في تمام الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأربعاء ٢ تشرين الأول ٢٠٢٤، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في القداس الافتتاحي لأعمال الدورة الثانية للجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الروماني، برئاسة قداسة البابا فرنسيس، وذلك في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان.
شارك أيضاً في القداس أصحاب الغبطة بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية، وأعضاء الدورة الثانية للجمعية العامّة السادسة عشرة لسينودس الأساقفة الروماني من أصحاب النيافة الكرادلة وأصحاب السيادة المطارنة، وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين وعلمانيات من مختلف أنحاء العالم، فضلاً عن مشاركة جماهير غفيرة من المؤمنين من مختلف البلدان والقارّات.
ويشارك من كنيستنا السريانية الكاثوليكية في هذا القداس وفي السينودس: الأخت هدى فضّول من رهبانية دير مار موسى الحبشي في النبك - سوريا، والأستاذ سعد أنطي مدير مركز مار أسيا الحكيم في أبرشية الحسكة ونصيبين، والذي شارك في تلاوة نيّة صلاة باللغة العربية خلال هذا القداس.
كما رافق غبطةَ أبينا البطريرك إلى هذا القداس الافتتاحي للسينودس صاحبُ السيادة مار فلابيانوس رامي قبلان المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أكّد قداسة البابا فرنسيس على أهمّية عيش السينودس معاً بالإصغاء إلى صوت الله وإلهامات روحه القدوس، بروح الأخوّة وقبول الآخر خلال المشاركة والمناقشة، وبالجهد الصبور لتنقية العقل والقلب… "نحن لسنا برلماناً، وإنّما مكان إصغاء في الشركة، حيث، كما يقول القديس غريغوريوس الكبير، ما يملكه أحدهم جزئياً، يُكمَّل في الآخر، وعلى الرغم من أنّ البعض يمتلكون مواهب خاصّة، إلا أنَّ كلّ شيء يعود إلى الإخوة في محبّة الروح".
ولفت قداسته إلى أهمّية "أن نقبل كلّ كلمة بامتنان وبساطة، لكي نكون صدى لما منحنا الله إيّاه من أجل خير الإخوة. على أرض الواقع، لنتجنّب أن نحوِّل مساهماتنا إلى نقاط نصر ندافع عنها أو أجندات نفرضها، وإنّما لنقدّمها كعطايا نتشاركها، مستعدّين أيضاً أن نضحّي بما هو خاصّ، إذا كان ذلك يمكنه أن يساعد في أن نولِّد شيئاً جديداً معاً وفقاً لمشروع الله... لنضع أنفسنا إذن في الإصغاء إلى صوت الله وصوت ملاكه، إذا كنّا نريد حقّاً أن نتقدّم بأمان في مسيرتنا رغم الحدود والصعوبات".
وشدّد قداسته على أنّ "كلّ واحد هنا سيشعر بحرّية التعبير بشكل تلقائي وحرّ بقدر ما سيشعر بوجود أصدقاء من حوله، يحبّونه، ويحترمونه، ويقدّرون ما لديه، ويرغبون في الإصغاء إلى ما يريد قوله. وهذا بالنسبة لنا ليس مجرّد تقنية لتسهيل الحوار أو ديناميكية تواصُل جماعي، ولكنّ المعانقة والحماية، والعناية، جميع هذه الأمور هي جزء من طبيعة الكنيسة، التي تُدعى لتكون مكاناً مضيافاً يجمع الجميع".
ونوّه قداسته إلى أنّ "المحبّة المجمعية تتطلّب تناغماً كاملاً، تولد منه قوّتها الأخلاقية، جمالها الروحي، وكونها مثالاً يُحتذى به. تحتاج الكنيسة إلى أماكن مسالمة ومنفتحة، علينا أن نخلقها أولاً في القلوب، ويشعر فيها كلّ فرد أنّه مقبول كابن في حضن أمّه وكطفل يُرفَع إلى وجنتَي أبيه".
وختم قداسته موعظته طالباً من جميع المشاركين في السينودس "مواصلة هذه المسيرة الكنسية بنظرة موجَّهة نحو العالم، لأنّ الجماعة المسيحية هي دائماً في خدمة الإنسانية، لإعلان فرح الإنجيل للجميع. لنَسِر معاً، ولنضع أنفسنا في الإصغاء للرب، ولنسمح لنسيم الروح القدس أن يقودنا".
ووجّه قداسته نداءً دعا فيه إلى تخصيص يوم ٧ تشرين الأول الجاري لعيش يوم صلاة وصوم من أجل السلام في العالم، بالقول: "هناك حاجة ماسّة لذلك، في هذه اللحظة المأساوية من تاريخنا، التي تستمرّ فيها رياح الحرب ونيران العنف في تدمير شعوب وأمم بأسرها. ولكي أطلب بشفاعة مريم العذراء عطيّة السلام، سأذهب يوم الأحد القادم إلى بازيليك القديسة مريم الكبرى، حيث سأتلو صلاة المسبحة الوردية المقدسة، وأوجّه للعذراء صلاة حارّة، وإن أمكن، أطلب منكم أيضاً، يا أعضاء السينودس، أن تنضمّوا إليّ في تلك المناسبة. وفي اليوم التالي، الإثنين ٧ تشرين الأول، أطلب من الجميع أن يعيشوا يوم صلاة وصوم من أجل السلام في العالم".
|