السادة الأحبار الأجلاء ، رؤساء الطوائف المسيحية بحلب
أيها الأبناء الأحباء،
الخوراسقف إميل أسود:
- هو ابن جورج بن جبرا أسود وإيفون بنت يوسف جعنينوس، وُلِدّ في حلب عام 1948، وتلقّى دروسه الإبتدائية في مدرسة الإخوة المريميين بحلب.
- قصد دير الشرفة عام 1961، حيث واظب على تحصيل علومه الإعدادية والثانوية، وتابع دراسة العلوم الفلسفية واللاهوتية في جامعة الروح القدس (الكسليك)، ودرس الموسيقى في معهد الكسليك وفي المعهد الوطني للموسيقى في بيروت وفي حلب.
- عاد إلى حلب عام 1975، حيث ظلَّ يستعدّ للكهنوت، حتى سيم كاهناً بوضع يد المطران مار ديونوسيوس فيليب بيلوني، في كاتدرائية سيدة الإنتقال بحلب في 18 كانون الأول 1977.
- خدم الرعية في مسقط رأسه، وأرشد أخوية الشبّان العمّال، ومركز التعليم المسيحي، وعمل في منظّمات متعدّدة، وأسّس أخوية مار شربل (الكشّاف).
- وقد برع في حقل الموسيقى، فألَّف ونظمَ أنغاماً، وأسّس جوقة للترتيل يُشار إليها بالبنان. وهو أوّل من أعدّ موسيقى لكتاب "المعدعدون" (أي كتاب رتب أسبوع الآلام) عام 1978. وقد عمل مع الأستاذ يوسف وهبة في ترجمة كتاب الرتب الكنسية (المعدعدون) إلى العربية، مع كتابة النوطة الموسيقية، والحفاظ على الألحان السريانية مرتلة بكلمات عربية.
- قصد مدينة تولوز في فرنسا عام 1981، والتحق بالكلية البابوية للتخصُّص في القانون الكنسي، فحاز على شهادة الليسانس في هذه المادّة، ثمَّ على الدكتوراه.
- عاد إلى حلب عام 1985 ليخدم النفوس. وقد عُيِّن قاضياً في المحكمة الروحية الاستئنافية، ثمَّ رئيساً للمحكمة الاستئنافية للطوائف الكاثوليكية في حلب.
- سلّمه سلفنا سيادة المطران أنطوان بيلوني رئاسة إكليريكية مار أسيا الحكيم الصغرى منذ تأسيسها عام 1996، وثبّتناه في رسالته هذه حتى تاريخ 1/12/2011.
- عيَّنه غبطة البطريرك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد رئيساً للمحكمة الاستئنافية لطائفة السريان الكاثوليك في سوريا، وزائراً بطريركياً على دير الشرفة لمدّة ثلاث سنوات.
- كما عيَّنه غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان رئيساً للجنة البطريركية الموسيقية، وبقي في هذه المهمة حتى وفاته.
- أعاد غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان تعيينه رئيساً للمحكمة الروحية الاستئنافية للطائفة في سورية لمدة خمس سنوات، وأيضاً بقي في هذه الرسالة حتى آخر يوم من حياته.
- وفي عهد حبريتنا عيّنّاه نائباً أسقفياً عاماً على الأبرشية بعد استقالة الخوراسقف ليون عبد الصمد رحمه الله بتاريخ 4/11/2006، وبقي في منصبه هذا حتى وفاته.
- كما منحناه بسلطاننا الأسقفي وسمّيناه خوراسقفاً بتاريخ 11/12/2007 ومنحناه السيامة الخوراسقفية بتاريخ 11 أيار 2008.
- وكنا قد عيّنّاه وكيلاً عن إدارة الكاتدرائية وأمين صندوقها ولجنة سيدات الكاتدرائية.
- كما عيّنّاه مرشداً للجمعية الخيرية ودار المسنّين (مار الياس) والمستوصف الطبّي المشترك (مار أسيا)
- ومرشداً للجنة المقابر وأمين صندوقها
- مديراً لبيت الطلبة وأمين صندوقه (دير مار اليان)
- مرشد أخوية قلب مريم الطاهر
- وكان يدنا اليمنى في المجلس الاستشاري، وخلال أسقفيتنا منحناه ثقتنا الكاملة، وكان مساعدنا في كل الأمور، إذ كنا قد قضينا في إكليريكية دير الشرفة كلّ سنوات حياتنا وفي صف واحد، وأمضينا سنوات دراستنا هناك وفي جامعة الروح القدس ـ الكسليك إلى أن عدنا إلى حلب ككهنة خَدَمة في هذه الأبرشية العزيزة.
- تحلّى الخوري إميل أسود بمزايا عديدة، فبنى علاقات طيّبة مع كثير من الناس والأصدقاء الذين يكنّون له الذكرى الحسنة، وكانت علاقاته مع أساقفة وكهنة الطائفة أينما وُجدوا على أحسن ما يكون، فأحبّه الجميع، وحفظوا في مكنونات صدورهم صورة جميلة عن شخصه وطيبته ومعشره. كذلك كانت علاقاته جيدة مع باقي الطوائف من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين، جميعهم أحبّوه وأسفوا لرحيله عنهم في وقت غير متوقّع.
- أسفنا جداً عندما بدأت بوادر المرض تظهر عليه، فرافقناه في كلّ هذه المراحل وكذلك كهنة الأبرشية، ولكنّنا لا ننسى ما قام به حضرة الأب بول قس داود من تقديم واجبات وخدمات ومرافقات خلال كلّ فترات مرض الخوري إميل، وملاحقته في كلّ صعوباته، فهو تلميذه الحميم منذ أيام إكليريكية مار أسيا الحكيم الصغرى، فمحبته وعطفه وحنانه ظهرت جليّة كلّ هذه السنوات وحتى آخر نقطة من حياة الخوري إميل.
- غادر حلب بقصد المعالجة الطبّية إلى مدينة تولون ـ فرنسا في صيف عام 2012، وبقي هناك يتابع العلاج حتى وفاته يوم الخميس 25 نيسان 2013.
- باسم صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريركنا المغبوط، وباسم أساقفة سينودوس كنيستنا السريانية الكاثوليكية، وباسمنا الشخصي، وباسم كهنة أبرشيتنا الأفاضل، وشمامستنا، وجميع اللجان، والأخويات، والفعاليات، وباسم أخوتنا الأحبار المشاركين من كافة الطوائف، ورؤساء الكنائس بحلب، والكهنة الأفاضل، والراهبات الفاضلات، وأبناء الطائفة، والشعب الحاضر، نقدّم تعازينا لآل أسود من إخوة وأخوات هنا في حلب والمهجر، معزّين إيّاهم وإيّانا بهذا المصاب الأليم الذي لحق بالعائلة والطائفة، فالخوري إميل كان ولا زال وسيبقى في ذاكرة الجميع، كان الصديق الوفي والمخلص والكاهن الورع، الذي سيسمع اليوم من الفادي الإلهي قائلاً له: "هلمّ أيها العبد الصالح الأمين، وُجدتَ في القليل أميناً، أنا أقيمكَ على الكثير، أدخل إلى فرح سيّدك".
- نحن نصلّي ونودّع نائبنا الأسقفي العام الخوراسقف إميل أسود إلى الأخدار السماوية، لا ننسى ما نقاسيه من ألم وعذاب في سورية الحبيبة، وحلب الشهباء من قتل ودمار، وما نشيّع من شهداء وأطفال أبرياء، ونتألّم لخطف كاهنينا الفاضلين الأب ميشيل كيال والأب اسحق محفوظ، وخطف المطران يوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس، والمطران بولس يازجي متروبوليت حلب وتوابعها للروم الأرثوذكس، نطلب إليه تعالى أن يفرج عن هؤلاء الأربعة، ويعيدهم إلى أبرشياتهم ورعاياهم وأهلهم، كفانا قتل ودمار، كفانا خسارات وتدمير، كفانا موت وحزن. يا رب أرح سورية، أرح حلب وضواحيها، يارب أعِدْ لبلدنا الحبيب الأمن والأمان والاستقرار. نصلي ونضرع من كلّ قلوبنا إليك، فاستجب وارحم.
رحمه الله وأسكنه في ملكوته السماوي صحبة الأبرار والصالحين، وليكن ذكره مؤبّداً.
|