يوم الجمعة 20 أيار 2011، في الصباح الباكر، غادر غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان مقرّه البطريركي في المتحف ـ بيروت متوجّهاً براً إلى دمشق، يرافقه صاحبا السيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني، والمطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، والأب أفرام سمعان، والشماس حبيب مراد، والراهبة جاندارك قزني.
ولدى وصولهم إلى نقطة الجديدة الحدودية، كان في استقبالهم حضرة الخوراسقف جهاد بطاح ومجموعة من أبناء أبرشية دمشق، ثم انتقل الجميع إلى مقر مطرانية السريان الكاثوليك في منطقة باب شرقي ـ دمشق، حيث استقبلهم سيادة المطران مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق. ثم بدأت الإستعدادات للقداس الإلهي ورتبة السيامة الأسقفية.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، دخل غبطة أبينا البطريرك في موكب حبري مهيب إلى كاتدرائية مار بولس يحيط به الأساقفة والكهنة والشمامسة، على أنغام ترتيلة استقبال الأحبار "تو بشلوم".
وترأس غبطته الذبيحة الإلهية على مذبح الكاتدرائية، يعاونه صاحبا السيادة المطران مار غريغوريوس الياس طبي والمطران مار ثاوفيلوس جورج كساب رئيس أساقفة حمص وحماة والنبك، بحضور صاحبي السيادة المطران مار رابولا أنطوان بيلوني والمطران مار باسيليوس جرجس القس موسى. كما حضر القداس ورتبة السيامة رؤساء الطوائف المسيحية في دمشق، يتقدّمهم سيادة السفير البابوي في سوريا المطران ماريو زيناري.
وخدم القداس عدد من الكهنة والشمامسة وجوقة الكاتدرائية، بحضور ومشاركة جموع غفيرة من المؤمنين ملأوا الكاتدرائية وساحتها.
وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية تحدّث فيها عن مواصفات خادم الرب، على أساس الدعوة المرتكزة على مفهوم الخدمة المجانية على مثال المعلّم الإلهي الذي جاء ليَخدُم وليبذل نفسه عن كثيرين، مشدّداً على رسالة الأسقف ومسؤوليته عن خلاص النفوس الموكلة إليه، وعلى دوره في المحافظة على تراث كنيستنا وطقوسها، مهنّئاً المطران الجديد وأهله وذويه وأبناء رعيته في دمشق، وأبرشية بيروت البطريركية التي دعي ليكون نائباً عاماً عليها.
وقبل المناولة، ترأس غبطته رتبة السيامة الأسقفية، فبعد أن قرأ المطران المنتخَب صورة الإيمان القويم ووقّعها أمام قداسته، بدأت الرتبة الطقسية بتلاوة التراتيل السريانية الخاصة مع الصلوات سيّما صلاة وضع اليد ودعوة الروح القدس، حيث وضع غبطته يمينه على هامة الخوراسقف جهاد بطاح ناقلاً إليه درجة رئاسة الكهنوت المقدس، ومطلقاً عليه الإسم الأبوي "مار يوحنا". ثم شرع غبطته بإلباس المطران الجديد الحلّة الحبرية والتاج، وأجلسه على كرسي، فرفعه كهنة من أبرشية بيروت البطريركية ثلاث مرات، بينما يعلن غبطته "أكسيوس، مستحق"، ويجيبه الإكليروس بالعبارة عينها. وبعدها قرأ المطران الجديد إنجيل الراعي الصالح. كل ذلك وسط زغاريد النساء وتهليل وتصفيق جميع الحاضرين الذين خفقت قلوبهم فرحاً وسروراً.
ثم، وفي حركة ليتورجية ينفرد بها الطقس السرياني، أمسك غبطته بالعكاز الأبوي من أعلى يليه الأساقفة كلٌّ بحسب أقدمية سيامته الأسقفية، ثم المطران الجديد، إلى أن رفع صاحب الغبطة يد المطران الجديد وسلّمه العكاز، فبارك به المؤمنين.
بعدئذٍ أكمل المطران الجديد مار يوحنا جهاد بطاح القداس الإلهي وناول المؤمنين. وفي نهاية القداس، ألقى سيادة السفير البابوي رسالة التهنئة التي بعث بها نيافة الكاردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية بهذه المناسبة.
وفي الختام، ألقى المطران الجديد كلمة شكر استهلّها بشعاره الأسقفي، قول الرب يسوع "أنا بينكم كالذي يخدم" (لوقا 22: 27)، شكر فيها قداسة البابا وغبطة أبينا البطريرك والأساقفة أعضاء السينودس والكهنة وجميع الحاضرين وأبناء أبرشية دمشق ولبنان وأهله وذويه، طالباً من الجميع أن يصلّوا لأجله، كي يؤهّله الله لتأدية الخدمة الأسقفية بمحبة وبذل ذات.
وبعد القداس، تقبّل المطران الجديد التهاني من الحضور جميعاً في صالون المطرانية، ثم بارك غبطته مأدبة الغداء التي دعا إليها المطران الجديد في مطعم قصر الخير، بحضور ومشاركة الأساقفة ورؤساء الطوائف والكهنة وعدد من المدعوين.
وقرابة الرابعة والنصف عصراً، غادر غبطة أبينا البطريرك ومرافقوه دمشق براً متوجّهين إلى حلب حيث سيزور غبطته أبرشيتنا السريانية هناك، وسيقوم يوم الأحد التالي بسيامة مطران جديد لأكسرخوسية فنزويلا هو الخوراسقف حكمت بيلوني.
تهانئنا القلبية الحارة لسيادة المطران الجديد مار يوحنا جهاد بطاح، وأمنياتنا له بالنجاح والتوفيق في خدمته الأسقفية الجديدة لما فيه مجد الله وخير الكنيسة المقدسة عروس المسيح
|