التي نعيشها مع أهلنا وإخوتنا وأخواتنا، أكان هنا في لبنان، ولا سيّما في الجنوب، وفي سوريا، والعراق، والأراضي المقدسة، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، لا نزال نعيش هذا الانتظار للوعد الذي وَعَدَنا ربُّنا أن يحقّقه، أن نحيا معه في سعادة السماء. ومع ذلك، علينا، نحن تلاميذ المسيح، أن ندرك أنّه، كي نصل إلى المجد الإلهي، فنحن مدعوون كي نشاركه الآلام على هذه الأرض".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع كي يعزّز فينا الإيمان والثقة الكاملة بأحكامه، ويقوّينا كي نكون شهوداً للذين هم حولنا، ويجعلنا حقيقةً رسل المحبّة والسلام، حتّى نتمجّد معه في السماء".
|