الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس عيد الطوباوي المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 25 آب 2024، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد الطوباوي المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي، والذي يقع في التاسع والعشرين من شهر آب من كلّ عام، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه صاحبُ السيادة مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي السابق في القدس والأراضي المقدسة والأردن، وهو من عائلة الطوباوي، والمونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والشمامسة، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين، وفي مقدّمتهم من إرسالية العائلة المقدسة للمهجَّرين العراقيين في لبنان، وبعض من أفراد عائلة الطوباوي، وخدمت القداس جوقة إرسالية العائلة المقدسة.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "من يصبر إلى المنتهى، فهذا يلخص"، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "الطوباوي المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل ملكي الذي نحتفل اليوم بعيده الذي يقع في التاسع والعشرين من آب، وهو رئيس أساقفة جزيرة ابن عمر، الموجودة اليوم في أقصى جنوب شرق تركيا، وتُدعى كيزري، وهي مدينة على نهر دجلة، قريبة من حدود العراق وشمال سوريا".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "قصّتنا قصّة الشهادة، قصّة التضحيات، ونحن نعرفها جيّداً ونعيشها، ولا تزالون تعيشونها، أكان في العراق وفي وسوريا، واليوم أيضاً في لبنان، ونعرف كيف وكم تحمّل المسيحيون على مدى القرون، أكان قديماً أو حديثاً، من أجل الرب يسوع. والطوباوي الشهيد، الذي استطعنا أن نحتفل كنسياً بحفل تطويبه في 29 آب 2015، بعد أن طلبنا شخصياً من قداسة البابا فرنسيس أن يسرع الكرسي الرسولي بإعلان تطويبه كي نتمكّن من الاحتفال بهذه الذكرى الأليمة، ذكرى مئة سنة على مذابح الإبادة بحقّ شعبنا "سيفو"، حيث تمّ قتل وتهجير واضطهاد المسيحيين قبل مئة سنة آنذاك، واليوم أصبحت مئة وتسع سنوات".

    ولفت غبطته إلى أنّ "قداسة البابا فرنسيس تفهّم طلبنا، وأمر مجمع دعاوى القديسين بالإسراع في دعوى التطويب، وهكذا استطعنا إعلان تطويب المطران الشهيد في 29 آب 2015 في دير سيّدة النجاة البطريركي - الشرفة، وقد كان الطوباوي الشهيد تلميذ دير الشرفة، وكان المثلَّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني رحماني قد رسمه مطراناً في كاتدرائية مار جرجس هنا في بيروت، مع المثلَّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني سنة 1913، وقد اعتدنا على إقامة هذه الذكرى المباركة سنوياً، ذكرى التطويب وعيد الطوباوي الجديد، في 29 آب من كلّ عام".

    وأشار غبطته إلى أنّ "المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل هو مثال لكلّ المسيحيين الذين جُرِّبوا واضطُهِدوا وقُتِلوا وطُرِدوا في تلك السنوات المخيفة والمجرمة، من سنة 1915 وما بعد، وهو ليس وحده، بل هناك الكثيرون من الشهداء والشهيدات الذين سفكوا دماءهم من أجل الرب يسوع. لكن حين قدّم أسلافنا البطاركة قضية تطويب المطران الشهيد، كانت نيّتهم أيضاً أن يذكروا الجميع، ونحن نذكر جميع شهدائنا، أكانوا آباءً وأمهّاتٍ وأجداداً وجدّاتٍ، وكذلك نذكر أهلنا وأقرباءنا الذين قدّموا دماءهم من أجل الرب يسوع، نذكرهم جميعاً ونعتبرهم ونؤكّد أنّهم شهداء وشهيدات ينعمون بإكليل المجد مع الرب يسوع في ملكوته".

    وأكّد غبطته على أنّ "الرب يسوع علّمنا، كما سمعنا من الإنجيل المقدس: من يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص، فنحن لسنا فقط أولئك الناس الذين يبكون على الأطلال ويتذكّرون الماضي، إنّما علينا أن ننظر إلى المستقبل على الدوام، وأن نعطي الرجاء الذي يمنحنا إيّاه الرب إلى أولادنا وشبابنا، مهما كانت ظروف الحياة، ومهما طالت سنوات الانتظار والعذاب والتجارب العديدة، خاصّةً في هذه الظروف العصيبة، إذ نجد الكثير من العائلات في حالة انقسام وتنافُر وتباعُد بين أفرادها".

    وشدّد غبطته على أنّنا "سنبقى شعب الرجاء، وسنعيش هذا الرجاء بإيمان وصبر، لأنّ الرب يسوع لم يَعِدْنا بالسير بين الورود، بل ذكَّرَنا بأنّ الطريق الذي يؤدّي إلى الملكوت هو طريق صعب، وأنّ الباب ضيّق. لذا علينا أن نطلب القوّة والقدرة على الاحتمال من أبينا السماوي، كي نتابع مسيرتنا على الأرض، أمناء على الدوام للرب يسوع وللكنيسة، ومحبّين بعضنا بعضاً. وجميعنا نعلم كم هي وسائل التواصل الإجتماعي اليوم مضرّة بشكل خاص بالصغار والشباب، وحتّى بالكبار أيضاً. فالرب يسوع يدعونا لنترفّع عن أمور هذه الدنيا، ونشهد له بمحبّتنا، لأنّ المسيحيين الأوائل عُرِفُوا أنّهم تلاميذ الرب يسوع لأنّهم كانوا يحبّون بعضهم بعضاً".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، بكر الشهداء، كي يقوّينا، بشفاعة أمّه وأمّنا مريم العذراء، سلطانة الشهداء، وبالاقتداء بالطوباوي المطران الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل، كي ننعم باللقاء السعيد في السماء، أبناءً وبناتٍ لأبينا السماوي، مع العذراء والقديسين والشهداء".

    وفي نهاية القداس، منح غبطته البركة بصورة الطوباوي الشهيد مار فلابيانوس ميخائيل. ثمّ استقبل غبطته المؤمنين في الصالون البطريركي، فنالوا بركته الأبوية.   

 

إضغط للطباعة