افتتح بطاركة الشرق الكاثوليك بعد ظهر أمس، أعمال مؤتمرهم التاسع عشر في بطريركية السريان الكاثوليك الانطاكية في دير سيدة النجاة ـالشرفة – درعون المقر الصيفي لبطريركية السريان الكاثوليك، تحت عنوان "دعوة المؤمنين العلمانيين في الشرق الأوسط ورسالتهم"، في حضور البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وبطريرك السريان الكاثوليك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام وبطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر وبطريرك الأقباط الكاثوليك انطونيوس نجيب وبطريرك اللاتين فؤاد طوال، وممثل بطريرك بابل على الكلدان عمانوئيل الأول دلي المطران ميشال قصارجي.
كذلك حضر رئيس المجلس الحبري للعلمانيين الكاردينال ستانيسلاو ريلكو والقائم بأعمال السفارة البابوية المونسنيور توماس حبيب والأمين العام لمجلس البطاركة الأب العام خليل علوان ورؤساء كنائس محلية ورؤساء عامون ورئيسات عامات، والأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط ابرهيم جرجس صالح.
وبعد صلاة الافتتاح بالطقس السرياني، ألقى غبطة البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان كلمة، قال: "إنّ أفكارنا متّجهة نحو الأب الأقدس بينيديكتوس السادس عشر، الحاضر بيننا روحيًّا والممثّل بنيافة الكاردينال ستانيسلاو ريلكو رئيس المجلس الحبري للعلمانيّين. إنّنا ما زلنا نتذكّر بعذوبة وامتنانٍ لقاءنا، نحن البطاركة الشرقيّين الكاثوليك، مع قداسته في 19 من الشهر المنصرم. لقد أصغى أسقف كنيسة روما التي "ترأس بالمحبة"، كما يعلّمنا مار اغناطيوس النوراني الأنطاكي، إلى كلّ منّا بإمعان واهتمام، ونحن نبثه آمالنا وشجوننا، ونفاتحه عن صعوبات خدمتنا البطريركيّة والتحدّيات التي تجابهها. كما تعزينا وإيّاه بنفحات الرجاء المسيحي الذي كما يقول لنا بولس رسول الأمم هو فوق كلّ رجاء، لأنّه نابع من دعوتنا إلى عيش سرّ فدائنا الذي أتمّه الإبن الكلمة في وحدة الآب والروح القدس، نتبعه على درب آلامه وموته فنتمجد معه في قيامته.
ونحن، إذ نستلهم كلمات الحبر الأعظم الأبويّة المشجّعة، نذكر والفرح يملأ قلوبنا، النبأ الذي فاتحنا به قداسته في ذلك اللقاء عينه، عن قراره بعقد سينودس خاص بمسيحيّي الشّرق الأوسط، تحت عنوان اختاره هو: "الكنيسة الكاثوليكيّة في الشّرق الأوسط، شراكة وشهادة". لقد شرح لنا قداسته أنّ من أهداف هذا السينودس أن يعرّف العالم لا سيّما المسيحي منه، بدروب الشهادة التي سلكها المسيحيّون في بلادنا المشرقيّة، وأن يشجّعنا وجماعاتنا المسيحيّة كي نظلّ متجذّرين في أرض أجدادنا، في شراكة القلب والنفس مع جميع المؤمنين المعمّدين، ليس فقط أمانةً وحفاظاً على الوجود والهوية والتراث، بل أيضاً كي نتابع باختيارنا حياة الشهادة والاستشهاد، وقد تميّز بهما عبر قرون عديدة حضور المسيحيّين في المشرق، اكليروساً وراهبات ورهباناً وعلمانيّين ملتزمين (...).
وخلافاً لما قد يظنّه البعض، فإنّ شرقنا الأوسط ليس محصّناً بإزاء هذه التيارات، فنراها تتغلغل في كيانه تحت غطاء العصرنة. يكفينا أن نتذكّر الدور الذي تلعبه العولمة والوسائل المعلوماتيّة الحديثة التي اخترقت الأبعاد والحواجز، فجعلت من عالمنا شبه قرية صغيرة. إنّ القِيَم الروحيّة التي نبشّر بها، ونربّي أجيالنا على اعتبارها أولويّة في حياتهم، تجابه في يومنا الحاضر وفي كلّ مناطق العالم، تحدّيات جمّة، ليس أقلّها العداء الصريح والتجاهل المقصود من جهّة، وإلى إبعاد فكرة الله واستبدال الخالق بالمخلوق، واعتبار الأرض أمًّا حنوناً من جهّة أخرى!
وعلى الحقيقة أن تُقال: إنّ الكثيرين من العلمانيّين قد تحمّلوا من أجل معلّمهم الإلهي ما تحمّلوا بصبر وشجاعة، وقد قاسوا من الاضطهاد بأنواعه البشعة أحياناً، ومن الإهمال والتهميش أحياناً كثيرة! ولنا من كنيسة العراق الجريحة البرهان الساطع عن الشهادة البطوليّة، وحاجتها الملحّة اليوم إلى لمّ الصفوف، في وِحدة مسيحيّة تعلو على القوميات المجزِّئة والمصالح الضيّقة.
ولا بدّ لنا من أن نجبه، ولو على مضض، ظاهرة الهجرة والتغرّب، التي أضحت في الأعوام الأخيرة ظاهرةً عامّة مقلقة بل مخيفة. ومع إيماننا بقيم الحرية التي قد تشجّع البعض على الاغتراب، لا نكلّ عن حثّ المؤمنين على التمسّك بأرض الوطن، معتبرين أن حضورنا في المشرق واجبٌ وحقّ، إذ ينبثق بوضوح من دعوتنا المسيحيّة إلى توسيع الآفاق ومدّ الجسور مع العائلات الدينيّة التي تشكّل غالبية في مشرقنا".
(النص الكامل للكلمة على هذا الرابط )
ثم ألقى الكاردينال ريلكو كلمة حيا فيها المشاركين وكنائسهم و"جميع الكنائس التي تعيش في هذه المنطقة الجغرافية، المثقلة بالمعاني بالنسبة الينا نحن المسيحيّين، وتكمل رسالتها فيها". وأضاف:"على الصعيد الشخصي، أدركت ووعيت أكثر بأنّنا، نحن مسيحيّي الغرب، مدعوّون لنتعلّم الكثير من تاريخ الكنائس التي تعيش في الشّرق الأوسط ومن إرثها الروحي. إذاً ليس من قبيل الصدفة، أن يذكر دائماً، من بين أعضاء المجلس البابوي للعلمانيّين ومستشاريه، ممثّلون عن هذه المنطقة. إنّهم يقدّمون دائماً إسهاماً قيماً في عمل مجلسنا، الذي يستفيد حاليًّا من التعاون العالي المستوى للسيد طانيوس شهوان.
بالنسبة الينا، نحن المسيحيّين، يمتلك الشّرق الأوسط القيمة الأصيلة لـ "الأرض – الرسالة"، أرض تخاطب إيماننا. إنّ هذه المنطقة، مهد المسيحيّة، هي فعلاً أرض شهادة فريدة: فهنا ولد المسيح، وهنا أتمّ مخلص الإنسان عمله الخلاصي، وهنا ولدت الكنيسة، وانطلاقاً من هنا بدأت مسيرتها نحو "حدود العالم"(...).
(النص الكامل للكلمة على هذا الرابط )
وبعد استراحة قصيرة، بدأت أعمال المؤتمر الذي سيستمر حتى ظهر الجمعة المقبل، ويختتم ببيان.
لائحة بالمشاركين في المؤتمر التاسع عشر
لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك
البطاركة الكاثوليك
صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة.
صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار عمّانوئيل الأول دلّي، بطريرك بابل على الكلدان.
صاحب الغبطة أنطونيوس نجيب، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك.
صاحب الغبطة غريغوريوس الثالث، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك.
صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي.
صاحب الغبطة نرسيس بدروس التاسع عشر، بطريرك كاثوليكوس كيليكيا للأرمن الكاثوليك.
صاحب الغبطة فؤاد طوال، بطريرك أورشليم للاتين.
أمناء سرّ البطاركة
قدس الأب خليل علوان، الأمين العام للمجلس.
صاحب السيادة المطران ميشال أبرص، النائب البطريركي.
صاحب السيادة المطران مكاريوس توفيق، أسقف الاسماعيليّة، رئيس اللجنة الأسقفيّة للعلمانيّين.
صاحب السيادة المطران ميشال قصارجي، ممثلاً بطريرك بابل على الكلدان.
حضرة المونسنيور ميكايل موراديان النائب البطريركي لجمعية كهنة بزمار البطريركيّة.
المحاضرون
نيافة الكاردينال ستانيسلاو ريلكو ، رئيس المجلس الحبري للعلمانيّين.
صاحب السيادة المطران دومينيك راي، أسقف فريجوس تولون.
حضرة الأستاذ كوزمن كاريكيري، سكرتير المجلس الحبري للعلمانيّين.
صاحب السيادة المطران المطران أنطوان أودو، أسقف الكلدان في حلب.
صاحب السيادة المطران جوزف عبسي، أسقف طرطوس شرفًا والمعاون البطريركي للروم الملكيّين الكاثوليك.
صاحب السيادة المطران جورج بو جوده، رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونيّة.
صاحب السيادة المطران مكاريوس توفيق، أسقف الاسماعيليّة، رئيس اللجنة الأسقفيّة للعلمانيّين.
حضرة المونسنيور رفيق خوري، اللجنة الأسقفيّة للعلمانيّين – فلسطين.
الأمانة العامة للمجلس
قدس الأب خليل علوان، الأمين العام.
الآنسة يمنى الغريّب، سكرتيرة المجلس.
|