في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 2 شباط 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد دخول الرب يسوع المسيح إلى الهيكل وشمعون الشيخ، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
عاون غبطتَهفي القداس المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب كريم كلش أمين السرّ المساعد في البطريركية، والشمامسة، بحضور ومشاركة جمع من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس، أقام غبطته رتبة تبريك الشموع بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، حيث بارك غبطته الشموع المعروضة، كي تكون بركةً لآخذيها، وحفظاً لبيوت المؤمنين، وشفاءً للمرضى، وصوناً من الشرّير.
وفي موعظته بعد الانتهاء من الرتبة، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد دخول الرب يسوع إلى الهيكل بعد ولادته بأربعين يوماً، وقد سمعنا من الإنجيل المقدس الذي كتبه لوقا الأنطاكي بعد أن تعرّف على مريم العذراء، ومنها أخذ هذه الأحداث التي تمّت، من البشارة حتّى ميلاد الرب يسوع، وصولاً إلى دخوله إلى الهيكل. وهو يصف كيف أنّ مريم ويوسف أخذا الطفل يسوع بعد أربعين يوماً من ميلاده إلى الهيكل في أورشليم، حسب الشريعة الموسوية.إذن تمّما هذه الشريعة الموسوية من دون أيّ تردُّد، ونحن نعرف أنّ مِن الناصرة إلى أورشليم مسافة كبيرة، خاصّةً بالنسبة لذاك الزمان".
ولفت غبطته إلى أنّ "هناك شخصاً كان يتمنّى أن يشهد لهذا الحدث الإلهي، هو شمعون الشيخ الذي حمل الطفل يسوع، وبإلهام من الروح القدس أعلنه نوراً للأمم، وأنّه هو المسيح المنتظَر. هذا الأمر يجعلنا نتذكّر أنّه، أكان يوسف ومريم العذراء، أو زكريا وأليصابات، وكذلك شمعون الشيخ، كانوا جميعاً من هؤلاء الناس الأبرار الأتقياء المنتظِرين الخلاص الذي نسمّيه حسب الكتاب المقدس أيضاً العزاء للشعب بمجيء المسيح".
ونوّه غبطته إلى أنّنا "في هذا اليوم نبارك الشموع، ونتذكّر أنّ الرب يسوع هو النور للعالم، وهو الذي يضيء لنا الطريق في عتمات العالم الذي نعيش فيه. ونحن نأخذ هذه الشموع بركةً لعائلاتنا ولمنازلنا، تأكيداً لنا على أنّ الرب يسوع هو نور العالم. فعلينا أن نتبعه، كما قال لنا، ونكون نوراً العالم، فننير الناس الذين حولنا، معلنين أنّ يسوع هو المخلّص. وهكذا نعرف أن نعيش بحسب ما يرضي قلبه الإلهي، حياة برارة وتقوى وفضيلة ونزاهة، ليس فقط بالكلام، لكن أيضاً بالعيش المستمرّ، رغم كلّ ما يحيط بنا في هذه الأيّام من هموم وضيقات وظلمات، وعلى الأخصّ في بلادنا في الشرق الأوسط".
وأشار غبطته إلى أنّه "من ناحية أخرى، نشدّد على أنّ يسوع - النور يعطينا الرجاء، ففي هذه السنة الجديدة 2025 نعيش الرجاء الذي لا يخيّب. وجميعنا نعلم أنّ هذه السنة هي سنة يوبيلية، وفيها نحيي ذكرى مرور 1700 سنة على انعقاد مجمع مهّم جداً في حياة الكنيسة، هو أوّل مجمع مسكوني، في مدينة نيقية، عام 325، وقد شارك فيه 318 من الآباء رعاة الكنائس آنذاك، أقرّوا كلُّهم إيماننا بأنّ الله واحد في أقانيم ثلاثة، وأنّ الرب يسوع، الأقنوم الثاني، ابن الله، تأنّس من مريم العذراء، وعلّمنا وصنع العجائب، وافتدانا بموته على الصليب وبقيامته".
وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع كي يجعلنا دائماً أولئك الرسل الذين يشهدون للنور ولحياة الروح مع الرب، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، حامية لبنان وبلدان الشرق في هذه الظروف الصعبة، وشمعون الشيخ الذي تنبّأ عنها بأنّ سيفاً سيجوز في نفسها".
وبعد البركة الختامية، وُزِّعَت الشموع على المؤمنين للبركة لهم ولعائلاتهم ولمنازلهم.
|