الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في القداس الاحتفالي الرسمي بمناسبة عيد مار مارون في كاتدرائية مار جرجس المارونية – وسط بيروت

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 9 شباط 2025، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، في القداس الاحتفالي الحبري الرسمي الذي أقيم بمناسبة عيد القديس مار مارون، ملبّياً الدعوة التي وجّهها إليه صاحب السيادة المطران بولس عبد الساتر رئيس أساقفة أبرشية بيروت للموارنة، وذلك في كاتدرائية مار جرجس المارونية في وسط بيروت.

    احتفل بالقداس صاحبُ الغبطة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة، يعاونه صاحبا السيادة المطران بولس عبد الساتر، والمطران حنّا علوان.

    وشارك في القداس صاحبُ الغبطة يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وصاحبُ السيادة المطران باولو بورجيا السفير البابوي في لبنان، وعددٌ من أصحاب السيادة المطارنة، والآباء الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من مختلف الكنائس. ورافق غبطةَ أبينا البطريرك المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية.

    حضر القداس فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون وعقيلته اللبنانية الأولى السيّدة نعمت عون، ودولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، ودولة رئيس مجلس الوزراء القاضي نوّاف سلام وعقيلته السيّدة سحر سلام، والوزراء في الحكومة الجديدة المعلَنة للتوّ، ونوّاب، ورؤساء سابقون، وشخصيات ديبلوماسية وسياسية وعسكرية وأمنية وقضائية ونقابية واجتماعية وإعلامية، وفعاليات، وجموع غفيرة من المؤمنين.

    في بداية القداس، ألقى سيادة المطران بولس عبد الساتر كلمة رحّب خلالها بالحاضرين، بدءاً بأصحاب الغبطة، مثمّناً ترؤّس غبطة البطريرك بشارة الراعي لهذه المناسبة، وحضور ومشاركة غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وغبطة البطريرك يوسف العبسي، وحضور فخامة رئيس الجمهورية، مهنّئاً إيّاه بانتخابه رئيساً، ومهنّئاً أيضاً رئيس مجلس الوزراء بتأليف الحكومة الجديدة وإعلانها وانطلاقتها هذا اليوم بالذات.

    ولفت سيادته إلى أنّ اللبنانيين "يريدون ميثاقية حقيقية، فلا حجب لأحد في الأمن والسياسة والاقتصاد والوظائف العامّة، ويريدون محاربة جدّية للفساد في مرافق الدولة وخارجها، وذهنيّة جديدة في العمل السياسي والخدمة العامّة، إذ يسعى كلُّ مسؤول إلى تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وليس إلى تحقيق المكاسب له ولجماعته، ويريدون الكهرباء والماء والاستشفاء والعلم، ويريدون قضاءً نزيهاً وحرّاً وجريئاً يحمي الحقوق ويدافع عن المظلوم ويؤمّن الأرضيّة لازدهار تجاري وصناعي ولتشجيع الاستثمارات، ويريدون السيادة والاستقلال لهم ولغيرهم من الشعوب والأفراد".

    وختم سيادته كلمته طالباً شفاعة القديس مارون من أجل الكنيسة ولبنان، وطناً وشعباً، ولا سيّما من أجل "العاصمة بيروت التي لا تزال تنتظر من القضاء الحرّ أن يُنهي تحقيقاته ويلفظ حكمه في انفجار ٤ آب ٢٠٢٠ المجزرة، من أجل الحقّ، واعتباراً لدماء الضحايا، وتعزيةً لأهاليهم وآلاف الجرحى والمتضرّرين".

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة البطريرك بشارة الراعي موعظة روحية بعنوان "حبّة الحنطة إذا وقعت في الأرض وماتت، أتت بثمرٍ كثير"، توجّه في مستهلّها إلى فخامة الرئيس، معرباً عن سروره بانتخابه الذي أعاد الثقة إلى قلوب اللبنانيين وإلى الدول العربية والغربية، وكذلك بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة الموصوفة "بالإصلاح والإنقاذ"، متمنّياً لها النجاح في المهام الكبيرة التي تنتظر أعضاءها، وهم وزراء واعدون، وهي "من بركات مار مارون في عيده".

    وتأمّل غبطته بسيرة حياة القديس مارون، ومسيرته وفضائله وقداسته وتجرّده وروحانيته، منوّهاً إلى أنّ "مار مارون هو بمثابة حبّة حنطة ماتت سنة 410 على جبل قورش، بين أنطاكية وحلب، فوُلِدَت منه الكنيسة المارونية السريانية الأنطاكية، وتنظّمت في دير القدّيس مارون على العاصي في منطقة أفاميا، قلعة المضيق اليوم. ومن هذا الدير انتشرت الكنيسة المارونية في جبل لبنان في القرن السادس. وفي نهايات القرن السابع، نشأت بطريركيّة أنطاكيّة مستقلّة، تكوّنت هويّتها ورسالتها بأنّها خلقيدونيّة، ذات طابع رهباني، في شركة تامّة مع الكرسي الرسولي الروماني، ومتجسّدة في بيئتها اللبنانية والمشرقية وفي بلدان الإنتشار".

    وتوقّف غبطته عند رسالة هذا العيد الكنسي والوطني الذي يؤكّد لنا أنّ لبنان وطن القداسة والمحبّة والسلام والحضارة والإنفتاح، مشدّداً على أنّ "الخطر الحقيقي الذي يواجه لبنان هو الإنزلاق في محور الإنحطاط، فبقدر ما يجب أن نبقى على الحياد الإيجابي تجاه المحاور الإقليمية، يجب أن ننحاز إلى محور الحضارة والنهضة والرقيّ... فالحياد هو نظام وجود يحمي التعدّدية بكلّ أبعادها ويعطيها حقّ ممارسة اختلافها بحضارة وسلام... ويعزّز الثقة بين مختلف المكوّنات اللبنانيّة، لأنّه يوحّد ولاءها الوطني والسياسي للبنان"، سائلاً الله نعمةَ السير على خطى مار مارون في الزهد والصلاة.

    وبعد البركة الختامية، قدّم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان التهاني الأخوية بهذه المناسبة المباركة إلى غبطة أخيه البطريرك بشارة الراعي وسيادة المطران بولس عبد الساتر، متمنّياً للكنيسة الشقيقة السريانية المارونية دوام الازدهار.

    كما قدّم غبطة أبينا البطريرك التهاني القلبية إلى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وعقيلته اللبنانية الأولى، سائلاً الله أن يوفّقه في قيادة دفّة البلاد والسير بها نحو ميناء النهوض والاستقرار والازدهار.

    ثمّ تقبّل فخامة الرئيس واللبنانية الأولى التهاني، جنباً إلى جنب مع أصحاب الغبطة وسيادة المطران بولس عبد الساتر، في قاعة الكاتدرائية، حيث تقدّم للتهنئة جميع الحاضرين في هذا القداس الاحتفالي، من أساقفة وكهنة وشخصيات رسمية وجموع المؤمنين.

 

إضغط للطباعة