وبعد استراحة في صالون الشرف، توجّه موكب غبطته إلى المركز السرياني في لافال، حيث أقام صلاة الشكر ومنح البركة الرسولية للمؤمنين الحاضرين. ثم تناول طعام العشاء مع مستقبليه في المركز السرياني.
في اليوم التالي، الجمعة 2 تشرين الثاني، قام غبطته بتفقُّد بعض المرضى نهاراً، واحتفل مساءً بالذبيحة الالهية مع مطران الأبرشية وكهنته في كنيسة سيدة الانتقال. وخلال القداس رحّب المطران حبش وكاهن الرعية الأب ضاهر بغبطته، الذي ألقى بدوره الموعظة، شاكراً سيادة المطران وكاهن الرعية والآباء والمؤمنين المستقبلين. وشدّد على واجبهم في الأمانة للرب وتكريم مريم العذراء والدة الإله شفيعة كنيستهم، كما ذكّرهم بمشاركتهم هموم كنائسنا الأم في المشرق وبواجب التخفيف عن معاناة شعبنا المسيحي الذي يجابه تحدّيات جمّة في سوريا. وتلا القداس مأدبة عشاء قدّمته رعية سيدة الانتقال في مطعم لبناني في مونتريال.
ويوم السبت 3 تشرين الثاني، عقد غبطته لقاءً مع مطران الأبرشية وكهنتها الذين يخدمون في كندا، حيث تبادلوا الحديث عن أهمية الخدمة الكهنوتية في كنيسة الانتشار، وعن الروح الإرسالية التي تميّز هذه الخدمة، بالعطاء بلا حساب، واتّباع الرب الذي دعانا إلى الأمانة لتعليم الكنيسة، مع الحفاظ على تراثنا المشرقي العريق، وذلك في عالم جديد يتطوّر بسرعة فائقة.
ومساء السبت، أقامت الجمعية الخيرية لرعية مار أفرام حفلة عشاء ساهرة في المركز السرياني، وكان ريع الحفلة لمساعدة المنكوبين من جراء الأوضاع المأساوية التي تجتازها سوريا.
ويوم الأحد 4 تشرين الثاني ظهراً، احتفل غبطته بالذبيحة الالهية في كنيسة مار أفرام في لافال، وقد شارك في القداس مطران أبرشية المخلّص للروم الملكيين الكاثوليك ابراهيم ابراهيم، والمونسنيور ميشال باران النائب العام لأبرشية مونتريال اللاتينية.
وفي بدء الاحتفال، رحّب كاهن الرعية الأب خالد كرومي بغبطته وبراعي الأبرشية المطران حبش وبالمشاركين في القداس. وبعد تلاوة الإنجيل، عبّر سيادة راعي الأبرشية بدوره عن فرحه بزيارة غبطته الذي ألقى موعظة بالعربية تخلّلها بعض الفقرات بالفرنسية، مذكّراً بأنّ اليوم هو أحد تقديس البيعة. فالبيعة هي مقدّسة لأنّ الرب مؤسسها هو قدوس. والبيعة ممجَّدة في السماء حيث ينال الراقدون بالرب من قديسين وقديسات، من شهداء وشهيدات في الإيمان الأجر الذي يعدّه الرب لأحبائه الأمناء. ودعا غبطته الجميع كي يعيشوا دعوتهم إلى القداسة الحقة في مسيرة البيعة المجاهدة، ويحيوا التضامن الفعلي مع إخوة وأخوات لهم يتبعون المسيح على درب آلامه، ويعانون حتى بذل الدم للحفاظ على إيمانهم والتمسّك بأرض الأجداد. كما ذكّرهم بواجب الدفاع عن حقوق المسيحيين الذين يجبَرون على الهجرة من بلادهم الأصلية، وبالعمل الدؤوب على نقل معاناة أهلنا للمجتمع الجديد حيث استقروا، حيث لا يكترث الغرب الرسمي بالمطالبة بتأمين الحريات الحقيقية، بما فيها الحرية الدينية، والكرامة الانسانية لجميع المواطنين، سيّما الأقليات التي لا تدين بدين الأغلبية في الشرق الأوسط.
ويوم الإثنين 5 تشرين الثاني، أجرى تجمُّع المسيحيين المشرقيين مقابلة إذاعية مع غبطته لمدة ساعة، حيث تحدّث غبطته عن أهمية الزيارة التاريخية لقداسة الحبر الأعظم إلى لبنان في شهر أيلول المنصرم، وعن المعاني التي حملها الارشاد الرسولي للمسيحيين المشرقيين ولشعوب الشرق الأوسط. كما أوضح غبطته الموقف الراعوي للرؤساء الكنسيين من الأحداث الجارية في الشرق الأوسط، سيّما المحنة الأليمة التي تجتازها سوريا.
|