ننشر فيما يلي النص الكامل لرسالة عيد الميلاد المجيد 2012 التي وجّهها سيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك:
رسالة الميلاد
يعود إلينا عيد الميلاد لهذه السنة وعراقنا، بل ومنطقة الشرق الأوسط بكاملها لا تزال تئن تحت وطأة ويلات الحرب والدمار والاقتتال المتواصل بين الإخوة. ترى أين نحن ورسالة المسيح ملك السلام ورسوله؟
لقد تجسد الكلمة قبل أكثر من ألفي سنة وصار بشراً مثلنا وسكن معنا ليجسد فينا حياة الله، حياة الحب والاستقرار والسلام والسكينة والاطمئنان. لم يأت المسيح ليدين ويشجب ولا ليزيح ويبطل. ما جاء ليهدم ما كان قائماً على أسس صالحة ومتينة، بل جاء ليصلح ما كان فاسداً ويكمل ما كان ناقصاً ويعدل ما كان مناهضاً لمحبة الله ولكرامة البشر.
علماً أنّ مفهوم الحب الذي أتى به يسوع وعاشه هو غير مفهوم الحب الذي يفكر به أبناء هذا العالم. "ما من حب أعظم من هذا أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه".
هذا كان نهج يسوع في هذه الحياة، وهذا هو النهج الذي يريد يسوع أن يعلّمنا إياه لكي نسلك فيه في حياتنا هنا على الأرض. حينذاك تتحقق أنشودة الملائكة يوم مولد يسوع: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام". فيكون الفرح وتصان كرامة الإنسان ونحصل جميعنا على السعادة التي من أجلها ولها خلقنا الله.
أخيراً أحبائي أنتهز هذه الفرصة لأنقل لكم أنتم أبناء أبرشية الموصل وتوابعها، أينما وجدتم، أحر التهاني وأطيب الأماني، متمنياً لكم وللشعب العراقي عموماً نهاية المآسي التي أنهكت أبناء بلدنا العزيز، بكل أطيافه وقومياته وأديانه.
ألا حرسكم المولى وأبعد عنكم وعن كل العراقيين كل ضرر ومكروه
ميلاد سعيد وسنة خير وبركة وكل عام وأنتم بخير.
+ يوحنا بطرس موشي
رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للسريان الكاثوليك
|