الرقم: 226/2013
التاريخ: 27/4/2013
سيادة أخينا الحبر الجليل مار ديونوسيوس أنطوان شهدا رئيس أساقفة حلب الجزيل الاحترام
الآباء الكهنة والشمامسة وأعضاء اللجان والمؤسسات والجمعيات وجميع المؤمنين في أبرشية حلب
إخوة المرحوم الخوراسقف إميل أسود وعموم آل أسود وأقرباؤهم وأنسباؤهم في الوطن والمجهر
النعمة والمحبة والسلام بالرب يسوع المسيح مخلّصنا المنبعث من الموت ومصدر عزائنا ورجائنا، وبعد:
بحزن وأسف تلقّينا النبأ المؤلم بانتقال عزيزنا الخوراسقف الفاضل إميل أسود النائب الأسقفي العام لأبرشية حلب للسريان الكاثوليك إلى الأخدار السماوية، في وقت كانت أبرشيته ورعيته تحتاجان إليه وإلى أمثاله من الكهنة الفاضلين الذين يخدمون مذبح الرب والشعب المبارك بمحبة وغيرة وتفانٍ وإخلاص، سيّما في هذه الأيام الصعبة العصيبة التي لم تعرف المدينة الحلبية مثلها في تاريخها الحديث، إذ ترزح سوريا عامةً وحلب بشكل خاص تحت وطأة حرب ضروس، ويعاني أبناؤها الآلام والضيقات. نسأل الله أن يزيل هذه الغيمة السوداء عن سمائها، لينقشع فجر جديد تنعم فيه سوريا بالأمن والسلام.
لقد كان الراحل الكريم إنساناً مؤمناً بربّه وملتزماً بخدمة كنيسته، أحبّ أبرشية حلب وبادلته الأبرشية الحبّ. وقدّم الإرشاد والتوجيه لعدد من الأخويات الشبابية، واستلم إدارة مركز التعليم المسيحي، والجمعية الخيرية، وعمل في منظّمات متعدّدة، وأسّس أخوية مار شربل الكشفية. وقد برع في حقل الموسيقى، فألَّف ونظمَ أنغاماً، وأسّس جوقةً للترتيل أمينةً لتراثنا السرياني، تصدح أصوات أعضائها ممجّدةً إله المحبة والسلام. وهو أوّل من أعدّ موسيقى لكتاب "المعذعذان" عام 1978، وقد عمل على ترجمة كتاب الرتب الكنسية، مع كتابة الموسيقى، والحفاظ على الألحان السريانية، وكنّا قد عيّنّاه رئيساً للجنة البطريركية الموسيقية. هذا إضافةً إلى تحصيله العلمي سيّما في حقل القانون الكنسي، فأجاد في هذا المضمار، حتى عُيِّن رئيساً لمحكمة الاستئناف لأبرشياتنا السريانية في سوريا.ولا ننسى اهتمامه وعنايته بإدارة إكليريكية مار أسيا الحكيم الصغرى في حلب، ومحبّته لطلابها محبّة الأب لأبنائه.
كلّ هذه الصفات والأعمال أهّلته لينال ثقة سيادة أخينا راعي الأبرشية المطران أنطوان شهدا، الذي رقّاه إلى الدرجة الخوراسقفية، وعيّنه نائباً أسقفياً عاماً له على الأبرشية الحلبية، وكان الساعد الأيمن لسيادته في إدارة شؤون الأبرشية.
أما اليوم وقد انتقل الخوراسقف إميل أسود من هذه الحياة الفانية إلى بيت الآب في السعادة الأبدية، ولئن كان جسده بعيداً عنّا، إذ اضطرّ إلى مغادرة حلب في الأشهر الأخيرة للمعالجة الطبّية في فرنسا حيث رقد بالرب، ولم يستطع أبناء أبرشيته أن يلقوا عليه نظرة الوداع. إلا أننا واثقون بأنّ ذكراه ستبقى ماثلةً في الكنيسة، وبخاصة في أبرشيته التي تقرّ بفضل خدمته المتفانية، فإنّ ذكر الصدّيق يدوم إلى الأبد.
تعازينا الحارّة نقدّمها إلى سيادة أخينا المطران أنطوان شهدا، وإلى الآباء الكهنة في أبرشية حلب، وإلى الشمامسة والإكليريكيين، وأعضاء المؤسسات والجمعيات واللجان، وبخاصة تلك التي عمل فيها، وإلى المؤمنين جميعاً، سيّما إخوة الفقيد وأخواته وأقربائه في الوطن وبلاد الانتشار، سائلين الله أن يسكب على قلوبهم جميعاً بلسم الصبر والعزاء. وقد ذكرناه على مذبح الرب بشكل خاص خلال القداس الإلهي الذي أقمناه صباح يوم الجمعة الماضي في 26 نيسان الجاري، وكلّفنا الابن الروحي الأب إيلي وردة كاهننا في فرنسا، ليترأس باسمنا مراسم رتبة الجناز والدفن في مدينة تولون في فرنسا.
رحم الله الخوراسقف إميل أسود، وأسكنه في ملكوته السماوي صحبة الأبرار والصالحين والوكلاء الأمناء الذين تبعوا الرب في درب آلامه وهم يشاركونه في مجد قيامته البهيجة.
نختم بمنحكم بركتنا الرسولية عربون محبتنا الأبوية.
اغناطيوس يوسف الثالث يونان
بطريرك السريان الأنطاكي |