تناول الاجتماع موضوع دور المسيحيين في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، في تفعيل إنجيل السلام والعدالة والحرية والعيش معاً، على قاعدة التنوّع في الوحدة في المجتمعات العربية. وكان تأكيدٌ على أنّ "الاعلان الجديد للإنجيل "هو الالتزام الشخصي والجماعي بتعليم الانجيل وقيمه الإنسانية والأخلاقية والإجتماعية. والمسيحيون يعتبرون أنّ وجودهم منذ ألفي سنة في بلدان الشرق الأوسط، حيث وُلد المسيح وأعلن إنجيل الأخوّة والسلام، إنما هو من تدبير العناية الالهية التي تريدهم أن يعيشوا ويشهدوا لقيمهم المسيحية مع شركائهم في المواطنة، وهم في أكثريتهم اليوم من المسلمين. وقد بنوا معاً ثقافة عربية وحضارة ساهمت في ترقّي الشعوب.
وتناول المجتمعون الأحداث الجارية في بعض البلدان العربية، ولا سيّما في سوريا، وأكّدوا أنّ مطالبة الشعوب العربية بإصلاحات داخلية دستورية واقتصادية واجتماعية هي محقّة وشرعية، لكنّهم شجبوا فرضها عنوةً من الخارج والمطالبة بها أو فرضها بالعنف والحرب. ودعوا إلى حلّ النزاعات وإجراء الاصلاحات بالحوار والتفاوض وبالطرق السياسية والدبلوماسية. ورأوا أنّ في أساس النزاعات والتوتّرات والانقسامات في بلدان الشرق الأوسط، يوجد النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، والإسرائيلي ـ العربي، وطالبوا الأسرة الدولية بحلّ هذين النزاعين بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.
وأعرب المجتمعون عن أسفهم بأنّ بعضاً من الدول الاقليمية والغربية تستغلّ المظاهرات والمطالبات الشعبية لزرع الفوضى والتشجيع على الاقتتال والنزاع الداخلي والمذهبي، بالمال والسلاح، لمصالح وغايات اقتصادية وسياسية.
واستعادوا ما جاء في خطابات البابا بندكتوس السادس عشر في لبنان أثناء زيارته التاريخية من ١٤ إلى ١٦ أيلول الماضي، وفي الارشاد الرسولي الذي وقّعه وأعلنه: "الكنيسة في الشرق الأوسط: شركة وشهادة".
ودعا المجتمعون أخيراً أبناء بلدان الشرق الأوسط إلى مواصلة شهادتهم الفريدة في العيش المسيحي ـ الاسلامي، وإلى إحلال العدالة والسلام من أجل خير بلدانهم وتقدّمها، وإحياء دورها في المنطقة وفي الأسرة الدولية. كما دعوهم إلى محاربة ومواجهة الصراع بين الأديان والثقافات الذي تعمل من أجله بعض القوى الاقليمية والدولية.
|