كما ناقش المجتمعون في هذا اللقاء، الذي ساده جوٌّ من جدّية البحث والاحترام المتبادل، ورقة مسودة أعدّتها اللجنة التحضيرية بعنوان "ممارسة الشركة في حياة كنيسة الأجيال الأولى وعلاقتها ببحثنا عن الشركة اليوم". وتطرّقت هذه الورقة إلى قنوات التلاقي والشركة التي مارستها الكنيسة إبّان العصور الأولى انطلاقاً من العهد الجديد، ومن خلال تبادُل الرسائل والزيارات والوثائق بين رؤساء الكنائس المحلّية، والسينودسات الخاصة والمسكونية وكيفية قبولها المتبادل، والحياة الليتورجية وتنظيم الطقوس، وتكريم الشهداء والقدّيسين، والحياة الرهبانية. وقد نوقشت هذه المسودة فقرة فقرة لصياغتها من جديد وإقرارها كوثيقة صادرة عن اللجنة المشتركة. وكانت الإجتماعات تبتدىء بصلاة مشتركة.
ويمثّل الكنيسة الكاثوليكية في هذه اللجنة الحوارية الدائمة، رئيس المجلس البابوي لشؤون الوحدة المسيحية، الكردينال كورت كوخ، وهو رئيس مشارك لهذه اللجنة، وممثّلون عن الكنائس الكاثوليكية الشرقية: القبطية (ومثّلها المطران يوحنا قلتة المعاون البطريركي)، والسريانية (وقد مثّلها المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، خلفاً للمثلّث الرحمات المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل)، والأرمنية، والحبشية، والمارونية (وقد مثّلها المطران بولس روحانا النائب البطريركي في صربا، وأمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط)، والملنكارية، وخبراء آخرون ومستشارون من المؤسّسات الرومانية والجامعية والعالمية المختصّة (من روما، وألمانيا، والولايات المتّحدة، وفلسطين، والنمسا، وأرمينيا)، ومنها منظّمة برو أورينتي بشخص البروفسور ديتمار وينكلر.
أمّا الكنائس الأرثوذكسية الشرقية المشتركة في اللجنة، فهي الكنيسة القبطية (مثّلها الأنبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبراري بمصر، وهو رئيس مشارك للجنة المشتركة للحوار اللاهوتي، بمعيّة أسقفين آخرين وراهب لاهوتي)، والأرمنية الرسولية (أتشميازين ـ أرمينيا، وكيليكيا ـ لبنان)، والسريانية الأنطاكية (ومثلّها المطران مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وسكرتير المجمع المقدس، بمعيّة المطران مار ثيوفيلوس قرياقس من الكنيسة السريانية الملنكارية ـ الهند)، والأريتيرية، والحبشية، والملنكارية الأرثوذكسية السريانية في الهند (المستقلّة).
وقد استقبل اللجنة بكامل أعضائها قداسةُ البابا بنديكتوس السادس عشر، ظهر يوم الجمعة 25/1/2013 في الفاتيكان. وفي إجابته إلى كلمة رئيس اللجنة المشارك الأنبا بيشوي، رحّب قداسة البابا باللجنة وشجّعها على المضيّ في بحثها عن قنوات دفع حركة الوحدة المسيحية نحو الأمام، في اكتشاف الإرث المشترك في المسيح الواحد والكنيسة الواحدة.
وقال قداسته: "إنّي عالمٌ بالتقدّم الذي حصل، وأعبّر عن أملي في أن يتّسع التعاون في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الأرثوذكسية، بروح الأخوّة والتعاضد، وخاصةً في تطوير الحوار اللاهوتي بما يساعد كافّة أتباع الرب أن يتقدّموا في درب الشركة والشهادة للعالم".
ثم تطرّق قداسته إلى الأوضاع المؤلمة في معظم الأقطار التي يأتي منها المشاركون، حيث تتواجد كنائسنا الشرقية في محنة: "من خلالكم أودّ أن أؤكّد لجميع المؤمنين في الشرق الأوسط أني قريبٌ منهم وصلاتي معهم لهذه الأرض التي تكتسب أهمية خاصة في مخطّط الخلاص الإلهي، أن تتوصّل إلى مستقبل عادل وسلام دائم، بالحوار والتعاون".
كما وجّه قداسته تعازيه بوفاة بطريركي الإسكندرية والحبشة، شنودة الثالث وأبونا بولس الأوّل. وهنّأ الكنيسة القبطية بانتخاب وتنصيب خليفة البابا شنودة قداسة الأنبا تواضروس الثاني، كما هنّأ الكنيسة القبطية الكاثوليكية ببطريركها الجديد. وترحّم قداسته في كلمته "على عضو لجنتكم المطران مار يوليوس ميخائيل الجميل رئيس أساقفة تكريت شرفاً والمعتمد البطريركي للسريان الكاثوليك في روما، الذي أسفتُ بسماعي نبأ وفاته".
وبمناسبة اختتام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين يوم 25/1، وهو ذكرى اهتداء مار بولس، شارك أعضاء اللجنة اللاهوتية المشتركة في الصلاة العامة التي ترأسها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في كنيسة القديس بولس خارج الأسوار بروما. وكان الكردينال كوخ قد أقام حفل غداء لأعضاء الوفدين الكاثوليكي والأرثوذكسي في نزل القديسة مرتا داخل الفاتيكان يوم الخميس 24/1، كان فيه ضيف الشرف نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية.
وارفُضَّت الإجتماعات مساء يوم السبت 26/1/2013، على أن تُعقد الهيئة القادمة في كوشين في كيرالا بالهند، من 27 كانون الثاني حتى 1 شباط 2014، بضيافة الكنيسة الملنكارية السريانية الأرثوذكسية، حول الموضوع الرئيسي "الليتورجيا في القرون الخمسة الأولى: قناة شركة وتواصل".
|