الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يحتفل بالقداس بمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة وبدء السنة السابعة عشرة لتنصيبه وتوليته بطريركاً على الكرسي البطريركي الأنطاكي

 
 

    في تمام الساعة السابعة والنصف من يوم السبت 15 شباط 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة الذكرى السنوية السادسة عشرة وبدء السنة السابعة عشرة لتنصيبه وتوليته بطريركاً على الكرسي البطريركي الأنطاكي (15 شباط 2009 – 15 شباط 2025)، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    شارك في القداس صاحبُ السيادة مار متياس شارل مراد النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والأب جليل هدايا النائب القضائي لأبرشية بيروت البطريركية، والعاملون في المحكمة الكنسية السريانية الكاثوليكية في لبنان بدرجاتها الإبتدائية والاستئنافية الأولى والاستئنافية الثانية.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، بعنوان "أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن خرافه"،اعتبر غبطة أبينا البطريرك أنّه "لا يمكننا أن نقول عن مار بولس إلا أنّه كان الراعي الصالح الذي قدّم حياته للبشارة، إذ كان يبذل كلّ ما يستطيع، ويتألّم ويُضطهَد، ولكنّه كان فرحاً بالرب يسوع الذي دعاه، وتمثّل بالرب حتّى الاستشهاد".

    ولفت غبطته إلى أنّها "مناسبة حلوة وجميلة أن نلتقي معاً اليوم كإخوة، نحن المدعوين كي نكون الرعاة الصالحين، وقد سمعنا كثيراً ونسمع هذا الكلام. لكن كما يختبر كلٌّ منّا، ليس سهلاً أن نطبّق هذا الكلام الذي أراد الرب يسوع أن يذكّرنا به، وأن يدعونا لنكون مِثلَه الراعي الصالح. أنتم مدعوون اليوم، أيّها الأحبّاء، كي تخدموا إخوتكم وأخواتكم في المحكمة الكنيسة العائدة لكنيستنا السريانية الأنطاكية، ورسالتكم ليست سهلة، لكن علينا أن نعرف أنّنا، إذا كنّا نريد أن نتبع يسوع كرعاة صالحين، علينا أن نطبّق الحقيقة بالمحبّة، والعدل بالرحمة. وهكذا نستطيع أن نخدم، لا أن نسيطر على الآخرين، بحسب قلب الرب يسوع، وطبقاً لقوله: ما جئتُ لأُخدَم بل لأَخدُم. وحتّى في أصعب الحالات، وفي الأوضاع المأساوية التي يعيشها إخوتنا وأخواتنا، علينا أن نعرف كيف نقدّم لهم وجه الرب يسوع الرحوم والمُحِبّ والعادل".

    وأشار غبطته إلى أنّه "يحكى كثيراً اليوم عن استعادة القضاء المنزَّه والنزيه في لبنان، قضاء جديد، وهذا أمر يفرح القلب، وفي الوقت عينه نجد الحكومة اللبنانية الجديدة التي وضعت ذاتها وقرّرت أن تَخدُم لا أن تُخدَم. وهذا سمعناه من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون لدى لقائنا به بعد قداس عيد مار مارون يوم الأحد الماضي في التاسع من شباط الجاري، حيث أكّد فخامته أنّه لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدُم، وأنّه يدرك، كرئيس جمهورية، أنّه انتُخِبَ رئيساً كي يَخدُم. وهذا يملأ قلبنا بالفرح والرجاء، كي نتابع معاً، نحن أيضاً، مسيرتنا، مسيرة المحبّة والرجاء، لأنّ إخوتنا وأخواتنا يحتاجون إلى هذا الرجاء، الرجاء الصالح، حتّى نستطيع أن نكون بحسب قلب الرب يسوع، أولئك الخدّام لجميع الذين يقصدونهم، من أيّة طائفة أو حزب أو مجتمع كانوا، كي نعكس حقيقةً وجه يسوع في حياتنا وقراراتنا وأحكامنا".

    ونوّه غبطته بأنّنا "نحتفل اليوم في البطريركية بالذكرى السنوية السادسة عشرة وبدء السنة السابعة عشرة لقبولي الخدمة البطريركية، أي لذكرى تنصيبي وتوليتي بطريركاً على الكرسي البطريركي الأنطاكي. ستّ عشرة سنة مرّت، كما نعلم كلّنا، في ظروف لم نكن نتمنّاها، أكان في سوريا أو في العراق أو في لبنان، لكنّنا نعيش الرجاء المبني على الله تعالى الذي يطلب منّا أن نكون دائماً شعب الرجاء، مهما كانت ظروف المعاناة صعبة".

    وشدّد غبطته على أنّنا "جميعنا وعدْنا الرب يسوع أن نكون كلاً للكلّ، فقد خدم يسوع الجميع، وكذلك مار بولس الذي لم يكن يميّز. ومن الطبيعي ألا يكون النجاح على الدوام حليفاً للإنسان في خدمته، لكنّ المهمّ أن يكون لدينا هذا القرار والتصميم ألا نميّز، بل أن نخدم الجميع، أيّاً كان الشخص الذي نلتقي به، أكان معنا، أو أكان ينتقدنا، فعلينا نحن كرسل المسيح أن نتبع الرب يسوع ونكون الكلّ للكلّ، كما سمعنا من رسالة مار بولس، وهو الشعار الذي اتّخذتُه لخدمتي البطريركية: "صرتُ كلاً للكلّ" (١كور ٩: ٢٢)".

    وأكّد غبطته على أنّنا "نحن المدعوين لخدمة شعب الله، بطريركاً وأساقفةً وخوارنةً وكهنةً ورهباناً، علينا أن نبقى الخدّام الأمناء للرب يسوع الذي دعانا إلى الخدمة، فلا منّة لنا على الرب وعلى الكنيسة، لأنّنا نؤدّي الخدمة التي دُعِينا إليها. لذا نطلب صلواتكم كي يعطينا الرب النِّعَم الضرورية لنتابع حياتنا، حياة الخدمة لكنيسته، التي، كما نعلم، تجابه صعوبات وتحدّيات في العالم، لا سيّما على صعيد كيفية المحافظة على شبابنا وتشجيعهم كي يظلّوا أمناء للرب يسوع".

    وختم غبطته موعظته ضارعاً "إلى الرب يسوع، الراعي الصالح، كي يعطينا ويمنحنا على الدوام نِعَمَه الضرورية لنتابع مشوار خدمتنا بالأمانة والتفاني، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، سيّدة النجاة، ومار اغناطيوس الأنطاكي شفيع هذه الكنيسة، وجميع القديسين والشهداء".

    وبعد القداس، قدّم الجميع التهاني البنوية إلى غبطته، داعين له بالصحّة والعافية والعمر المديد، ليتابع رعايته الصالحة للكنيسة في خضمّ الصعاب والتحدّيات.

 

إضغط للطباعة