ثالثاً: أقام غبطته قداساً وجنازاً لراحة نفس المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود بطريرك السريان الأنطاكي الأسبق والرئيس السابق لمجمع الكنائس الشرقية، وذلك في كنيسة وكالتنا البطريركية السريانية في كامبو مارسيو ـ روما، وذلك مساء الأربعاء 23 أيار، يعاونه سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي في أوروبا، والآباء الكهنة السريان الذين يخدمون في أوروبا، بحضور السفراء اللبناني والسوري والعراقي، وممثّلين عن الدوائر الفاتيكانية وبخاصة المجمع الشرقي.
وخلال موعظته، تطرّق غبطته إلى المزايا التي كان يتحلّى بها الراحل الكبير، ذاكراً أبرز أعماله وإنجازاته.
رابعاً: اجتماع غبطة أبينا البطريرك بالكهنة السريان الكاثوليك الذين يخدمون في أوروبا:
عقد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، اجتماعاً لكهنة السريان الكاثوليك في أوروبا، بحضور سيادة المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي والزائر الرسولي للسريان الكاثوليك في أوروبا، وذلك يوم الثلاثاء 22 أيار 2012 في مقر وكالة السريان الكاثوليك في روما، ولمدة يوم كامل.
وقد حضر الاجتماع كلٌّ من الآباء:
الخوري نوئيل القس توما، كاهن إرسالية مار يوحنا الرسول ـ هولندا
الخوري إدريس حنّا، كاهن إرسالية سيدة البشارة، ستوكهولم ـ السويد
الأب نزار سمعان، كاهن إرسالية مار بهنام وسارة ـ المملكة المتحدة
الأب عمّار باهينا، كاهن كنيسة مار يوسف ـ سودرتاليا ـ السويد
الأب جوزيف الخوري، كاهن كنيسة مار أفرام ـ ألمانيا
الأب إيلي وردة، كاهن إرسالية مار أفرام في باريس ـ فرنسا
وقد غاب عن الاجتماع الأب سامر الصايغ، بعذر لعدم تمكّنه من الحضور.
وقد قدّم الآباء الكهنة لغبطة البطريرك وللمطران الجميل، نبذة عن الإرساليات في أوروبا، من نشاطات وفعاليات، ومن صعوبات ومعوّقات، ومن تمنّيات وطموحات، وكل ذلك من أجل مواكبة المغتربين السريان الكاثوليك القاطنين في أوروبا وتأمين خدمتهم الروحية.
وهذا ما أورده كل كاهن بدوره:
1ـ الخوري نوئيل القس توما، كاهن إرسالية مار يوحنا الرسول ـ هولندا:
بدأ الأب نوئيل خدمته في الأول من كانون الثاني 2005، وتتكوّن الإرسالية من حوالي 300 عائلة سريانية كاثوليكية عدا العزّاب. وهناك خمسة مراكز خدمة ثابتة يؤمّنها الخوري موزّعة على مدن هولندية، يدور عليها الكاهن للخدمة الروحية. ولكل مركز لجنة تهتم بشؤون المركز، وهناك المجلس الرعوي، المكوّن من عضو من كل لجنة تمثّل المركز. ومن المؤمَل أيضاً افتتاح مركزين آخرين.
أغلب العائلات من أبناء شعبنا يسكنون في أمستردام وهنكلو، وقد هاجروا من بلدانهم الأصلية: العراق، سوريا، ولبنان.
يتمّ تشكيل المجلس الرعوي بالانتخاب، وقد تثبّت المجلس من قبل الأبرشية الكاثوليكية. ولنا اجتماعات دورية.
النشاطات: لدينا لقاءات الشبيبة دورياً، لتأمين التعليم الروحي والثقافي لشبابنا، وهناك لقاء المحبة للعائلات بعد القداس، وكذلك نقوم بتحضير الأطفال من خلال التعليم المسيحي وتهيئتهم للتناول الأول.
الصعوبات والتحدّيات: إنّ أبناء شعبنا السرياني يعيشون في المجتمع الهولندي، ويتعلّمون لغته ويندمجون بعاداته، والشباب والأطفال ينخرطون في هذا المجتمع، لا بل قد ينصهرون فيه ويذوبون بعد جيلين أو ثلاثة أجيال. ولأجل الحفاظ على إيماننا المسيحي وتراث كنيستنا السريانية بصورة أفضل، علينا إنشاء مركز سرياني ثابت لنا لرعاية العائلات وحفظهم من الذوبان في هذا المتجمع.
كانت لدينا صعوبات مادّية كبيرة، تجاوزناها خلال السنوات الماضية.
2ـالخوري إدريس حنّا، كاهن إرسالية سيدة البشارة، ستوكهولم ـ السويد:
بدايات السريان الكاثوليك في السويد كانت منذ الثمانينات في القرن الماضي، حيث قَدِمت عشرات العائلات المهاجرة من سوريا ولبنان وتركيا والعراق، وقد شرع بخدمة هذه العائلات الأب يوسف صاغ بصورة مؤقّتة، ثم رجع إلى خدمة رعايانا في بلده تركيا.
في نهاية الثمانينات، قَدِم الأب ميخائيل شاهين من سوريا، وعمل بنشاط من أجل الخدمة في ستوكهولم، وفتحت الأبرشية اللاتينية ما سمّي بالإرسالية الشرقية الكاثوليكية من أجل توحيد الجهود لخدمة جميع أبناء الكنائس الشرقية. وقد زادت أعداد المهاجرين في بداية التسعينات باطّراد بسبب ظروف الحصار الصعب وتدهور الأمان في العراق. وقد رُسم الأب أبروهوم كاريس كاهناً وخدم المؤمنين في جنوب السويد ما يقرب من عشر سنوات. كما تقاعد الأب ميخائيل شاهين سنة 1995، وهو يعيش حالياً في مدينة نورشوبينغ بالقرب من ابنته وصهره.
أما الأب إدريس حنّا، فقَدِم إلى السويد في نهاية 1997، وبدأ بالخدمة في نيسان 1998. وقد سمّى سيادة المطران ميخائيل الجميل هذه الإرسالية باسم إرسالية سيدة البشارة.
ويقوم حالياً بتأمين الخدمة الروحية في أربعة مراكز، هي تنستا، فوربي غورد، أوبلادزفسبي، ولينشوبينغ.
كل يوم أحد يقام قداسان في تنستا وفوربي غورد، أما في أوبلادزفسبي ولينشوبينغ، فالقداس يكون أيام السبت وبصورة دورية.
يقوم الخوري إدريس بتأمين قداس يومي صباحي لأخوات يسوع الصغيرات في تنستا، وبعض الحضور من أبناء شعبنا.
يوجد في السويد حوالي 1800 عائلة سريانية كاثوليكية، يخدمهم حالياً ثلاثة كهنة، هم: الخوري إدريس حنّا، والأب عمّار باهينا في سودرتاليا، والأب سامر الصايغ في جنوب السويد.
هناك لجنة لكل مركز يتم فيه الترشيح والانتخاب كل سنتين. ونظراً لضرورة الالتزام الفعلي، فغالباً ما نجدّد المسؤوليات لبعض الأشخاص الفاعلين والمعروفين بغيرتهم على الكنيسة.
3ـ الأب عمّار باهينا، كاهن كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في سودرتاليا ـ السويد:
تعيّن في السويد سنة 2001، وباشر خدمته في 1 حزيران 2001 في جنوب السويد، وعمل في ترولهيتّن في الرعية الكاثوليكية لمدة خمس سنوات، وخدم في مناطق عدة مانحاً الأسرار الخلاصية ومتفقّداً الجالية، ومحتفلاً بالقداس الإلهي في بعض المدن هناك حيث وُجد شعبنا.
سنة 2007 تحوّل الأب عمّار إلى سودرتاليا، إذ هاجر الكثير من العراقيين وسكنوا هذه المدينة، وكان الخوري إدريس حنّا قد بدأ الخدمة هناك منذ نيسان 2004 في كنيسة سانت أنسغر الكاثوليكية اللاتينية.
يشارك في قداس الأحد حالياً حوالي 300 شخصاً. وتقام النشاطات ولقاءات التربية المسيحية للنشء والعائلات في كنيسة اللاتين الرعوية، أيام الأربعاء والجمعة والأحد، مع بعض الصعوبات في استعمال قاعات الكنيسة ومرافقها.
لدينا مركز آخر هو في مدينة أسكلستونا، ويضمّ حوالي 40 عائلة أصلهم من برطلة، ونستعمل كنيسة بروتستانتية للقداس.
ولدينا في رعية سودرتاليا النية للحصول على كنيسة خاصة بنا، لتكون مركزاً للنشاطات الروحية والتربوية وللحفاظ على هويتنا السريانية الكاثوليكية. وحبّذا لو ألّفنا لجنة مشتركة في السويد، تعمل على إنشاء مركز رعوي واحد تراعَى فيه نقاطٌ ثلاث (حسب إشارة غبطة أبينا البطريرك):
أ ـ يكون قريباً من شارع رئيسي
ب ـ يشتمل على قاعة للرعية للاجتماع بعد القداس ولتأمين النشاطات
ج ـ يتميّز بموقف لسيارات الرعية
إنّ مدينة سودرتاليا أضحت عاصمة للشرقيين، غالبيتهم من السريان الأرثوذكس، ولهم فيها مطرانان، ويليهم الكلدان، ثم السريان الكاثوليك.
4ـ الأب نزار سمعان: إرسالية مار بهنام وسارة في المملكة المتحدة:
ابتدأت الخدمة مع الأب صفاء حبش سنة 2004، وبعد سنتين استلمها الأب نزار، وتضم الآن حوالي 350 عائلة سريانية كاثوليكية، أغلبهم يسكنون لندن وضواحيها.
الجيل الثاني يتكلّم الإنكليزية، وفي السنوات الأخيرة صار هناك نضوج في مفهوم الانتماء لكنيستنا السريانية الكاثوليكية.
يقيم الأب نزار في الكنيسة الكاثوليكية اللاتينية التي يخدم فيها، وهناك يقدّم خدمات للرعية اللاتينية، إلى جانب خدمته لكنيستنا السريانية. وليس هناك صعوبات لإقامة القداس والخدمات الرعوية. لا بل فهو يلقى التشجيع من مطران الأبرشية الكاثوليكي الذي يتعامل تعاملاً مميّزاً مع السريان الكاثوليك.
وهذه الرعية هي مركزنا الوحيد، ولدينا كامل الصلاحيات في استعماله. والمركز مرتبط بشبكة من الطرق والمواصلات بصورة ممتازة. والحضور في الكنيسة يتراوح ما بين 150 ـ 200 شخصاً أو أكثر أيضاً، وحضور الاحتفال رائع في القداس. ولدينا لقاء في القاعة بعد الكنيسة.
لدينا كورال من 15 شخصاً، كما نقوم بالتعليم المسيحي للأطفال. وقد احتفلنا في هذا العام بقداس التناول العلني الأول لـ 11 طفلاً وطفلة، وكان احتفالنا جميلاً جداً.
كذلك هناك لقاءات شهرية للشبيبة، وزيارات عائلية للبيوت.
خدمتنا مباركة لكنها لا تخلو من صعوبات، تجاوزناها بتفهُّم الرعية، لدينا طموحات بشراء مركز ثقافي سرياني.
5ـ الأب جوزيف الخوري، كاهن كنيسة مار أفرام ـ ألمانيا:
استلم الأب جوزيف خدمته في ألمانيا سنة 2008، وبدأ بالخدمة رسمياً فيمدينةكولن في 3 تشرين الثاني 2008، ثم في فرانكفورت في 10 تشرين الثاني. وقاممنذ وصولهبتفقّد العائلات في مدن عدة: كارلس روهي وشتوتشغارت وآخن، وفي مناطق أخرى. فصارت لدينا سبعة مراكز للخدمة في كل ألمانيا، حيث تقام القداديس والصلوات دورياً في كنائس لاتينية.وقد استطاع الأب جوزيف أن يتعرّف على350 عائلة، أغلبها قد قدمت في السنوات الأخيرة من العراق، إلى جانب عائلات أخرى كانت قد هاجرت من سوريا ولبنان وتركيا. وهناك مساعٍ جادّة كي تحصل الجالية على كنيسة ومقرّ ثابتين لها.
6ـ الأب إيلي وردة، كاهن إرسالية مار أفرام في باريس ـ فرنسا:
إنّ إرسالية مار أفرام في العاصمة باريس هي أقدم رعايانا في أوروبا، ولها كنيسة خاصة بها منذ ما يقرب من 80 عاماً، تحت الاشراف الكنسي لأبرشية باريس اللاتينية.
استلم الأب إيلي الإرسالية سنة 2007 بعد أن أمضى سنوات دراسية في إيطاليا. ورغم أنّ الكنيسة تخصّنا، فالخدمة الرعوية فيها لا تخلو من صعوبات وتجابه تحدّيات جمّة، وذلك بسبب توزُّع عائلاتنا السريانية على أماكن عديدة، وتنوُّع منشأهم، وأيضاً بسبب تميُّزهم بأجيال الهجرة، قديمها وجديدها. لقد أثمرت جهود الأب إيلي واتّكاله الكلّي على الرب، فاستطاع أن يعيد حيوية هذه الإرسالية التي كانت فيما مضى مركزاً للإشعاع الليتورجي السرياني، في سنوات الخدمة التي قضاها المرحوم الخوراسقف جبرائيل الخوري سركيس، الذي أسّس ونشر المجلة العلمية "الشرق السرياني" l’Orient Syrien . وأضحى التزام المؤمنين أقوى ومشاركتهم في احتفالات القداس والأسرار أكثر فأكثر. ونشهد اليوم حضوراً لأكثر من 130 شخصاً يداومون على الكنيسة بالتناوب، كما بلغ عدد أعضاء الرعية التي يتفقّدها كاهن الرعية 230 بين عائلات وأشخاص عازبين.
وتمتدّ الصلات التي يقيمها الكاهن إلى الأجيال القديمة، وإلى القادمين الجدد من بلدان الشرق الأوسط. كما تتميّز كنيستنا بموقعها وهندستها القديمة، ممّا يستهوي المغرمين بالموسيقى الكلاسيكية بإقامة الريسيتالات فيها.
رسالة الكنيسة في باريس منفتحة على اللاتين، وهناك جمعيات فرنسية تهتمّ بتراثنا السرياني العريق. والأب ايلي المقيم مع مجموعة من كهنة الرعايا يساعد الرعية اللاتينية أيضاً.
هذا ما طرحه الآباء الكهنة أثناء الفترة الصباحية.
أما في جلسات بعد الظهر، فقد وجّه غبطة أبينا البطريرك إرشاده الروحي للكهنة كما يلي:
توجيهات غبطة البطريرك لكهنة رعايا السريان الكاثوليك في أوروبا
باسم البطريركية نعتزّ بخدمتكم التي تحتاج إلى بطولة يتميّز بها الرسل الحقيقيون على غرار معلّمهم الرب يسوع، الأمناء لخدمة كنيسته بروح الكنيسة التي دعتكم وأرسلتكم. ولكي تقدروا أن تقوموا بخدمتكم علينا تذكيركم بأمور عدة مرتبطة ببعضها البعض، ونلخّصها لكم انطلاقاً من خبرة شخصية، كوننا قد خدمنا كنيسة الانتشار في أميركا الشمالية لمدة 22 سنة. ولكي نتذكّر أهم أبعاد رسالتنا في بلاد الانتشار، أعرض عليكم أن نعود كلنا إلى الرب الذي دعاه الإنجيل المقدس "رابي" أي المعلّم، فنتأمّل معاً بما قد توحيه الحروف الأربعة لهذا الاسم:
ـرسول:
لأننا دُعينا أن نكون رسلاً،من أجل خدمة أبنائنا في بلاد الانتشار، علينا التكرّس الكلي لهذه الرسالة السامية والخطيرة في آنٍ واحد. لقد أرسل ربنا يسوع المسيح تلاميذه ليكونوا رسلاً متجرّدين تجرّداً كاملاً مع بذل الذات، فينقلوا بشرى الخلاص بأمانة. إنّ كنيستنا السريانية الكاثوليكية كنيسة صغيرة حقاً، لذلك علينا الانطلاق في أحيانٍ كثيرة من لا شيء، كما يقول مار بولس "كفقراء لا شيء لنا". وفي أحيانٍ كثيرة تبدو خدمتنا في بلاد الانتشار متأخّرة، وقد سبقَنا إليها إخوةٌ لنا من كنائس شرقية شقيقة. من هنا، ربّ قائل: إنّ رسالتنا أتت في زمنٍ يعاكس الرسالة، وقد يتوجّب علينا أن نسبح عكس التيار! إنّ مخاطر هذا الزمن، لا سيّما تفشّي روح العلمنة، وتحدّيات هذه المجتمعات الجديدة التي لم نعتد عليها، قد تشوّش بعضاً من أفكارنا. ولكن لمجابهة التحدّيات والتغلّب على الصعوبات، لا بدّ وأن نعود إلى قناعتنا الإيمانية بدعوتنا الكهنوتية، كي نستمدّ العون الإلهي، فنندفع بتجرّد وتواضع وإصغاء إلى مشورات الروح القدوس، متّكلين على النعمة الإلهية كي نقوم بالتزامات رسالتنا حسب قلب الرب وبمفهوم الكنيسة.
ـ رسول أمين:
إنّ الكنيسة تدعونا لنعيش الأمانة لكهنوتنا، أن نكون رسلاً أمناء، علينا ألا نقبل بأنصاف الحلول. فالأمين هو الصادق مع ذاته ومع الكنيسة ومع الله. فإذا لم تكن الأمانة كاملة، لا يمكن أن تكون حقيقية. كنيستنا السريانية الكاثوليكية تضمّ نصفين: نصفها الأول لا يزال في البلدان الأصلية، أما نصفها الثاني فقد هاجر إلى بلاد الانتشار بسبب الأوضاع الحياتية الصعبة التي عاشوها في الشرق الأوسط، فنحن مثل لؤلؤة صغيرة، كما شبَّهْنا كنيستَنا في لقاء الشراكة مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان. علينا أن نسعى بكل ما أوتينا من مواهب ونِعَم كي نحافظ على كنيستنا العريقة، من خلال التمسّك بلغتنا السريانية وتراثنا السرياني، مع العمل على نشر كنوزنا السريانية التي لا تزال مخفية.
ـ رسول أمين للبيعة
نحن أمناء على الكنز الروحي الذي ميّزنا به الرب كخدّام للبيعة، وهنا نعني بالبيعة جماعة المؤمنين الذين اضطروا، لسبب ولآخر، أن يتغرّبوا في بلاد جديدة عليهم، حضارةً، لغةً ومنهجية حياة. لهؤلاء الذين سُلخوا غالباً رغماً عنهم، عن أرض أجدادهم، دعتنا البيعة أن نكون رسلاً وروّاداً ومرشدين، بأفعالنا أولاً كما بأقوالنا، بردود فعلنا كما بأحكامنا. لشعبنا المغترب الحق علينا أن نتفهّمه ونحتمله ونشجّعه ونقدّسه بالموعظة الحسنة وبالأسرار الخلاصية. وكنيستنا اليوم تحتاج إلينا لنخدم هؤلاء الإخوة والأخوات الذين يحتاجون إلينا. كما علينا أن نسعى بكل ما أوتينا من مواهب ونِعَم كي نحافظ على تراث كنيستنا العريق، من خلال التمسّك بلغتنا السريانية وطقسنا السرياني، وهما ما يميّزان رسالتنا ويعطيان معنىً لتضحياتنا.
ـرسول تلميذ يسوع
سمحت أحكام الرب الخفية أن يتغرّب السريان عن بلادهم، وينسلخوا عن أرض أجدادهم، وهم يجابهون الصعوبات والأزمات المختلفة من نفسية واجتماعية ومادية وسواها، ولا نستطيع أن نحافظ عليهم إن لم نعمل يداً بيد مع الرب المعلّم الإلهي، وبروح الكنيسة التي دعتنا إلى تكريس ذواتنا لخدمةٍ لا يشوبها عيب، وإن كنّا جميعنا بشر ضعفاء ومعرّضين للأخطاء. ولنا مثالٌ لخدمتنا، يسوع المسيح كاهننا الأعظم، الذي وحده يعطي معنىً لرسالتنا وحياتنا، فإذا لم تكن لدينا أمانة للرب يسوع المسيح، فنحن بالتأكيد فاشلون! نحن كرّسنا أنفسنا للرب وللكنيسة. والرب يدعونا كل يوم: "اترك كل شيءٍ واتبعني!".
علينا أن تكون لدينا علاقة شخصية مع ربنا يسوع المسيح لأنه أساس دعوتنا ورسالتنا، إنه صاحب الرسالة، وهكذا تكون رسالتنا أمينةً لكنيستنا التي تحتاج إلينا. علينا تلمُّس يد الرب في وجودنا وفي دعوتنا ورسالتنا، فهو الذي يوجّه حياتنا ويقدّسنا، وقداستنا مرتبطة به.
كهنوتنا هو خدمة، ومن خلال الخدمة نتقدّس، والرب لا يتركنا، لأنه لا يخذل من يخدمه بأمانة، بل يغدق عليه النعم والبركات، فهو سخيٌّ وغزير النِعَم والمراحم.
أوجّه انتباهكم للتركيز على الوعظ، وأن تولوا ذلك اهتماماً بالغاً من خلال تحضير نصوص الكتاب المقدس للقداس، وطلب إنعامات الروح القدس وأنواره، لفهمها وشرحها خلال الموعظة، والنطق بما ينفع الجماعة من أجل اتّباع ربنا يسوع المسيح.
ومن أجل موعظة ناجحة، علينا المطالعة الروحية من كتب قيّمة أو من مواقع كاثوليكية مسيحية على شبكة الإنترنت.
لا نستعمل منبر الوعظ لمواضيع لا صلة لها بالكتاب المقدس. علينا الانتباه لفصل مشاكلنا الشخصية والرعوية عن الموعظة فصلاً شاملاً.
فنحن كرؤساء الكنيسة السريانية الكاثوليكية، بطريركاً وأساقفةً، نضع آمالاً كبيرة عليكم في أوروبا، وعلى سائر الكهنة في بلاد الانتشار في أميركا وفي أوستراليا، ولو أننا لا نستطيع دعمكم بصورة كبيرة، لكنّنا نصلي لأجلكم وندعو لكم بالخير والنجاح.
إنّ رسول الكنيسة الذي يتّكل على المعلّم يسوع المسيح لا يخاف ولا يتردّد، لذلك أطلب منكم شخصياً تشجيع أبناء رعاياكم، من الأطفال والشباب والشمامسة ومن السيدات، ومن الدعوات أيضاً.
في ختام اللقاء شكر الآباءُ الكهنةُ غبطةَ أبينا البطريرك والمطران ميخائيل الجميل على الدعم الروحي والالتفاتة الأبوية الكريمة من أجل عقد هذا اللقاء الكهنوتي الأول. وطلب الآباء صلوات آباء السينودس المقدس لأجل كهنة الانتشار.
كما قرّر غبطته مع سيادة المطران الجميل والآباء الكهنة جميعاً، تكرار هذا اللقاء سنوياً في مقرّ وكالة البطريركية السريانية الكاثوليكية في روما، لما فيه من تشديدٍ على رباط الأب مع أبنائه، ومن ثمار المحبة الأخوية بين الكهنة جميعاً، لتبادل الخبرات ومساندة الجماعة، وخير الكنيسة جمعاء.
(محرّر جلسات اجتماع غبطته مع الكهنة: الخوري إدريس حنّا).
وصباح يوم الخميس 24 أيار، غادر غبطة أبينا البطريرك روما عائداً إلى مقر كرسيه البطريركي في بيروت.
|