وخلال تلاوة الإنجيل المقدس الذي رنّمه غبطته بحسب القديس لوقا، وعندما وصل إلى الأنشودة الملائكية "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر"، أقام صاحب الغبطة رتبة الشعلة بحسب الطقس السرياني الأنطاكي. فأضرم النار في موقدة، وحمل شخص الطفل يسوع، وطاف حول النار. ثم سار غبطته بزياح حبري مهيب داخل الكاتدرائية، يتقدّمه الشمامسة، فالكهنة، ثم المطارنة، فيما جوقة الرعية ترنّم الأناشيد الميلادية العذبة. ولما وصلوا إلى أمام الهيكل حيث نُصبت مغارة الميلاد، وضع غبطته الطفل الذي يرمز إلى الرب يسوع في المغارة، ووضع البخور أمامها.
ثم ألقى غبطته موعظة العيد، مركّزاً على "عمانوئيل... الله معنا"، فتحدّث عن حضور الله في حياة المؤمنين، وكيفية التجاوب معه، والعيش بحسب تعاليمه، وضرورة أن يحيا المؤمن في هذه الأيام الفرح الروحي، فرح الميلاد، فيهيّئ ذاته وقلبه ليكون مغارة حية يحلّ الطفل الإلهي المولود ساكناً فيها، فيكون المؤمن لله بكلّيته.
ولم تغب عن موعظة غبطته الأوضاع السائدة في منطقة الشرق الأوسط، فتطرّق إلى المعاناة والآلام والصعوبات التي تعانيها سوريا الجريحة بمواطنيها جميعاً على اختلاف فئاتهم وطوائفهم. وأهاب غبطته بالفرقاء المتنازعين كي يتلاقوا بالحوار والألفة، فيعيدوا إلى سوريا بريقها، وإلى شعبها الأمل بغد أفضل ينعمون فيه بالطمأنينة والاستقرار. وحيّا غبطته أبناءه وبناته في أبرشيات سوريا الذين اضطروا للقدوم إلى لبنان، وبخاصة الذين يشاركون في هذه الذبيحة الإلهية.
كما وجّه التحية إلى أبنائه وبناته في العراق الحبيب، سائلاً الله أن يثبّت دعائم الأمن والسلام والاستقرار فيه، لما يؤول لخير مواطنيه أجمعين.
ولم ينسَ غبطته لبنان الوطن الغالي، هذا البلد الرسالة والكنز الثمين، فدعا جميع القيّمين على شؤون هذا البلد الطيّب إلى التلاقي وشبك الأيدي ورصّ الصفوف، للنهوض به إلى مراقي العز والازدهار كما كان دائماً.
وختم غبطته موعظته بالصلاة إلى الرب يسوع ـ طفل المغارة ـ ليحلّ أمنه وسلامه في الشرق وفي العالم، مهنّئاً أبناءه وبناته في كل أنحاء العالم بهذا العيد المجيد، معايداً إياهم بالتحية الميلادية "وُلد المسيح... هللويا".
وبعد البركة الختامية، انتقل صاحب الغبطة والمطارنة والكهنة إلى صالون الرعية، حيث تقبّل غبطته التهاني بالعيد. ووزّعت سيدات الأخوية في الرعية الحلويات بهذه المناسبة المباركة.
|